أنهى الطالبان في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة القدس كرمل مزهر وخالد سويطي مشروع تخرجهما حول تفكيك وحدات جدار الفصل العنصري بعد زواله وتركيبها لبناء سكن طلابي لجامعة القدس-جامعة العاصمة المحتلة، على أراضي الجامعة المصادرة، نظرًا إلى أنها الجامعة الوحيدة التي صودر جزءٌ من أراضيها لبناء الجدار.
“بسبب معرفتنا ومعايشتنا لمشكلة الجامعة في التوسع والتمويل فكان استخدامنا لوحدات الجدار شاهدًا على صمودنا وحفاظًا على البيئة بالدرجة الأولى، حيث أن التخلص منها وتفتيتها ضار جدًا، وكان التصميم كمطلة على قبة الصخرة التي حرمنا منها ومن النظر إليها لوقت طويل وليبقى هذا الصرح شاهدًا على ماضٍ أليم حولناه إلى أمل، ليخدم طلابًا سيعملون في المستقبل على بناء فلسطيننا الجديدة المحررة التي لطالما حلمنا بها”، تقول كرمل.
حافظ التصميم على وحدات الجدار دون تغيير على شكلها العام حفاظًا على البيئة، وبنى الطالبان أكثر من نمط قابل للتوسع من الناحية التطبيقية والمادية، وحول اختيار جامعة القدس تحديدًا أشارت مزهر “لقد وقع اختيارنا على جامعة القدس لعدة أسباب أهمها أنها الجامعة الوحيدة المحاذية لجدار الفصل العنصري، وقد نتج عن بناء هذا الجدار عزل ومصادرة قرابة 14 دونمًا من أراضيها”.
وتفتقر الجامعة للقدرة على التوسع والتمدد لعدم توافر مساحات كافية لبناء منشآت تابعة لها، ويأتي استخدام وحدات جدار الفصل العنصري ليوفر على الجامعة تكلفة مواد البناء، وبالتالي فإن تكاليف إنشاء سكنات الطلاب ستكون أقل بكثير من تكلفة البناء العادية، بحسب مزهر.
تصميم مستوحى من روح القرية الفلسطينية
وعن تصميم الوحدات السكنية يقول الطالب سويطي “استخدمنا أكثر من نمط وهي غرف فردية وثنائية وثلاثية ميزت بألوان متنوعة لتسهيل الوصول للسكن وكسر حدة الباطون في البناء، وتوفر هذه الغرف مساحات خاصة تحافظ على خصوصية الطالب، إضافة إلى مساحات عامة تجمع الطلبة لخلق جو تفاعلي يمكنهم من إجراء تجربة معيشية مغايرة للسكنات التقليدية، وهي مستوحاة من روح القرية الفلسطينية التي تركز على التفاعل الاجتماعي وتضفي روح الحميمية والألفة بين السكان”.
برج المراقبة مطلةً للأقصى، وغرف لمبيت المدرسين والزوار!
ينطلق الطلبة هنا إلى الحديقة العامة التي صممت لتكون مرنة ومفتوحة تكسر الجمود الذي كان يخلفه خط الجدار العنصري، باستخدام خطوط انسيابية في هذه الحديقة تمكن الطلاب من استخدامها بكل أريحية، وبذلك فإن الطلاب أصبحوا قادرين على رؤية درة المسجد الأقصى ألا وهي قبة الصخرة من هذه الحديقة بكل سهولة، باستخدام برج المراقبة العسكري في نهاية هذه الحديقة ليتمكن الطلاب من استخدامها كمطلة لمشاهدة المسجد والقبة.
وأضاف الطالبان قسمًا مخصصًا للهيئة التدريسية أو الزوار والوافدين للجامعة بغرض المبيت، كما أعادا استخدام الكونتينرات داخل كل تجمع وبعضها على امتداد الحديقة العامة، بهدف خلق مساحات دراسية للطلاب وتوفير خدمات عامة لهم كالمطاعم، وبذلك ستتوفر فرص للعمل سواء لأهل المنطقة أم الطلاب الوافدين عليها.
ونوه السويطي إلى أنه وزميلته مزهر وظفا في التصميم عناصر معينة تكررت على امتداد المشروع، فقد استخدما وحدات الجدار لتشكيل واجهات الغرف وإنشاء العقدات المسلحة، وتشكيل الأدراج العامة والخاصة، كما حولا بعضها لمقاعد في الحديقة العامة ولتعريف المداخل كذلك، فيما شكلا من قاعدة الجدار أحواضًا لزراعة الأشجار، ومقاعد حولها.
“كان للهيئة التدريسية ودائرة العمارة بشكل خاص دورٌ كبير في دعمنا وتحفيزنا على إنجاز المشروع منذ بداية طرحنا لفكرته والترحيب بها وتشجيعنا على المضي بها قدمًا، شكراً لدائرة العمارة على توفير المناخ المناسب الذي يدعم الإبداع والنجاح للطالب وإطلاق الطاقات الإبداعية المكنونة فينا لإخراج أفضل ما لدينا من إمكانيات”، يؤكدان.
وشكر مزهر والسويطي مشرفة المشروع الدكتورة يارا السيفي وأساتذة العمارة والمساعدين على دعمهم طوال فترة العمل على المشروع، مختتمين برسالة وجهاها لجامعة القدس بالقول “شكرًا لجامعة العاصمة التي احتضنتنا طوال هذه السنوات ممثلة برئيسها وجميع العاملين فيها”.