القدس| عقدت جمعية صندوق دعم الطالب الفلسطيني ومقرها في شيكاغو-أمريكا مؤتمرها الأول في رحاب جامعة القدس، بغرض توفير منح دراسية ومساعدات لطلبة الجامعات الفلسطينية، وذلك بحضور ممثلين عن جامعة بيرزيت، والنجاح، والخليل، وبيت لحم، وشخصيات وطنية واعتبارية والطلبة المستفيدين من منح الجمعية.
وفي كلمة جامعة القدس رحب رئيسها أ.د. عماد أبو كشك بالحضور من أعضاء جمعية صندوق الطالب الفلسطيني، والضيوف من الشخصيات الاعتبارية والطلبة، مشيدا بجهود رجال الأعمال الفلسطينيين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسي صندوق الطالب الفلسطيني ” The Palestine Students Scholarship Fund “PSSF“، شاكرًا لهم ما يقدمونه من دعم مالي من أجل رفعة التعليم ومساندة الطلبة المحتاجين في الجامعات الفلسطينية لاستكمال مسيرتهم التعليمية دون أي عائق مادي، مما يؤكد تميز قيم المبادئ الإنسانية والعطاء من الفلسطينيين في المهجر وثباتها على النهج الوطني الداعم لفلسطين وطلبتها على وجه الخصوص.
كما وتحدث أ.د. أبو كشك عن الدور الرائد للجامعة في مدينة القدس من حيث تقديم المساعدات لطلبتها، وطلبة الداخل الفلسطيني كذلك، تعزيزًا لصمودهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ومن هنا يأتي دور الجمعية في هذا المجال التعليمي الهام والرائد على مستوى الوطن.
وتناول عضو صندوق الجمعية أ. خليل حسين آلية دعم الصندوق للطلبة الفلسطينيين وتقديم المنح التعليمية لهم من أجل مستقبل أفضل، إذ أن هدف الجمعية هو دعم صمود الفلسطينيين من خلال دعم تعليمهم، قائلًا “ندعم ست جامعات هي: القدس، النجاح، بيت لحم، الخليل، بيرزيت، وجامعة حيفا”، مؤكدا أن الجمعية ستوفر دعمها قريبًا لجامعات قطاع غزة.
وتحدث رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس علي عطا حول تأسيس الجمعية والأعضاء المشاركين والمؤسسين، وشكر جامعة القدس على استضافة المؤتمر، منوهًا إلى أن الظروف والمعيقات تجعل من الشخص أقوى حين يتحدى نفسه بوصوله للقمة عن طريق تحقيق هدفه واستمرار تعليمه، وبالتالي هنا يكمن دور جمعية صندوق الطالب التي تقدم المنح لطلبة الجامعات الفلسطينية، مع ضرورة العمل على توسيع دائرة هذه المساعدات لتشمل عددًا أكبر من طلبة الجامعات من مختلف التخصصات، لتسهيل التكاليف الدراسية على الطلبة وأهاليهم، وتحقيق التمكين الاقتصادي للمجتمع من خلال رفده بالخريجين المتعلمين والمثقفين وإدخالهم سوق العمل بكفاءة عالية.
وشكر نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم الدكتور بيتر براي الجمعية الداعمة للطلبة، التي أثرت في نفوسهم ودعمتهم بشكل كبير لاستكمال مسيرتهم الجامعية والحصول على معدلات عالية في تخصصاتهم، خاصة ممن لديهم معاناة يومية في الوصول للجامعة إثر معيقات الاحتلال، مؤكدًا أن الجامعة صامدة بطلابها للاستمرار بالتعليم وتحدي المعيقات كافة.
وخلال كلمته قدم بعض الطلبة أهدافهم وطموحاتهم لدى الدراسة في الجامعة، وكيف تحول الحلم إلى حقيقة بعد أن تم دعمهم لإيفاء أقساطهم الجامعية في ظل الأزمة المالية التي يقاسيها الفلسطيني بسبب الاحتلال والوضع الاقتصادي الصعب.
وفي كلمة جامعة النجاح الوطنية قال رئيسها أ.د. عبد الناصر زيد “إن هذا المؤتمر يعتبر وطنيًا بامتياز كونه ينعقد في جامعة ارتبط اسمها بأولى القبلتين وثالث الحرمين، جامعة القدس العزيزة علينا جميعًا”، موضحًا أن المؤتمر يجمع على هدف واحد وهو تأكيد دعم القدس وضواحيها وتعزيز صمود سكانها.
وأوضح أنه لا بد من تثبيت الطلبة الفلسطينيين في وطنهم من خلال دعم توجهاتهم بالدراسة في الجامعات الوطنية وتقديم المنح الدراسة والمساعدات لهم، شاكرًا الجمعية على هذا الدعم السخي للطلبة الفلسطينيين، حيث باتت سندًا كبيرًا للطلبة.
من جانبها، تحدثت الدكتورة رانيا أبو حمدة ممثلة عن جامعة بيرزيت حول عمل الجامعات الدؤوب من أجل النهوض بالتعليم العالي في فلسطين وتوفير تعليم ذي جودة للطلبة، قائلة” نفخر بشراكتنا مع جمعية صندوق دعم الطالب الفلسطيني، ونقدر جهودهم وجهود أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية لبناء مستقبل واعد لوطننا فلسطين”، كما وحثت الطلبة على المثابرة والاجتهاد الدائم في المسيرة التعليمية.
وأوضحت أن جامعة بيرزيت قد أعلنت عن إطلاقها جائزة “شيرين أبو عاقلة للتميز الإعلامي” كجائزة سنوية تستهدف الإعلاميين الفلسطينيين، وتهدف إلى تحفيز الإبداع والعمل الإعلامي النوعي الذي يتناول قصة فلسطين، حيث تأتي الجائزة كنوع من التكريم للشهيدة أبو عاقلة لدورها الإعلامي الفلسطيني.
وتوجه عميد شؤون الطلبة في جامعة الخليل د. صالح الشروف بالشكر للجمعية على هذه المساعدات التعليمية للطلاب، التي بدورها تسهل عليهم الحياة الجامعية من أجل الإبداع والمثابرة والاجتهاد، كما تخفف عنهم وعائلاتهم الأعباء الاقتصادية الكبيرة، موجهًا شكره كذلك لجامعة القدس على استضافة هذا المؤتمر الهام الذي يعزز من ثقة الطلاب بالجمعيات الداعمة لهم ولطموحهم لاستكمال دراستهم، من أجل بناء مستقبل زاهر لهم ولعائلاتهم.
وأكد السيد صالح الساحوري عضو في جمعية PSSF على أن الشعب الفلسطيني قادرٌ على شحذ الهمم في كل الأوقات رغم الظروف المحيطة لصناعة مستقبل أفضل، فشعار المؤتمر اليوم هو “نستطيع الاعتناء بأنفسنا”، ونساهم في تطوير مجتمعنا الذي هو جزء منا ونحن جزء منه، ومن هنا ينطلق دور المغتربين في مساندة الأهل والأحباب خاصة في مجال التعليم الذي هو حق للجميع، داعيًا الطلبة إلى مزيد من الجد والاجتهاد والبحث والمعرفة وبناء الشخصيات الناجحة في المجتمع.
وتقدم الساحوري بالشكر لرئيس جامعة القدس لاستضافة المؤتمر في رحاب الجامعة والجهود المبذولة لإنجاحه، كما شكر الجامعات الشريكة ورجال الأعمال والضيوف من الداخل الفلسطيني، وكل من ساهم ودعم في هذا المجال، مختتمًا أن الجمعية قدمت خمس منح تسمى “منحة شيرين” لكل من الجامعات الحاضرة في المؤتمر.
واعلنت الجمعية خلال المؤتمر عن تقديم منحة 10 الاف دولار عن روح الشهيدة شيرين “لتخصص الاعلام” وأسندت تحديد توجيه المبلغ المذكور لذوي الشهيدة شيرين لتحدد الجامعة التي تراها مناسبة، كما تقوم الجمعية بدعم ابنائها في الداخل الفلسطيني المحتل للطلبة في جامعة حيفا.
وعبر الطلبة المستفيدون من المنح المقدمة من الجمعية عن سعادتهم بها، مقدمين بالغ شكرهم للجهات الداعمة التي تساعدهم في سبيل إتمام دراستهم، وتشكل لهم عونًا وسندًا في حياتهم الجامعية.