القدس – في عامهما الاول في كلية الحقوق الأب والابن زملاء دراسة في مكان واحد هما الدكتور عباس الزرو وابنه زكريا ، ولمنح تلك التجربة شيئاً من الخصوصية التي تليق بها التقيناهما في حرم الجامعة في القدس لتكون المحصلة لا تتخطى حدود الفخر والإيثار والطموح والإصرار، فالجميع يريد لنفسه موقعاً أفضل في زمن لا ينتهي فيه تحصيل العلم فالجديد دوما موجود والعلم أسمى من المفارقات الاجتماعية وأفضل واقعاً.
" ما دام في العمر بقية فها نحن نتلمس طريق العلم، فالعلم لا يعترف بالعمر وإنما هو حق مشروع في أي وقت ومكان " بهذه الكلمات اكمل الزرو البالغ من العمر 53 عاما حديثه ليضيف ربما أن ذلك قد يكون غريبا نوعا ما ولكن بالطبع أشعر بشعور جميل وأنا أقوم بالمذاكرة كابني تماما وأهتم للاختبار كما يهتم هو ، وكذلك أشعر أنني أستفيد وأفيد ابني وزملائي ايضا بحكم خبرتي السابقة بالتعليم، ومهما كان فارق العمر بيننا الا أنني أتمنى أن نفرح سويا بالنجاح ان شاء الله .
وأوضح الطالب عباس الزرو "كانت فكرة العودة إلى مقاعد الدراسة ومواصلة التعليم تمثل على الدوام الطموح الذي سعيت إليه ولازلت ،لكن هذه المرة كان التحاقي لدراسة الحقوق في جامعة القدس هو بمرافقة وزمالة ابني حيث نحن في السنة الدراسية الاولى، وأضاف " أشعر بالبهجة والسرور عندما أذهب كل صباح برفقة زميلي "ابني زكريا " لحضور المحاضرات وأداء الامتحانات.
وحول دراسته للحقوق يشير الزرو الى رغبته في خوض تجربة جديدة بعيدة عن عمله في الطب البديل بالرغم من كونها رغبة قديمة وحلم كان يراوده دوما الا ان مسار الحياة تغير ليعود مرة اخرى بعد 20 عاما لدراسة الحقوق في جامعة القدس رغبة في التعرف على القوانين كعلم وثقافة غير محددة باطار وشكل واحد، واضاف الزرو حول تساؤلنا بعلاقة عمله في الطب البديل مع دراسته الحالية فاشار الى انه سيتكمن من دمجها في موضوع المسؤولية الطبية او القانون الشرعي .
اما ابنه زكريا فبكلمات قليلة عبر عنها حول جلوسه ووالده على نفس مقاعد الدراسة فيقول إنه فخور بأنه يدرس مع والده في مكان واحد، وذلك ما يدفعه للمواصلة بحس النجاح أملاً في الحصول على شهادة دراسية يرضي فضول والده في المقام الأول واوضح انه يتعامل مع والده كزميل له في الجامعة كباقي الزملاء ويجلس معه في مجموعات نقاش ويستعين به بالدارسة .
أما زملاءهم الطلبة فأعربوا عن سعادتهم لوجود الزرو بينهم فمنهم من قال ان دراستنا للحقوق هي صعبة ولكن بمساعدة الزرو لنا بحكم خبرته قد سادعتنا كثيرا ومنهم من قال ان وجود الزرو بيننا هو دافع لنا لاكمال دراستنا ليس فقط البكالوريوس وانما ايضا الماجستير بل ومواصلة التعليم لنهاية العمر فهو مثال يقتدى به في الاصرار.
ومن الجدير بالذكر ان الدكتور عباس الزرو هو طبيب جراح واستاذ في الطب البديل وله مركز سيموه للطب البديل ومتخصص في امراض الدم والأمراض النفسية والعصبية وهو الطبيب المعتمد قانونيا لدى القنصلية الايطالية والمسؤول الصحي عن جمعية الموظفين والعاملين في القنصلية .