القدس- علا جاد الله سنة أولى تخصص خدمة اجتماعية – كلية هند الحسيني للبنات أبصرت الدنيا منذ ولادتها بنظر ضعيف لتحترف المشي على سلم الأمل بمزيد من التوازن، وكثير من الصبر والتحدي وترفع شعار التحدي للتغلب على اعاقتها وتتفاعل مع حياتها الجامعية بكل جوانبها.
اقتربنا منها في سطورنا التالية وقلبنا معها صفحات التحدي في حياتها وكشفنا عن طموحها وآمالها.
لا يمكن لمن يجالس علا إلا أن يبدي إعجابه بقوة شخصيتها وثقافتها؛ فبكل ثقة تقول علا: "ولدت بإعاقة بصرية، ولكني اعتدت أن أرى بنور بصيرتي لا بعيوني فليس العمى ان تفقد العين نورها ولكنه نور العقول اذا استتر، ونجحت حتى وصلت إلى ما أنا عليه طالبة تجلس على مقاعد الدراسة في كلية الاداب هند الحسيني للبنات في جامعة القدس، وأتمنى مزيدًا من التطور ليفخر بي اهلي ووطني، وإن فقداني لبصري لم يمنع طموحي ولكنه مدها بالإرادة وكثير من التحدي لما واجهت من صعاب".
تقول والدة علا على الرغم من هول المفاجأة لم نستسلم لليأس لايماننا بقضاء الله وقدره، فعقدنا العزم على ان نخرج ابنتنا من ظلمة المنزل الى فضاء الحياة الرحب، فأرسلناها عندما اكملت الرابعة الى مدرسة هلين كيلر المخصصة للمكفوفين وهناك بدأت علا بتعلم القراءة والكتابة بلغة بريل، كما اني بدأت اقرا لها المواد التي تأخذها لتحفظها هي من اول مرة ، وهكذا اثبتت علا قدرتها على الحصول على الشهادات الدراسية والنجاح في الثانوية العامة بمعدل جيد جدا.
ولانها كباقي البشر لاتخلو احلام علا من امنية كبيرة تسعى بكل جد لتحقيقها الا وهي اكمال تعليمها الجامعي لكي تصبح في المستقبل ناشطة في خدمة مجتمعها فهي تتفاعل مع حياتها الجامعية بكل جوانبها وعلاقتها بزميلاتها طيبة، فتراها تشارك الطالبات في جلساتهم ورحلاتهم وخروجهم الى اماكن ترفيهية.
وتضيف علا "اشعر بانني مثل المبصرين حيث انني اجلس معهم جنبا الى جنب في المحاضرات واتعلم المواد ذاتها".
وتسير علا الى الجامعة دون عكاز او اي مساعد وتجد طريقها بسهولة الى داخل الكلية وبين الغرف الصفية والمكتبة ومختبر الحاسوب والى الساحة الخارجية وغيرها،لافتة إلى أنها لا تواجه صعوبات غير انها بحاجة فقط الى الدعم النفسي الكبير من الجامعة وتوفير شخص يكتب لها فقط بالامتحانات.
وتعقب علا :" ان دراستي لتخصص الخدمة الاجتماعية هو هام جدا لي كوني كفيفة واستطيع ان افهم من هم بمثل وضعي حيث كنت بحاجة لتفهم المحيطين لوضعي ولهذا اتمنى ان اساعدهم واتفهمهم واحل مشاكلهم".
وتضيف علا:" إن الفتاة إذا ما وجدت التشجيع، وامتلكت العزم والارداة والهدف، فبإمكانها أن تنجز وتخدم نفسها ومجتمعها فالعقبات كثيرة والحياة صعبة لكني لا اياس فاحاول واحاول حتى اتمكن من مواصلة الطريق".
وتختم علا قولها:"الجميع كان نورًا يهديني إلى طريق التميز ، ويُعنني على استكمال المشوار بتحدٍّ واخص بالذكر والدتي ، فلهم مني ألف شكر وتحية".