القدس – ناقش الطالب اياد سلامة محمد خمايسة من برنامج العمل الاجتماعي، رسالة ماجستير بعنوان "خبرات الفقدان الصادمة والتكيف الاجتماعي لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين".
وتكونت لجنة المناقشة من د.بسام بنات رئيس دائرة علم الاجتماع التطبيقي، رئيساً للجنة ومشرفاً على الرسالة، ود.نزيه ناطور من جامعة القاسمي بالأراضي الفلسطينية المحتلة 48 ممتحناً خارجياً، وأ.د. تيسير عبد الله من جامعة القدس ممتحناً داخلياً. وبحضور د. خالد هريش رئيس دائرة الخدمة الاجتماعية.
وتعتبر الدراسة الأولى من نوعها حيث تناولت موضوعاً هاما في المجتمع الفلسطيني، عالجت فيه خبرات الفقدان الصادمة والتكيف الاجتماعي لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين كظاهرة متعددة الأبعاد، ولم تركز عليها من بعد واحد. وتحقيقاً لهذا الغرض وللإجابة عن أسئلة الدراسة والتحقق من صحة فرضياتها طور الباحث إستبانة تضمنت (178) فقرة وزعت على خمسة أقسام: اشتمل الأول على معلومات عن المبحوثين، وتناول الثاني معلومات عن الاستشهاديين الفلسطينيين، وضم القسم الثالث مقياس خبرات الفقدان الصادمة بأبعاده المختلفة وهي: حدث الاستشهاد، وتجربة الاستشهاد، وأعراض صدمة الاستشهاد، في المقابل تناول القسم الرابع مقياس التكيف بأبعاده الأربعة وهي: التكيف الشخصي، والنفسي، والاجتماعي، والتوجه نحو الحياة، وضم القسم الخامس مقياس الدعم الخاص بأسر الاستشهاديين الفلسطينيين بأبعاده الثلاثة وهي: الدعم المادي، والنفسي، والاجتماعي. وطبقت أداة الدراسة على عينة من أسر الاستشهاديين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغت (132) أسرة، اختيرت بالطريقة العشوائية، وقد بلغ حجم العينة (66%) من مجتمع الدراسة.
وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في خبرات الفقدان الصادمة لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين وفقاً لمتغيرات: الجنس، والتجمع، والمؤهل العلمي، وصلة القرابة بالاستشهادي، وحالة اللجوء، وسنة الاستشهاد، وتعرض الاستشهادي للعنف الإسرائيلي، واستلام جثة الاستشهادي. وبينت الدراسة وجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين متغير العمر وخبرات الفقدان الصادمة لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين.
كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التكيف الاجتماعي لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين تعزى لمتغيرات: الجنس، والتجمع، والمؤهل العلمي، وصلة القرابة بالاستشهادي، ونوع الأسرة، وسنة الاستشهاد، وترتيب الاستشهادي الولادي في الأسرة، وتعرض الاستشهادي للعنف الإسرائيلي، واستلام جثة الاستشهادي. وأشارت النتائج إلى وجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين متغير العمر والتكيف الاجتماعي لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين.
وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الدعم لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين وفقاً لمتغيرات: الجنس، ومكان السكن، والتجمع، وصلة القرابة بالاستشهادي، وحالة اللجوء، ونوع الأسرة، وسنة الاستشهاد، وترتيب الاستشهادي الولادي في الأسرة، واستلام جثة الاستشهادي.
وأظهرت الدراسة أيضاً وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين خبرات الفقدان الصادمة لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين ومستوى التكيف الاجتماعي، وإلى وجود علاقة عكسية أيضاً ذات دلالة إحصائية بين مستوى الدعم بأشكاله المختلفة وخبرات الفقدان الصادمة لدى أسر الاستشهاديين الفلسطينيين، في حين لم تظهر هناك أية فروق دالة إحصائياً في بقية أبعاد الدراسة ومتغيراتها المستقلة.
وخرجت الدراسة بعدة توصيات كان أبرزها: وضع برامج دعم نفسي واجتماعي واقتصادي لأسر الإستشهاديين الفلسطينيين وتفعيل دورهم في المجتمع؛ لكي يصبحوا أكثر تكيفاً نفسياً واجتماعياً واقتصادياً. كما أوصت الدراسة بضرورة مطالبة المؤسسات الدولية والحكومة بالتدخل للإفراج عن جثامين الاستشهاديين الفلسطينيين المحتجزة لدى إسرائيل، لما له من آثار صادمة على حياة أسرهم بخاصة وعلى حياة الفلسطينيين بعامة.