فازت الطالبتان في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة القدس ديالا اللحام وشيرين شعيبات بالمرتبة الأولى في المسابقة المعمارية العالمية لإعادة إحياء القرى الفلسطينية المهجرة التي تطرحها هيئة أرض فلسطين سنويًا.
وقيمت المشاريع في العاصمة البريطانية لندن بمشاركة عدد كبير من الجامعات العربية والفلسطينية، فيما جاء المشروع الفائز للطالبتين اللحام وشعيبات حول إعادة إحياء قرية الطنطورة المطهرة عرقيًا قضاء حيفا: Revival of Ethnically cleansed village of Al-Tantura، بإشراف د. أشرف أبو هلال.
وتناول المشروع قضايا البيئة السياسية والعودة وإعادة الإعمار من خلال رفض الرواية الاستعمارية، وتقديم تصميم جديد متفائل لاستعادة الأرض، يتلاءم مع متطلبات الجيل الجديد ويحاكي طبيعة قرية الطنطورة وموقعها.
وعن اختيار الطنطورة قالت اللحام “اخرتنا القرية بالتحديد لتسليط الضوء على المجزرة التي حلت بها، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المطل على الساحل، ويحتوي ستة جزر طبيعية وآثار رومانية قديمة، مما يجعل منها نقطة جذب سياحية”.
وتابعت “كانت الفكرة من المشروع تخليد ذكرى حادثة مجزرة الطنطورة التي حدثت بتاريخ 23 أيار 1948 وأودت بحياة 280 شهيدًا، من خلال عمل تفاعل تذكاري وخلق نواة لمجتمعات مستدامة تنمو وتتطور حولها، بحيث بلغت مساحة التدخل 1000 دونم، وتم التوسع دون الإضرار بالآثار أو تقليص الحقول الزراعية، وتمت الاستفادة من سكة الحديد القديمة بإحياء محطة القطار التي تربط الطنطورة بالخارج”.
بدورها، أكدت شعيبات أن لجامعة القدس وكلية الهندسة – دائرة الهندسة المعمارية دور كبير في دعم المشروع في مختلف مراحله، مضيفةً “كانت تجربة إحياء قرية الطنطورة فريدة من نوعها وتركت أثرًا كبيرًا داخلنا لأنها ارتبطت بقضيتنا الفلسطينية الحاضرة في قلوبنا أبدًا، وفوزنا بالمركز الأول في هذه المسابقة العالمية كان بمثابة الفخر لنا برفع اسم جامعة القدس”.
وشكرت الطالبتان هيئة أرض فلسطين على طرح المسابقة المهمة، وإدارة الجامعة والكلية للدعم والتشجيع على المشاركة بالمسابقة والإشراف المتميز على المشروع.
يشار إلى أن قرية الطنطورة واحدة من مئات القرى والمدن التي شرد أهلها ودمرت في النكبة الفلسطينية. وتنظم المسابقة المعمارية العالمية لإعادة إحياء القرى الفلسطينية المهجرة سنويًا لتستهدف طلبة العمارة الفلسطينيين حول العالم، من خلال تحكيم تصاميمهم لإعمار قرية فلسطينية دمرت عام 1948 واختيار أفضلها.