شروق صالح طالبة سنة أولى تخصص لغة انكليزية، استطاعت ان ترسم بالكلمات صور جديدة للسعادة، فعملت وتمكنت في هذا المجال فبنت كلاماتها أبوابا للسعادة، ودعت للبحث عنها، هذا ونشرت مجلة البيادر السياسية بعض من مواضيع الطالبة شروق، وهذه من بعض كتاباتها:
أبواب السعادة
إن الشعور بالبهجة والاستمتاع والإحساس بها، يجعل الشخص يحكم على حياته بأنها جميلة ومستقرة وخالية من الآلام والضغوط، فالسعادة هي تكامل بين معطيات كثيرة تحوم في حياة الإنسان، من الوضع المادي إلى الأسرة والوضعين السياسي، والأمني، بل وأحياناً الراحة الدينية.
يقول دوغلاس: "ينبغي أن تؤمن بالسعادة وإلا فإن السعادة لن تأتيك"، ولا يمكنك أن تؤمن بالسعادة إلا إذا كنت تملك فكرةً إيجابية عن نفسك وعن الحياة حقاً، فالسعادة ليست وهماً، بل السعادة لها قوانينها، شأنها في ذلك شأن كل القوى والطاقات الموجودة في هذا العالم.
لا يزال الناس يعتقدون أن كثرة المال ستجعلهم سعداء بشكل أكبر، ولعل سبب استمرار هذا الاعتقاد وتماسكه هو أن المال يجعل بعض الناس سعداء لبرهة من الوقت(سعادة قصيرة)، وإن كان المال سيعطي السعادة، فإن ذلك يكون عند إنفاقه للحصول على لحظات وخبرات حياتية تعطي ذكريات واضحة. ونحن_البشر_ لا نمل من تكرار تذكر ما حصل لنا من الذكريات السعيدة، بعكس مللنا من تذكر الأشياء المادية العينية التي حصلنا عليها، فهل سعادة الإنسان تتحقق في سعيه لامتلاك أشياء يطمح إليها؟ أم أن سعادته مبعثها الرضا بما يمتلكه ويتوفر لديه؟ وعليه فإن سعادته ستتحقق حينما يملؤه الشعور بـ (التقدير للنعمة) التي يتظللها، فالسعادة لا تتحقق فقط بالسعي الحثيث لامتلاك أشياء جديدة يحبها الشخص، بل إن قسطاً كبيراً من السعادة يمكن تحقيقه إذا ما أحب ورضي الإنسان بالأشياء التي يمتلكها فعلاً، مع وجود الرغبة والسعي في امتلاك أشياء أخرى جديدة، ففي مثل هذه الحالة ستكون أكثر سعادة من الأشخاص غير الراضين بما يمتلكونه والذين لا يطمحون إلى المزيد من نوعية الأشياء التي يمتلكونها.
ومن أهم قوانين السعادة التفكير الإيجابي وامتلاك الروح الإيجابية، بأن ترى نور النهار بدل ظلام الليل، وأن ترى النصف الممتلئ من الكأس، وبياض الورقة بدل النقطة السوداء في وسطها، يعني أنك تملك روحاً إيجابية ومن ثم تملك أرضة السعادة، فكثير من الناس يعتقدون أن كل سرور وسعادة هي زائلة، ولكنهم يعتقدون أن كل حزن دائم، لذا إذا كنت تريد العيش سعيداً ففكر بطريقة إيجابية، فالسعادة نوعان: هناك سعادة قصيرة تستمر فترة قصيرة من الزمن، وهناك سعادة طويلة تستمر فترة طويلة من الزمن (تكون سلسلة من محفزات السعادة القصيرة) وتتجدد باستمرار لتعطي الإيحاء بالسعادة الأبدية.
ويجب أن يتوفر لدى الفرد المقدرة على تجاهل مسببات التعاسة في حياته، فالنسيان أو التجاهل المتعمد يحقق السعادة، إذ أن تفكير الإنسان بشكل مأساوي في تفاصيل حياته لن يسعده.
وهناك باب آخر للسعادة وهو الاستمتاع بالآخرين، فإذا نظرت مثلاً إلى أطفالك أو أي أطفال يلهون في الحديقة، ألا تجد نفسك تبتسم وتشعر براحة داخلية عند رؤية ابتهاج الطفل وبراءته في اللعب؟
فهذه من الممارسات التي يحقق بها الإنسان سعادته التي من الممكن أن يتلفت إليها حتى وإن كانت تحقق له السعادة الوقتية إلا أن تعلم الاستمتاع بكل ما يحيط بك هي وسيلة من وسائل معرفة السعادة.
ومن الأمور التي تساعد على استمرار السعادة (السعادة المستدامة)، تقدير الذات، الشعور بالسيطرة على مجريات الحياة الذاتية، وجود العلاقات الحميمية الدافئة (الزواج, الصداقة… الخ)، القيام بعمل مرضٍ، السلوك الحميد والصحة السليمة مرتبطان بتحقيق السعادة واستمرارها أيضاً، ومن فوائد أن يكون الإنسان سعيداً أنه لن يُشفى من المرض بل ستقيه السعادة من الإصابة به، وأثبتت الدراسات أن السعادة عامل مهم في إطالة عمر الإنسان.
لذا ابحث في داخلك عن السعادة، فالسعادة تكون في تفكيرك المبدع، في خيالك الجميل، في إرادتك المتفائلة، في قلبك المشرق بالخير.
شروق صالح