القدس | في ظل الحاجة الماسة إلى استحداث برامج جديدة تنسجم واحتياجات سوق العمل الفلسطيني، وتعزيزاً للتعليم المهني والتقني، ومع التطور الهائل الذي يشهده قطاع الصناعات الغذائية، ارتأت جامعة القدس استحداث برامج جديدة متنوعة منها برنامج هندسة الأغذية، و ذلك تلبية لنداءات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني المستمرة وضرورة استحداث برامج في الجامعات تلبي احتياجات السوق المحلي والعالمي.
وأكد د.صالح صوالحة رئيس دائرة هندسة الأغذية أن الهدف من استحداث هذا التخصص هو اعداد وتأهيل الكوادر من أجل العمل على تصميم وتشغيل وصيانة خطوط الانتاج لمصانع الأغذية، والعمل على مستوى الخلطات الغذائية ومجالات تطبيقية عديدة.
وعن أهمية الصناعة الغذائية قال،"إن الصناعة الغذائية تعتمد على طيف واسع من العمليات لتصنيع هذا الكم الهائل الذي نراه اليوم من أنواع الأغذية، حيث تستخدم هندسة الاغذية مبادئ الكيمياء، علم الأحياء الدقيقة، والهندسة في تصميم عمليات التصنيع الغذائي.
وأشار إلى أن الهدف من البرنامج هو تخريج مهندسين متميزين وأكفاء ذوي معرفة واسعة بهندسة الأغذية، ومبتكرين قادرين على إيجاد الحلول ومواكبة تطور تكنولوجيا الأغذية، ومهنيين أكفاء يمتلكون مهارات التصنيع الغذائي والقيادة والأخلاق المهنية، وخريجين قادرين على الإلتحاق ببرامج الدراسات العليا وعمل الأبحاث التخصصية المتقدمة.
وقال إن الخطة التدريسية لدائرة هندسة الاغذية تركز على إكساب الطالب المهارات والمفاهيم المتعلقة بهندسة وتكنولوجيا الغذاء، والتي تهدف إلى تطوير المنتجات الغذائية الجديدة وتصميم عمليات لإنتاج هذه الأغذية، واختيار مواد التعبئة والتغليف ودراسة فترة الصلاحية، والتقييم الحسي للمنتج، إضافة إلى تصميم ورقابة العمليات في مصانع الاغذية، وطرق انتاج أغذية وظيفية، ومراقبة جودة المنتجات الغذائية بالاضافة الى ادارة المصانع الغذائية، وطرق تسويق المنتجات الغذائية، وعمل الاختبارات الميكروبيولوجية والكيميائية، وسيقوم طلبة هندسة الاغذية بدراسة الظواهر الأساسية التي لها علاقة مباشرة بإنتاج المنتجات الغذائية وخصائصها.
وأوضح أن المجالات التطبيقية تتضمن، معايرة الأجهزة وخطوط الانتاج بما يتوافق والخلطات المُعَدَّة مسبقًا، وتطوير المنتجات الغذائية بما يتلاءم والمواصفات التقنية الحديثة والتي غدت مواصفات هندسية لا يمكن تجاهلها على مستوى تصدير المنتجات وربما ستصبح مواصفات محلية في القريب العاجل، والمساهمة في حل المشكلات التي تواجه المصنع، من خلال تطوير خطوط الإنتاج العاملة الحالية في المصانع الوطنية، والتي ستصبح في القريب العاجل غير ملائمة للاستخدام، ولذلك لا بد من المساهمة في تطوير هذا الجانب للحفاظ على هذه الميزانية للمصانع والتي تزيد مجموعها عن 250 مليون دولار أمريكي، وفتح الأسواق أمام البضائع الغذائية الفلسطينية يحتم على المُصَنِّع الفلسطيني تطبيق مفاهيم إنتاجية جديدة لم يختبرها في السابق، لافتاً إلى أن هذه المفاهيم لا تُطرح أو تستقى من خلال الخطط الدراسية المتعددة لدوائر التصنيع الغذائي محليًا وإقليميًا وعالميًا، مما يحتم علينا في فلسطين مواكبة هذا الإحتياج المتطور والطرح لبرنامج غذائي تصنيعي على مستوى هندسي، كما هو الحال في بريطانيا، وحاليًا تم طرح هذا البرنامج على مستوى جامعة التكنولوجيا الأردنية.
وأشار إلى أن خريجي هندسة الأغذية يستطيعون العمل في مجالات مختلفة منها المصانع الغذائية المختلفة في فلسطين مثل مصانع الألبان ومشتقاته، ومنتجات اللحوم، ومنتجات الخضار والفواكه، والعصائر، والمشروبات الخفيفة، والبسكويت، والشكولاتة، والزيوت النباتية، والمعكرون، والسلطات، وغيرها، وكذلك الدوائر الحكومية المختلفة، الوزارات (الاقتصاد الوطني، والتجارة، والصناعة، والصحة، والتربية والتعليم والزراعة)، ومؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، مختبرات الصحة العامة أو أية دوائر أو مؤسسات أخرى في مجال تحليل الأغذية كيميائياً وميكروبياً، الوسط الجامعي، كفني مختبر ومدرس مساعد وفي حقل التدريس في المدارس المختلفة.
أيضاً إقامة مشاريع خاصة لتطوير وإنتاج مواد غذائية مختلفة، حتى يتمكن الخريج من إدارة مشروعه الخاص في مجال التصنيع الغذائي، أو أن يسهم في إدارة مشاريع خاصة في هذا المجال (مثل وحدة تصنيع ألبان على نطاق محدود، وحدة عصر وتعبئة الزيتون، تصنيع منتجات غذائية محلية مثل المربيات والمخللات وغيرها، متابعة الدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير ودرجة الدكتوراة والانخراط في المجال الأكاديمي، تقديم خدمات فنية ومعلوماتية للمصانع المنتجة لأجهزة وأدوات مصانع الأغذية، تقديم خدمات معايرة وتوليف وضبط الماكنات على خطوط الإنتاج الغذائية، تقديم خدمات الصيانة المرحلية المتعلقة بعلاقة الخلطة بخط الإنتاج أثناء العملية التصنيعية.
وقال: "إن ما يسهل إستحداث برنامج هندسة الأغذية في جامعة القدس هو وجود البنية التحتية لدائرة التصنيع الغذائي –الدائرة الام لبرنامج هندسة الاغذية – والتي يزيد عمرها عن عشرين عاما، بالاضافة لدوائر الهندسة الالكترونية وهندسة الحاسوب وهندسة المواد، بالإضافة إلى وجود مجموعة متميزة من أعضاء هيئة التدريس التي ساهمت بإعطاء زخما من القواعد والأساسيات في علم الهندسة، لتوفير تعليم ذو جودة عالية في مجال هندسة الأغذية، يمكن الخريجين من القيادة والتميز في مهنهم.
وأشار إلى أن دائرة هندسة الأغذية قامت من أجل تعزيز مكانة هذا التخصص بالعمل الدؤوب، للحصول على دعم ومساندة لمستقبل هذا التخصص المميز حيث وقعت مذكرة تفاهم مع إتحاد الصناعات الغذائية ممثلاً لشركات التصنيع الغذائي في فلسطين، من أجل التعاون بين الفريقين بما يخدم تطوير قطاع الصناعات الغذائية الفلسطيني، مع إمكانية توفير فرص تدريب وتأهيل للطلبة في المنشآت التابعة للإتحاد، بما يضمن توفير فرص عمل للخريجين المميزين مستقبلًا. كما حصلت دائرة هندسة الأغذيه إعتراف مجلس نقابة المهندسين بتخصص هندسة الأغذية، مما يتيح للطلبة الخريجين مستقبلا في هذا التخصص من التسجيل في نقابة المهندسين في فلسطين.
مرفق فيديو تعريفي بالبرنامج للمشاهدة اضغط الرابط التالي: https://youtu.be/vQwz9fa8HgY