نظمت جامعة القدس النسخة السادسة من مؤتمر النموذج الفلسطيني العالمي لمحاكاة الأمم المتحدة “2024 PALiMUN” بعنوان “ثورة من أجل العدالة، اتحاد من أجل التغيير”، بدعم من المنحة القطرية ضمن مشروع “التعليم فوق الجميع”، ومشاركة ما يزيد عن 200 طالب وطالبة من جامعة القدس ومن جامعات ومدارس فلسطينية مختلفة، و8 لجان تحدثت عن 16 موضوعًا مختلفًا على مدار يومين متتاليين.
وفي كلمة لرئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك ألقاها نيابة عنه عميد كلية القدس بارد د. دانيال تيريس أكد فيها أهمية المؤتمر للطلبة تعزيزًا لمهاراتهم الدبلوماسية الدولية، مشددًا على ضرورة نشر هذه الثقافة بين طلبة المدارس والجامعات لتشجيعهم على الخوض بالموضوعات الدولية بطلاقة، وقدم شكره لكل من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر الهام.
وقدمت سفيرة فلسطين في بلجيكا د. أمل جادو كلمتها عبر الفيديو كونفرنس مثنيًة على جهود طلبة جامعة القدس لتنظيم هذا النموذج الرائع لمحاكاة الأمم المتحدة، وعبرت عن فخرها بهم في ظل الظروف التي تعيشها فلسطين، متمنيةً لهم النجاح والتميز في حياتهم.
وأكد عميد شؤون الطلبة د. مازن الخطيب على دور العمادة في دعم الطلبة في مختلف الأنشطة التي تهدف إلى تنمية مهاراتهم وتعزيز قدراتهم في مختلف المجالات، داعيًا إياهم إلى المشاركة في الأنشطة الحوارية التي تنظمها الجامعة على المستويين المحلي والدولي مثل المناظرات ونموذج الأمم المتحدة وغيرها من الأنشطة الأخرى.
ورحب مدير البرنامج الأستاذ سامح عريقات من جامعة القدس بالحضور والمشاركين في المؤتمر، مشيرًا إلى أن العمل للمؤتمر قائم طوال العام للخروج بنموذج ناجح ومتميز، ودعا بدوره الطلبة للمشاركة والانضمام لنادي النموذج وطلبته من مختلف التخصصات وجامعات ومدارس عديدة.
وقال الأمين العام للمؤتمر الطالب محمد عامر كامل “في هذا المؤتمر أكدنا على أهمية دور الطالب الفلسطيني وإبداء رأيه في مختلف المواضيع السياسية والاقتصادية، وناقشنا أمورًا تتعلق بالصحة النفسية وتعزيز دور المرأة والأم الفلسطينية”، لافتًا إلى أن المؤتمر شكل نجاحًا كبيرًا كونه احتضن كوكبة من الطلاب المبدعين.
وضم المؤتمر مشاركة 8 لجان تحدثت كل لجنة منها عن موضوعين، فذهبت لجنة نزع السلاح والأمن الدولي إلى “الحد من انتشار أنظمة الأسلحة المستقلة والذكاء الاصطناعي في الحرب الحديثة”، و”تعزيز معاهدات منع الانتشار النووي ونزع السلاح”، واللجنة السياسية ناقشت موضوع “مكافحة صعود العنف الإلكتروني وتهديداته للأمن العالمي، و”تقييم تأثير النزاعات على السيادة والاستقرار الإقليمي: حالة جامو وكشمير”، وشاركت لجنة المرأة في موضوعي “تعزيز شمولية الصحة الإنجابية ووصولها إلى جميع النساء”، و”مكافحة الإقصاء على أساس النوع الاجتماعي من فرص التعليم والتوظيف في أفغانستان”. وتناولت لجنة مجلس حقوق الإنسان، “مكافحة كراهية اللاجئين والتمييز في سياق النزوح الجماعي وأزمات اللاجئين”، و”معالجة الأزمة الإنسانية في اليمن: حماية المدنيين وضمان الوصول إلى الرعاية الصحية والمساءلة”.
وألقت لجنة المجلس الاقتصادي والاجتماعي الضوء على موضوعي “تعافي الاقتصاد بعد الصراع في الشرق الأوسط: التنمية في الأسواق المالية والتمويل والطاقة”، “تفعيل دور المساعدات الدولية والمنظمات غير الحكومية في مناطق النزاع”، وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن “معالجة أزمة الصحة العقلية في مناطق الصراع: التداعيات النفسية والاجتماعية في فلسطين”، و”إلزام اتفاقيات وقف إطلاق النار الصحية في النزاعات المسلحة”، وناقش مجلس الأمن “القضية الفلسطينية”، و”التخفيف من حدة الصراع بين الصين وتايوان”، فيما تحدثت لجنة جامعة الدول العربية عن “الأزمة السورية والوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام”، و”القضية الفلسطينية: دور الوحدة العربية في تعزيزها ودعمها”.
وفي نهاية المؤتمر كرم أفضل المتحدثين في اللجان، ويذكر أن طلبة الجامعة من مختلف التخصصات يحرصون سنويًا على تنظيم هذا المؤتمر بدءًا من عام 2016، وقد تميزوا في تنظيم مختلف دوراته عبر إبداعهم في طرح القضايا العالمية المتنوعة ومناقشتها.
وتهدف مبادرة نموذج الأمم المتحدة إلى توفير منصة للشباب الطموحين من خلال محاكاة هيكل الأمم المتحدة في فلسطين، لتعزيز المناقشة والتفكير النقدي، وهو النموذج الأول من نوعه على مستوى الجامعات.