في قلب جامعة القدس و في كلية الحقوق، أفتتحت باب المرافعة في مسابقة المحكمة الصورية في القانون الدولي الإنساني لتكون المحكمة الأولى من نوعها ما بين كليات الحقوق الفلسطينية، من حيث إختصاصها في القانون الدولي الإنساني و القانون الجنائي الدولي، و ذلك بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
فكلية الحقوق تُدَرِسْ مساق المحكمة الصورية من عام 2009 لتكون هذه هي المرة الرابعة لفتح باب المرافعة بالمحكمة الصورية في القانون الدولي الإنساني بصفتها محمكة جنائية دولية، و لأول مرة لم يشمل تدريب الطلاب المرافعة كمحامي دفاع أو مدعي فقط، و إنما أيضا شملت تدريب ثلاث طالبات متميزات على أن يصبحن قضاة يجلِسْنَ إلى جانب اللجنة المكونة من الهيئة التدريسية التابعة لكلية الحقوق المتمثلة بعميدها الدكتور محمد الشلالدة و الدكتور عبد الرؤوف السناوي.
جاء هذا الهدف من منطلق أهتمام كلية الحقوق بأهمية تنمية مناهج تدريس القانون الدولي الإنساني و القانون الجنائي الدولي بمنهجية جديدة مختلفة عن الطريقة التقليدية في التدريس النظري لفروع القانون الدولي و حقوق الإنسان لكي تشمل التدريس العملي. فكلية الحقوق في جامعة القدس تميزت بإعطاء تدريس القانون الدولي العام و حقوق الإنسان أهمية بالغة، فكانت من أنشط الكليات في تطوير دراسة هذا المجال من القانون.
لأول مرة في فلسطين ومن خلال مساق المحكمة الصورية للقانون الدولي الإنساني تتحقق فرصة لطلاب القانون في جامعة القدس للتمرن على المرافعة في قضايا إنتهاكات للقانون الدولي الإنساني و القانون الجنائي الدولي من خلال قضية إفتراضية تطرح للطلاب بهدف تطوير أكاديمياتهم في هذه الفروع من القانون الدولي العام. فهذه هي منهجية التدريس العملي لطلبة القانون و التي تتمثل في منهجية تفكير المحامي في هذه القضايا.
فقد تم تقسيم الطلبة في نهاية المساق إلى مجموعات لتمثيل هيئات دفاع و هيئات إدعاء من أجل المرافعة أمام هيئة القضاء في مسابقة المحكمة الصورية, و من ثم تم إختيار أفضل طالب دفاع و أفضل طالب إدعاء و لأول مرة توفرت الإمكانيات لإختيار أفضل طالبة تمثل دور القاضي.
و بإختتام المسابقة أعلنت لجنة القضاة المتكونة من العميد د. محمد الشلالدة و د. عبد الرؤوف السناوي عن أسماء الطلاب الفائزين بالمسابقة و هم : الطالبة نهاد سليمان كأفضل محامية إتهام، و الطالب محمد جميل كأفضل محامي دفاع و الطالبة وفاء درويش كأفضل قاضية محكمة.
كما أن اللجنة قامت بتهنئة جميع الطلبة المشاركين بالمرافعات في المحكمة و ذلك لإبداعهم في المرافعات التي أقيمت هذا الفصل فقد قامو بآداء أدوارهم على أكمل وجه، والطلاب الذين شاركوا في المسابقة هذا الفصل هم : نهاد سليمان، محمد جميل، وفاء درويش، شذى زواوي، ليلى الخطيب، جعفر الشيخ، دليلة مصلح، نور ادكيدك، بهاء سالم، معاذ يغمور، صهيب عبيات، سامح جدو، أيمن بنورة ، جميل مهنا ، محمد أبو هيبة ، أمجد أبو رميلة ، سيف الدين أبو هلال، ليلى شقيرات ، محمود سلامة ، رأفت سالم ، محمود أبو ليلة ، عبدالله حمدان ، هاني أبو زنيد ، طاهر الديسي.
الجدير ذكره أنَ المحكمة الصورية خطوة أولى لإتاحة الفرصة لتطوير سلسلة المحاكم الصورية في كلية الحقوق في جامعة القدس، حيث كانت بداية إنطلاق هذا المساق في شباط 2009 ضمن إطار برنامج سيادة القانون الممول من ال USAID في كلية الحقوق في جامعة القدس. وإثر نجاح مساق المحكمة الصورية, أصبح هذا المساق من ضمن المساقات التي تطرح بشكل دوري ضمن مقرر كلية الحقوق – جامعة القدس.
إن هدف المساق الأساسي هو تعزيز دراسة القانون الدولي الإنساني و القانون الجنائي الدولي لدى طلبة القانون، و ذلك بتنمية مهاراتهم في التحليل القانوني و الصياغة القانونية، بالإضافة لصقل شخصيتهم و تدريبهم على المرافعة الشفوية أمام المحكمة الصورية ، حيثُ تدريب الطلاب في المحكمة الصورية على تمثيل دور محامي الدفاع و محامي الإدعاء, و تمثيل و تحضير مرافعاتهم أمام محكمة أستئناف. فعلى عكس محكمة الموضوع التي تقبل سماع حقائق القضية و الأدلة للإثبات, فإن المحكمة الإستئنافية محكمة قانون تنظر في الدفوع المتعلقة بتطبيق القانون. فكان على طلاب هذا المساق تقديم مذكرة قانونية و مرافعة شفوية أمام هيئة قضاة في محكمة صورية للمحكمة الجنائية الدولية.