ناقش طلبة دائرة الهندسة المعمارية مشاريع تخرجهم المتنوعة الموضوعات، التي تعنى بتنمية المجتمع وتطويره وحل المشكلات التي تواجهه، بمشاركة وتقييم رئيس الدائرة د. يارا السيفي، ولجنة محكمين وممثلين لمكاتب هندسية وجامعات، ومؤسسات تعنى بالعمل المعماري.
وتناول بعض الطلبة جوانب هامة في المجتمع مثل تطوير القطاع الزراعي الاقتصادي، والعديد من الموضوعات التي تتعلق بالمباني وإعادة إحيائها، وتكرير النفايات، والقطاع الثقافي، وقدموا أفكاراً وحلولاً معمارية لها.
إشادة لجنة التحكيم بتميز المشاريع
وأشادت د. يارا السيفي بمشاريع الطلبة لهذا العام والبالغ عددها 15 مشروع لـ 28 طالب وكطالبة، كونها تتناول موضوعات متنوعة وقدمت حلول لمشكلات المجتمع المهمة منها مثل القطاع الزراعي وغيرها من الموضوعات مثل الاكتظاظ والمشاكل السكانية، ومشاريع أخرى تحاكي خدمة مجتمعية.
ولفتت د. السيفي أن اللجنة المشاركة بالتقييم عبرت عن فخرها بمشاريع الطلبة وجودتها، مقدمين عدد من النصائح والإرشادات لبعض منها لتطويرها وتحسينها.
مشروع ابتكاري لتطوير القطاع الزراعي الاقتصادي
وأوضحت الطالبة رهف خالد التي تشترك مع زميلها وائل شاهين بمشروع "Eco urban agricultural park "، أن مشروعهما جاء لمساعدة المزارعين في استغلال الامتداد الأفقي الزراعي وزيادته ضمن أجواء مناسبة له، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يعاني من أزمة أراضي نتيجة للوضع الجيوسياسي المفروض عليه، لافتةً إلى أن معظم الأراضي تذهب لأسباب سكنية وعلى حساب الأراضي الزراعية مما يهدد الأمن الغذائي، إضافة إلى أن سيطرة الاحتلال على المياه الفلسطينية والأسمدة اللازمة للزراعة فنحن بحاجة إلى مشروع قادر على الإنتاج الزراعي بأقل الموارد وبكفاءة عالية مما يحقق السيادة الفلسطينية على انتاجه الغذائي.
مضيفةً أن مشروعهما ريادي زراعي مجتمعي متطور في محافظة قلقيلية، ويهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي للشعب الفلسطيني وذلك عن طريق إنتاج الغذاء بطرق حديثة ومتطورة، فهو يعتمد بشكل رئيسي على فكرة المزارع العمودية " vertical farming" والتي يتم فيها التحكم بظروف نمو النباتات لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة الغذاء، ويركز على دمج المجتمع الفلسطيني بعملية الإنتاج الغذائي من خلال مجموعة من الوظائف تم دمجها مع المزارع العمودية من مراكز للتدريب الزراعي ومختبرات الأبحاث وسوق لبيع الغذاء العضوي، بهدف تحقيق مشروع إنتاجي متكامل يخدم الوطن من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
مشاريع ابداعية لإحياء المكان
وأوضحت الطالبة رولا أبو هلال التي تشترك مع زميلتها ريناد اسعيد أنهما قدمتا من خلال مشروعيهما منهج تصوري لاستبدال الغابات الاسمنتية بمساحات خضراء واسعة، مضيفةً أن هذا المشروع يعزز احتياجات الفرد الأساسية في المكان بأخذ بلدة العيزرية كحالة.
وبينت أن المشروع لا يكتفي باسترجاع والحفاظ على ذاكرة المكان من خلال بعض العناصر المعمارية إنما أيضا ببعض الأنظمة التقليدية البيئية لجمع المياه، والتخلص من نفايات المنطقة بالطرق التقليدية التي كانت تمارس قديماً.
وتنبع أهميته على حد قولها أنه يعنى بتلبية احتياجات المنطقة من خلال توفير وظائف مجتمعية وتجارية لتعزيز الحياة اليومية في المنطقة مع الحفاظ على وجود المساحات المفتوحة الخضراء التي تؤثر بشكل أو بآخر على الصحة النفسية.
وبينت الطالبتين دينا أبو شملة وزميلتها مريم الوحش أن مشروعيهما حول "إعادة إحياء قرية الدامون قضاء مدينة عكا التي دمرها الاحتلال"، ويكمن في إعادة الاحياء والتخطيط الذي ارتكز على الذاكرة وهي الشيء الوحيد الذي بقي مرافقاً للاجئين، مضيفةً: "نتحدث في مشروعنا عن الذاكرتان اللتان رافقت اللاجئين من ذكريات جميلة تصف الحياة اليومية التي عاشها أجدادنا قبل النكبة والذاكرة المؤلمة التي كانت من التجارب التي عاشوها أثناء الرحيل والتهجير".
ويذكر أن كلية الهندسة تخرج كل عام طلبة متميزين بدراستهم ومشاريعهم التي طبقت الكثير منها في مجتمعنا، كما وتبنت جامعة القدس وعدة مؤسسات العديد منها وقدمت الدعم للطلبة لتنفيذها، إضافة إلى دعم الكلية وأساتذتها لهم وإشرافهم الدائم.
ويشار إلى أن طلبة الهندسة المعمارية كانوا قد قدموا سابقاً حلولاً معمارية هندسية ابتكارية لمخطط الجامعة الهيكلي الذي يهدف إلى تحسين البيئة الجامعية من حيث الحيز المكاني، كما وقدموا تصميمان لـ مشروع إعادة تأهيل "مجمع دار القنصل" في البلدة القديمة في القدس لخدمة المجتمع المقدسي.