نظم الاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب – القدس النسخة الثانية من فعالية PMSA Jerusalem Talks، بعنوان "أمل مزمن"، استضافت أشخاصًا ناجحين ومؤثرين على المستوى الطبي، والثقافي، والاجتماعي، ليشاركوا تجارب وتحديات مروا بها في مسيرتهم، من أجل إلهام الطلبة وتشجيعهم.
وعبّر رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك عن فخره بالطلبة المتميزين وما يقدمونه من مبادرات من شأنها أن تصقل المهارات والقيم كمخرج أساسي من مخرجات التعليم العالي على مختلف الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب المعارف التي يكتسبونها من التخصص الجامعي.
وأشار أ.د. أبو كشك إلى أن الطلبة سيكونون سفراء من أجل تعزيز المفاهيم القيمية وإعادة تصويبها، فهم الأمل في إعادة بناء المجتمع والنهوض به في ظل ما يمر به الفلسطيني سواءً على مستوى الشأن السياسي الداخلي أم الخارجي والوطني، ليختتم كلمته بالقول "أنتم قادة هذا التغيير الذي نريد".
من جهته، نوه عميد كلية الطب د. هاني عابدين إلى أن الظروف التي مرت بها الجامعة وفلسطين خلال جائحة كورونا كانت قد أثرت على المسيرة الأكاديمية، إلا أن الجامعة نجحت في اجتيازها والبناء عليها لدى الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية، ومثال ذلك كلية الطب التي تمكنت من حل إشكالية التدريب السريري بالتعليم المدمج، وما يقوم به طلبة الكلية اليوم من مبادرات استثنائية قادرة على التغيير والبناء، مؤكدًا أن مسؤولية طالب الطب كبيرة، وكثيرًا من الأمل يعقد عليه لتحسين النظام الصحي الفلسطيني وتطويره.
بدوره، قال عميد شؤون الطلبة د. عبد الرؤوف السناوي أن جامعة القدس هي الحاضنة والمنصة الموجودة دائمًا أمام طلبة الطب أينما كانوا، فدورها أن تعزز القيم المجتمعية والوطنية، وهو ما يتضح من خلال مبادرات الطلبة المؤثرة والهادفة، مشيرًا إلى أن العمادة تسعى للنهوض بدور الجامعة وفق توجيهات رئيسها، كما أن الجامعة أسست حاضنةً للريادة والأعمال لتحتوي وتحتضن مختلف الأفكار وتزودها بالدعم اللازم لتنطلق وتُطبّق واقعيًا، ووجه شكره لطلبة الاتحاد الذين سعوا لإنجاح الفعالية رغم ظروف الجائحة.
وفي كلمة ترحيبية ألقاها رئيس الاتحاد طالب الطب البشري-مستوى سنة خامسة- يزن أبو ذريع، شكر الحضور والجامعة على مساندتها للاتحاد ودعمه من أجل النهوض لدى الظروف الصحية التي عرقلت عمله، ليعود اليوم عبر هذه الفعالية في نسختها الثانية ليثبت "الأمل المزمن" لديه، كما عنوانها لهذا العام.
وكان المتحدث الأول للفعالية رئيس مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي د. أمية خماش الذي تناول في عرض تقديميّ تحديات الصحة في فلسطين، وعلاقتها مع الحقول الأخرى كالتغذية والتعليم والتغيير السياسي، وجاء ضمن أهمها الاحتلال والنظام السياسي المفروض وكل ما يسببه من عرقلات في التنقل بسبب الحدود والجدار والفصل بين المحافظات الفلسطينية، إضافة إلى نقص التغذية والأمراض المعدية وغيرها، مشددًا على دور الطبيب في التغيير على مختلف المستويات وعملية التحرر عامة.
وتاليًا جاء طبيب الجراحة في مستشفى أريحا والأستاذ في كلية الطب البشري في الجامعة د. مصطفى نخالة، وتطرق في حديثه لمواقف إنسانية واجهته أثناء عمله على إنقاذ الجرحى والمصابين على أيدي الاحتلال، موجهًا بذلك رسالة للطلبة حول دورهم الإنساني والوطني وأهمية أن يكونوا أطباء في فلسطين خاصة.
وشاركت الإعلامية لانا كلغاصي تجربتها في الوصول لإحدى كبرى وسائل الإعلام العربية بعد تخرجها، وكيف أثرت هذه التجربة على شخصيتها وحفزت لديها سمة الإصرار من أجل الوصول للحلم وتحقيق الهدف.
وتطرق مدير العلاقات العامة في مختبرات ميديكير عبد الرحمن أبو بكر عن ظروف اختياره للتخصص ومراحل العمل في المختبرات، إضافة إلى نبذة حول تأسيسها وعملها وخدماتها، وكيف استطاع التغلب على تحدي التخصص المغاير لتخصصه عبر تطوير مهاراته وقدراته، والتحديات التي واجهت المؤسسة في كورونا إثر الإغلاق، ذاهبًا إلى أهمية الثبات على الهدف والسعي من أجله، كما شكر طلبة الاتحاد على جهودهم وطاقاتهم الإبداعية من أجل رفع الوعي الصحي لدى الفلسطيني.
واختتم العازف هارون نيروخ في عرض لمسيرته الموسيقية والفرص التي تلقاها للعزف والدراسة على مستويات فنية ودولية مختلفة، وعرض حول أهمية الموسيقى للدماغ، كما قدم معزوفة موسيقية إبداعية.
واستعرض عضوا الاتحاد بشار زعيتر ومحمد سرحان ثلة من إنجازات فريق الاتحاد منها الاجتماعات المثمرة والفعاليات والنشاطات الهامة التي تسعى لتطوير كلية الطب والوضع الصحي الفلسطيني عامة.
وقدمت الفعالية عروضًا فنية لعدد من الطلبة الموهوبين بين العزف والدبكة الفلسطينية، إضافة إلى فقرة تكريمية للمشاركين في الفعالية.
يذكر أن الاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب – القدس هو اتحاد تابع للمنظمة العالمية IFMSA (الاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب)، وهو الفرع الممثل لجامعة القدس، ويسعى لتنمية وزيادة معرفة وخبرات طلبة الطب وتنمية المهارات الشخصية لديهم، وتعزيز المشاركة المجتمعية.
وتعمل جامعة القدس على دعم طلبتها من أجل تحفيز سمتي الإبداع والتميز، سعيًا لخلق بيئة جامعية ريادية وخلاقة تخرّج أكفأ الطلبة وأكثرهم تميزًا، وهو ما نراه جليًا بين خريجيها على مختلف الأصعدة والمستويات.