أطلقت كلية طب الأسنان في جامعة القدس أولى لقاءات العيادة الافتراضية لطلبة السنة الرابعة في طب الأسنان بالشراكة مع جامعة دندي البريطانية
University of Dundee عبر منصة زووم، بهدف تدريب الطلبة على تشخيص الحالات المرضية من خلال تشكيل فرق طلابية من الجامعتين، وذلك ضمن سلسلة عيادات من المزمع عقدها خلال العام الأكاديمي 2021-2022.
وأثنى عميد الكلية د. محمد أبو يونس على هذا التعاون الذي وظف وسائل متقدمة في تدريب طلبة طب الأسنان وإثراء مهاراتهم، ليتحدى بذلك ظروف الجائحة ويصنع تجربة فريدة من الممكن تطويرها والبناء عليها مستقبلًا لتشمل الشراكات البحثية والأكاديمية المتنوعة.
كيف بدأت المبادرة؟
“جاءت هذه المبادرة بعد عام من العمل درسنا خلاله شكل وطبيعة التعاون مع جامعة دندي البريطانية، وشكلنا لجنة من أساتذة متطوعين من طب الأسنان، كما وتشكلت لجنة موازية من أساتذة جامعة دندي، واقترحنا فكرة العيادة الافتراضية التي ازدادت الحاجة لها في ظل ظروف الجائحة وصعوبة السفر والتبادل الأكاديمي إثرها”، تشير عميد البحث العلمي في الجامعة ومنسقة المبادرة د. إلهام الخطيب.
تشخيص افتراضي للحالات المرضية وأطباء يقيّمون
ويتلخص عمل العيادة كما أوضحت د. الخطيب في أخذ حالات لمرضى بعد مرورها على لجنة الأخلاقيات في الجامعة وحصولها على مختلف الموافقات الأخلاقية، بحيث يتم التأكد من سرية الحالات وخصوصيتها، ثم يتم مناقشة الصور الإشعاعية والفوتوغرافية والتاريخ المرضي والصحي بالتشارك ما بين الفرق الطلابية، ثم تعرض الحالات لأول مرة أمام طاقم طبي من الجامعتين ليقيم بدوره عمل الطلبة ويناقش مقترحاتهم لعلاج الحالات وتشخيصهم لها.
ونوّهت د. الخطيب إلى أن أهمية هذه المبادرة تكمن في أن الطلبة يتعلمون اختبار الحالات ومناقشتها عمليًا، كما أنهم يعملون مع طلبة من بيئة وثقافة مغايرة ويتعلمون معًا تنفيذ العرض والتشخيص المرضي عبر مناقشة خبراء وتبادل المعلومات معهم والتعرض لخبرات دولية على أيدي طاقم خبير ومتخصص.
العيادات تهدف لتطوير صحة الفم العالمية وتعزيز علاقات ذوي التخصص
من جانبها، أكدت خريجة كلية طب الأسنان في جامعة دندي الدكتورة سوزان خضر أن هدف العيادات الافتراضية هو تحسين التعليم في طب الأسنان من خلال عمل الطلبة على حالة دراسية وسط فرق متنوعة، وتعزيز شبكات العلاقات العالمية من خلال بناء اتصالات مع زملاء عمل من دول مختلفة، والمساهمة في تقدم صحة الفم العالمية لدى اكتساب الطلاب الخبرة والمهارة في سياقات وتمارين مختلفة، مؤكدةً أن الرؤية الحالية هي خلق تعاون مستدام بين الجامعتين مع القدرة على ت العيادات الافتراضية إقليميًا أثناء تنفيذ مشاريع جديدة.
وأوضحت الدكتورة فرح علان من كلية طب الأسنان في جامعة القدس أن العيادة الافتراضية هدفت في فكرتها الرئيسة لخلق جسور تواصل بين طلاب طب الأسنان في مختلف الدول والجامعات، من خلال إشراكهم معًا في فرق متنوعة تجمع طلاب جامعة القدس بطلبة الجامعة الأخرى، لنقاش حالة مرضية وطرق العلاج الملائمة لها، ومن ثم عرض استنتاجاتهم على أعضاء الهيئة التدريسية المشاركين.
وحول ما تقدمه العيادة الافتراضية أشارت علان “تكمن أهمية هذا المشروع في تعزيز ثقة طالب الطب الفلسطيني بقدراته العلمية وقدرته على التواصل والنقاش مع نظرائه بغض النظر عن جامعاتهم و لغاتهم، آملين أن يكون له أثر إيجابي على مستقبلهم العلمي، وأن يساعدهم في تشكيل شبكة علاقات حول العالم تبقى معهم بعد التخرج وتفتح لهم أفق التميز والنجاح في مختلف المجالات”.
طلبة طب الأسنان: المشاركة في العيادة “فرصة نوعية” للدراسة والتواصل
“العيادة الافتراضية كانت أول تجربة لي من هذا النوع، المميز فيها أن الطلاب هم من اختاروا الانضمام لهذه التجربة، مما جعلهم معنيين بالاستفادة من كل نقطة وكلمة وتوجيه أو ملحوظة.. لغة التواصل لم تكن العربية، إلا أنه لم يكن هنالك قيودًا أو محددات للتعبير والتواصل، تمكننا من الإفصاح عما نفكر به وتشاركنا أفكارنا بمساعدة جماعية من الأساتذة من كلا الطرفين، أيضًا تعرفنا على طلبة من مناطق بعيدة، وتبادلنا معهم الخبرات والتجارب، الأمر الذي يساهم في تعزيز ثقة الطالب الجامعي بنفسه ومستواه الأكاديمي”، يقول الطالب حمزة سليمان.
بدورها، أكدت الطالبة حنين جوابرة أن المشاركة في تجربة العيادة الافتراضية كانت فرصة نوعية بالنسبة لها، إذ مكنتها من التواصل مع طلبة من دول مختلفة ذوي اهتمامات مشتركة، ووجدت أنهم ليسوا بهذا الاختلاف من الناحية التعليمية والاجتماعية، مضيفةً “أنا حقًا أتطلع للقائهم والمشاركة معهم في برامج مثيلة مجددًا”.