القدس | احتضنت جامعة القدس حفل اعلان نتائج مسابقة "الأولمبياد الرباعي" والذي ضم 120 طالب وطالبة من أربع جامعات فلسطينية وهي القدس، الخليل، النجاح الوطنية، بيرزيت، وذلك ضمن مشروع تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، والذي تنفذه الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" بالشراكة مع المشروع الهولندي لبناء قدرات التعليم القانوني في فلسطين.
وتندرج المسابقة في إطار تعزيز معرفة طلبة الحقوق في الجامعات بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وطرحها من خلال مبادرات طلابية، لمجموعة من القضايا المستحدثة أو غير المثارة بالحجم الكافي.
وفي كلمته الترحيبية أشاد د. محمد خلف عميد كلية الحقوق في جامعة القدس، بالتعاون المثمر الذي حققته الأطراف المشاركة في المسابقة من جامعات وطلبة ومؤسسات داعمة، ورحب بالجامعات التي حصد طلبتها إرثاً معرفياً امتلكوه من المراحل التي تنقل بها الطلبة للوصول للنهاية المرجوة بتسليط الضوء على القضايا المختلفة التي تهم المرأة وحقوقها.
وطرح طلبة جامعة القدس قضية واقع المرأة في السلك الشرطي في هذه المسابقة، وفي جامعة بيرزيت طرح الشباب قضية الوصية الواجبة؛ التي تقضي بعدم حصول أبناء البنت على الميراث من جدهم في حال موت أمهم في حياة والدهم، وفي النجاح تم تسليط الضوء على أبعاد ما وراء الكوتا النسائية، وفي الخليل تحدثوا عن معاناة ذوات الإعاقة في سوق العمل.
وجاء الحفل في إطار تكريم الجهود التي بذلها الطلاب وأساتذتهم المشرفين في طرح المبادرات ومساءلة صانعي القرار؛ ضمن البرنامج التلفزيوني واجه الشباب الذي تنتجه وتبثه الهيئة عبر فضائية معا.
وكانت الهيئة شكلت لجنة تكونت من ممثل عنها إضافة إلى ممثلين عن الجامعات ومنظمات مجتمع مدني تعنى بشؤون المرأة، ووضعت مجموعة من المعايير لاختيار الفائزين، وقسمت إلى أربع محاور، حيث فازت جامعة القدس بجائزة الطاقم الإداري المساند والمتابع، و فازت جامعة النجاح بجائزة الفريق الطلابي المثالي والمبدع، بينما تميزت بيرزيت كأفضل موضوع مثار بالحجج وآليات الطرح، وكانت جازة القيادة الطلابية والمثابرة من نصيب جامعة الخليل.
وتحدثت هانيا البيطار المديرة العامة للهيئة في الإحتفال الذي أقيم في مسرح الشعر العربي في جامعة القدس، عن الدور القيادي الذي قامت به طواقم العمل من الجامعات المختلفة؛ لإنجاح المسابقة التي لامس خلالها طاقم التنفيذ الإصرار الذي أظهره الطلبة والجامعات المشرفة في سبيل تحقيق الغايات المرجوة من تسليط الضوء على هذه القضايا والمبادرات التي تهتم بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
وأكدت البيطار على ضرورة مساندة الروح القيادية التي يملكها الطلبة في كل الجامعات، مشيرة إلى أن عملية البناء الوطني تتطلب تكاثف الجهود من قبل فئات المجتمع كافة وخاصة فئة الشباب، وهذا يتطلب من ذوي الخبرة في المؤسسات وصناع القرار إبداء الاهتمام والدعم الكافي لإعلاء صوت الشباب لخلق ثقافات واعية بمنظومة الحقوق.
وقال د. أكرم داوود مدير المشروع الذي ينفذ بالتعاون مع جامعة النجاح أن الفوز الحقيقي يتجلى من خلال ما يكتسبه الطلبة من معرفة في مثل هذه المسابقات، وقال بأن الثقافة تخلق من المعرفة والخبرة من التجارب التي يخوضها الفرد في حياته، وأضاف بأن الثابت الوحيد في الحياة هو التغيّر، والمسيرة التعليمية هي التي تغير في المدارك والسلوكيات للأشخاص.
وأوضح حلمي أبو عطوان منسق المشروع أن "بيالارا" تسعى لتعزيز دور الشباب وتعميق وعيهم لأهمية التغيير والتأثير في القضايا المجتمعية، والتعرف على قضايا المرأة وحقوقها، وأشار إلى أن المسابقة لا تقتصر على تعزيز الوعي المعرفي فحسب، بل تساهم في تعزيز العمل ضمن فريق، وتحديد الأولويات عند اختيار المواضيع مع مراعاة المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتقهم.
ويهدف المشروع إلى رفع وعي طلبة الحقوق في الجامعات حول قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين؛ وتعزيز مفهوم الأولمبياد والمنافسة بين طلبتها، وإكسابهم مهارات تسليط الضوء على القضايا التي تلامس واقع المجتمع.