القدس – ناقشت الطالبة الاء حازم حميده من برنامج العمل الاجتماعي رسالتها الماجستير بعنوان " مدى انسجام الحياة الزوجية في ضوء التوقعات المسبقة قبل الزواج في جنوب الضفة الغربية" ويعتبر هذا البحث من الابحاث الرائدة عربيا وفلسطينيا، ويقدم المزيد من المعرفة العلمية على المستوى العالمي في مجال الاسرة والحياة الزوجية. وتشكل نتائجه اساسا علميا يستفيد منه المختصون في تدخلهم لحل المشكلات الزوجية وكذلك اساسا لتخطيط البرامج الوقائية للمشكلات الاسرية واعداد الاسرة السليمة.
وقد تكونت لجنة المناقشة من د.صلاح وتد رئيس اللجنة ومنسق برنامج العمل الاجتماعي والمشرف على الرسالة، ود.ردينه جرايسي الممتحنة الخارجية والمحاضرة في جامعة حيفا، ود.سهيل حسنين من جامعة القدس ممتحن خارجي. وبحضور د.خالد هريش رئيس دائرة الخدمة الاجتماعية.
واهتمت الدراسة بتوضيح العلاقة بين تحقيق التوقعات المسبقة قبل الزواج لكل من الزوج والزوجة وبّين الانسجام في حياتهما الزوجية بعد الزواج والمتمثل (بالتوافق والرضا الزواجيّ) لدى الأزواج في جنوب الضفة الغربية.
واستخدمت الباحثة المنهج الكميّ على شقيه الوصفيّ والاستدلاليّ لمناسبته لهذا النوع من الدراسات، وتكونت العينة من (922) زوجاً وزوجة من محافظتي بيتلحم، والخليل في جنوب الضفة الغربية موزعة ما بين قرى ومدن ومخيمات.
وأشارت الدراسة إلى أنّ الانسجام الزواجيّ لدى الأزواج الفلسطينيين في جنوب الضفة الغربية له علاقة بمدى تحقيق التوقعات المسبقة من الحياة الزوجية، وكشفت الدراسة أنّ مدى تحقيق التوقعات له علاقة بمدى الانسجام الزواجيّ بشقيه التوافق، والرضا الزواجيّ، وذلك في جميع أبعاد التوقعات، والتوافق، والرضاالزواجيّ، بما في ذلك البعد العاطفيّ والجنسيّ والاجتماعي.
وأشارت النتائج إلى وجود فروق في مدى التوافق والرضا الزواجيّ حسب المستويات: الاقتصاديّ، والدراسيّ، ومدى التديُّن. حيث اشارت الدراسة إلى أن ذويالمستوى الاقتصاديّ العالي جدا، اكثر توافقا ورضا في الحياة الزوجية من متوسطي الدخل وقليليه، وأنّ المتدينين جدا أكثر توافقا ورضى في حياتهم الزوجية منغير المتدينين، وأنّ ذوي المستوى الدراسي العالي جدا أكثر رضا عن حياتهم الزوجيّة من ذوي المستوى الدراسي المتدني.
ويستدل من النتائج وجود علاقة بين التوافق الزواجيّ والرضا الزواجي، ما يشير في مجمله ان الانسجام في الحياة الزوجية، يتحقق عندما تتحقق التوقعات المسبقة من الحياة الزوجية، التي تسهم في تحقيق التوافق في الحياة الزوجية، وعندما تتحقق التوقعات ويتحقق التوافق في الحياة الزوجية يجعل الزوجين اكثر رضا وانسجاما في زواجهما وفي اسرتهما، الشيئ الذي يساهم في نجاح الزواج وعدم تفككه، وعندما لا تتحقق التوقعات فيسهم ذلك في عدم التوافق والرضا في الحياة الزوجية وعدم الانسجام فيها، ما يرشح الاسرة لمزيد من الصراعات والخلافات ويسهم في تفككها.