فازت طالبة الهندسة المعمارية في جامعة القدس سارة متواسي في تحدي تصميم النصب التذكاري للعام 2020 ضمن مسابقة تميُّز المعمارية الدولية (TAMAYOUZ EXCELLENCE AWARD)، عن مشروع فريقها باسم "Awakening" أي: صحوة، في إشارة إلى واقعة انفجار ميناء بيروت-لبنان عام 2020، وذلك ضمن 4 مشاريع فائزة من أصل 140 مشروع تقدم للجائزة من جميع أنحاء العالم.
ويرسم مشروع متواسي مسارًا ضيقًا للمشي يؤدي إلى نقطة مراقبة تطل على الميناء عبر الساحل، إذ تصفه الطالبة بقولها "يسمح هذا المنظر الافتتاحي للزوار بمشاهدة موقع الانفجار بالكامل، بالإضافة إلى الضرر الناجم عنه، ويسلط الضوء أيضًا على السياق الحضري، ويوضح كيف استمرت الحياة في المدينة على الرغم من التحديات الحالية".
لجنة التحكيم: "مشروع نقي وبسيط وشاعري"
وأثار المشروع إعجاب لجنة التحكيم لتعقب عليه بأنه "نقي وبسيط و شاعري، فقد وصف الحدث بكلمات قليلة للغاية مع صور درامية تحكي القصة الكاملة له.. استوعب هذا النصب التذكاري في أربع خطوات، الضائقة العاطفية لمواطني بيروت، بدءًا من تأطير موقع الانفجار ثم توجيه الزائر عبر الظلام إلى النور وصولًا إلى أفق البحر اللامتناهي، إنه مشهد قوي يؤكد الأمل والنظرة الإيجابية للمستقبل".
وتقوم عملية التحكيم لاختيار الفائزين على تخصيص 7 أيام للمصممين لتقديم مقترحاتهم للنصب التذكاري الذي يجب أن يكون في موقع حقيقي من اختيار المتسابق، هذا الفضاء العام يمكن أن يكون أي موقع في أي مدينة في العالم من دون محددات لمساحة وأبعاد النصب التذكاري، أما المحدد الوحيد فهو سياق موقع النصب التذكاري، وجرت عملية التحكيم وفق نظامين الأول يعود للجنة التحكيم التي اختارت 3 فائزين كانت من ضمنهم سارة، فيما جرى اختيار المشروع الرابع الفائز من خلال تصويت جماهيري عام على منصات التواصل الاجتماعي.
متواسي: "الفضل لجامعتي"
عن دعم جامعة القدس تقول سارة "هذا النوع من المشاريع يعزز الحس المعماري الفني للطالب، وللجامعة فضل كبير بفوزي كونها طورت فيَّ هذا الحس والقدرة على المنافسة وتصميم مشروع في وقت وجيز مدته 7 أيام فقط.. وفي دراستنا للتصميم المعماري عادة يتم تكليفنا بمشروع صغير في بداية الفصل ويطلب منا إنجازه في أسبوعين فحسب، مما أهلني لإنجاز مشروع المسابقة بالجودة والوقت المطلوبين".
وتضيف "كل الشكر لأساتذتي لاهتمامهم بالطلبة والمستوى العالي بالتدريس والحرص على الطلاب لكي يستفيدوا من المساقات المعمارية أكبر استفادة، في سبيل تطوير مهاراتنا ليخرجونا طلبة قادرين على المنافسة وتحقيق أفضل الإنجازات وخدمة المجتمع والإنسان.. شكرًا جامعتي".
ويندرج تحدي النصب التذكاري تحت مسابقة "تميُّز" المعمارية الدولية التي تهتم بدعم المشاريع الطموحة التي تركز الضوء على التحديات المحلية والعالمية، وتأسست عام 2012 كجائزة محلية انتقلت لتكون جائزة معترف بها دوليًا يأتي ضمن فريق تحكيمها ثلة من الأكاديميين والمهندسين المعماريين المرموقين، من بينهم المهندسة الراحلة زها حديد..
وحمل التحدي سمة الصعوبات والتحديات التي واجهتها الإنسانية عام 2020، بين صعوبات اقتصادية، وصحية، وعاطفية، ونفسية واجتماعية، فطرحت تحدي تصميم نصب تذكاري يسلط الضوء على الروح أو المشاعر أو التطلعات الجماعية للعام الذي خاضت به الإنسانية صعوبات وتحديات كبيرة وتجارب صعبة على مختلف الأصعدة.