تأهلت ثلاثة مشاريع تخرج من دائرة الهندسة المعمارية في جامعة القدس لمسابقة تميُّز المعمارية الدولية (TAMAYOUZ EXCELLENCE AWARD) الهادفة لدعم مشاريع التخرج المعمارية المتميزة، ضمن أفضل 100 مشروع حول العالم.
وشملت المشاريع المتأهلة مشروع الطالبة لينا لهاليه تحت إشراف أ.م. إيهاب الافندي حول السينما الفلسطينية: استعادة واقعية سردية العمارة- Palestinian Cinematecture: Recapturing Reality via Architecture Narrative، ومشروع الفن مرآة المقاومة: إعادة إحياء بلدة قلنديا عن طريق الفن-A story of revive throw art : qalandia village للطلبة نور مبارك وصبري سويدات تحت إشراف أ.م. عبد الرحمن الكالوتي، فيما تناول المشروع الثالث موضوع حراس الصحراء: تمكين وجود التجمعات البدوية- Guardians of the desert: Empowering Bedouins existence للطلبة سارة متواسي، ليان حنش، إلياس كسابرة تحت إشراف أ.م. عبد الرحمن الكالوتي.
وقالت رئيس دائرة الهندسة المعمارية د. يارا السيفي “فخورة جدًا بطلابنا وإنجازاتهم ومشاريعهم التي تنافس عالميًا ومحليًا، بحيث تتأهل اليوم أربعة مشاريع فلسطينية لهذه الجائزة العالمية، ثلاثة منها لطلبة العمارة في جامعة القدس، وهو إن دل على شيء فيدل على قدر كبير من جودة هذه المشاريع وأفكارها الغنية التي تثير انتباه المحكمين.. كلنا فخر بطلبتنا وطاقمنا الرائع المتفاني من أساتذة وأعضاء في الهيئة التدريسية، الذين يتابعون الطلبة ويساعدونهم على بلورة أفكارهم للخروج بهذه المشاريع الهادفة”.
حائز على جائزة منظمة العمارة العالمي: مشروع اللهاليه بين السينما والعمارة
وهنأ أ.م. إيهاب الأفندي الطلبة المتأهلين على مشاريعهم المتميزة التي تفتخر بها دائرة العمارة في الجامعة، شاكرًا إياهم على اهتمامهم بالتقدم للمسابقات المعمارية، الذي يفتح بدوره آفاقًا جديدة للطلاب الآخرين، إذ أن تأهلهم لهذه المرحلة يثبت استحقاقهم ومستوى الدائرة المتميز والمدعوم بالجهد الجماعي من أساتذة الدائرة وإدارة الجامعة، متمنيًا لهم جل التوفيق في المرحلة القادمة.
من جهتها، قالت الطالبة لينا اللهاليه “يُسعدني خروج مشروعي ومشروعين لزملائي من أروقة الجامعة إلى العالمية، وأتمنى التوفيق لنا جميعًا في المراحل المقبلة، فلطالما كانت جامعة القدس حاضنة لإبداعات طلبتها في خلق مشاريع طموحة وتحويلية، وقد كنت على ثقة أن مشروعي التخرج سوف يتصدر قائمة أفضل 100 مشروع حول العالم، حيث حصدت الشهر الماضي على جائزة منظمة العمارة العالمي WA بدورتها 41”.
وأشارت إلى إن تجربة الخوض في مُنافسة أكثر من 530 مشروع تقدم لجائزة التميز لمشاريع التخرج الدولية مُمثلاً عن 56 دولة، شكل حالة من التحفيز والدافعية للطلاب لإظهار فكرهم المعماري ودورهم المجتمعي، وأيضًا التقدير والعرفان لجهود الأساتذة الأفاضل في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة القدس.
وتسعى الفكرة الفلسفية لمشروع اللهاليه للإجابة عن التساؤل حول إمكانية استخدام السينما، وتحديدًا الأفلام الرقمية في تحرير المجتمعات المنكوبة من خلال العمارة، استنباطًا من مجموعة متنوعة من التجارب العالمية في استخدام السينما كأداة، بحيث يمثل المقترح التصميمي سلسلة من الفراغات السينمائية التي تربط بين مخيم الدهيشة للاجئين ومركز مدينة بيت لحم، ويهدف إلى إثراء المشهد البصري ونشر الثقافة المرئية في المناطق المهمشة، وتمكين جيل جديد من الرواد وصانعي الأفلام من رؤية ورواية تجاربهم للجمهور المحلي والعالمي، كما ويناقش المشروع، المكانة المركزية للصورة كقوة تغيير وتعبئة للخيال، فالصورة اليوم تمارس الهيمنة في خلق المعاني والقيم الأخلاقية، تعزيز الإيديولوجيات، استبعاد الاضطهاد والتهميش، ويقصد بالصورة كل ما هو تحت مظلة الفن السابع.
قلنديا منارة فنية
وأشار الطالب نور مبارك إلى أن تسمية المشروع جاءت بعد اختيار بلدة قلنديا المنسية، بحيث وجد وزميله الكثير من التحديات والمخاطر التي تحيط بالقرية وتقيد حريتها وتطمس هويتها كإحدى قرى القدس، فيحيطها جدار الفصل من جميع الجهات وتصنف معظم أراضيها كمناطق C أو ضمن حدود بلدية القدس، كما أن قيمتها التاريخية كبيرة كأرض للمطار الفلسطيني الأول، مطار القدس الدولي، فإن عمليات هدم البيوت والمشروعات الاستيطانية على وشك التمدد فيها، وعزلها جعل منها منطقة منسية وعرضة للتنكيل، وهنا كان الهدف من المشروع هو تسليط الضوء عليها وتحويلها إلى منارة فنية، فرأينا أن الفن هو أنسب وسيلة لإبراز هذه المنطقة وموروثها الثقافي.
بدوره، قال أ. عبد الرحمن الكالوتي أن قلنديا قرية فيها موروث معماري مهم، وتضم بلدة قديمة ومباني تاريخية، ومن هنا جاءت فكرة المشروع بإقامة قرية فنية بعد إقامة مهرجان قلنديا للفنون على أراضيها، ففكرنا في عمل قرية تتبنى هذه المهرجانات الفنية في فلسطين وتجمع بينها وتتبنى جميع المؤسسات الفنية التي تعنى بالفن الفلسطيني عن طريق الموسيقى والرسم والإيقاع والدبكة والفنون الراقصة لتكون كلها مربوطة في هذه القرية، مضيفًا “من هنا نؤكد على دور العمارة في خدمة المجتمع بإحياء هذه القرى وتوفير خدمات داعمة لسكان هذه المناطق ومنع الهجرة العكسية، بل على العكس فإن العمارة تسعى دائمًا لجذب المزيد من الاهتمام والعناية والخدمات، ودعم الاقتصاد لخدمة المجتمع في قلنديا والمجتمع الفلسطيني من خلال التوعية عن طريق الفنون.
العمارة تعيد دمج التجمعات البدوية الفلسطينية وتدعم صمودها
وتابع أ. الكالوتي حول مشروع التجمعات البدوية “فكرة المشروع كانت قائمة على إعادة دمج هذه الفئة المهمة من المجتمع الفلسطيني وهي المجتمعات البدوية، للعمل على تعزيز صمودها في وجه الاحتلال الذي يسعى لتفريغ هذه الأراضي من سكانها ووضع اليد عليها، من ناحية أخرى نظرنا إلى احتياجات المجتمع البدوي ودوره باعتباره مجتمعًا منتجًا ومستقلًا اقتصاديًا، فوفرنا له بعض الفرص للاحتكاك بالمجتمعات الأخرى، بالإضافة لتوفير بعض الخدمات التعليمية الصحية التثقيفية للبدو في أراضي دار صلاح ومناطق أخرى ضمن أراضي ج”.
واختتم الكالوتي “أدعم الطلاب وأشجعهم على التقدم لهذه المسابقات التي تفتح لهم آفاقًا واسعة وترفع اسم دائرة العمارة وجامعة القدس في المحافل العالمية على الصعيد الوطني والاقليمي والعالمي، وأشكر الدائرة على دعم الطلاب ووقوفها إلى جانبهم على الدوام لتحقيق مثل هذه النجاحات”.
وأكدت الطالبة متواسي على دور الجامعة الكبير في تأهيلها وزملائها للمشاركة في المسابقات العالمية، موجهةً شكرها وامتنانها لأساتذة العمارة ومشرفي المشاريع الذين لهم الفضل الأكبر بالوصول لهذه المرحلة، فتميّز من أهم المسابقات العالمية في مجال العمارة، والوصول لهذه المرحلة بحد ذاتها هو نقطة فاصلة في مسيرتها وزملائها كمعماريين.
بإمكانكم الاطلاع على المشاريع المتأهلة للمسابقة من خلال الرابط:
https://tamayouz-award.com/2022-top-100-finalists-architecture-graduation-projects-award/