القدس | ناقش الطالب سايمون أزازيان، وهو مدير العلاقات العامة في جمعية الكتاب المقدس، وأحد طلاب ماجستير دراسات مقدسية رسالة الماجستير في الدراسات المقدسية بعنوان "مراجعة عامة لترتيبات الوضع القائم في كنيسة القيامة": دراسة حالة: الخلاف ما بين الكنيسة القبطية والحبشية حول دير السلطان 1970-2015"، وذلك بحضور منسق برنامج ماجستير دراسات مقدسية ا.د. عمر يوسف واللجنة الممتحنة المكونة من أ. د. يوسف النتشة والمشرف على الرسالة ود. نظمي الجعبة الممتحن الخارجي و د. برنارد سابيلا الممتحن الداخلي ولفيف من الحضور ضم نحو 25 شخصا من طلاب البرنامج وعائلة الطالب وزملائه في العمل وبعض المهتمين يالموضوع.
ومن جهته افتتح المناقشة ا.د. عمر يوسف متحدثا عن البرنامج وعن تخصصاته المختلفة التي تتعلق بمدينة القدس وتاريخ وسياسة هذه المدينة وعن المعلومات التاريخية والوضع الراهن والتخطيط العمراني، وقد رحب بعدها باللجنة المحكمة والتي تتكون من خيرة العقول في مجتمعنا المقدسي.
ومن جهته تطرق سايمون للشرح عن تفاصيل رسالته والحديث بشكل تفصيلي عن فعالية تطبيق اتفاقيات الوضع الراهن منذ الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس في عام 1967 ومع استعمال الجهات الاسرائيلية لهذه الاتفاقية بشكل سري لاغراضها الخاصة وبالذات في قضية دير السلطان.
وقال سايمون ان هدف الرسالة هو التعمق في كيفية التكوين التاريخي لاتفاقية الوضع الراهن بما ان كنيسة القيامة تعتبر كنزا للحجاج المسيحيين، وركز بالذات على الفترة العثمانية وفحص فعاليتها في وضع المدينة الراهن. كما وهدفت الى اكتشاف المشاكل الحقيقية التي أدت الى النزاع القبطي / الاثيوبي حول كنيسة دير السلطان وردود الفعل الاسرائيلية في هذا المجال.
وقد تعرض البحث ايضا للمراحل المختلفة لتطوير اتفاقيات الوضع الراهن منذ فترة السلطان محمد الثاني 1435 م مرورا بفترة القرن السابع عشر حيث كان هناك خلاف مرير ما بين الغرب والعثمانيين وحتى القرن التاسع عشر حينما اصبحت قضية الاماكن المقدسة مسيسة، اذ دافع الفرنسيون عن الكاثوليك والروس عن الارثودكس وشكل ذلك احد الاسباب لقيام حرب القرم. أما بالنسبة لدبر السلطان فلقد كان الاقباط والاحباش يتبعون ذات الكنيسة ولكنهم انفصلوا وبدعي الاقباط ملكيتهم لها منذ القرن السابع عشر، ويصر الاثيوبيون انها تابعة لهم ولكن في 1838 قضى وباء الكوليرا على رجال دينهم في الكنيسة ففقدوها.ولكنهم في عام 1905 مضوا على عريضة واسترجعوا الكنيسة.
وركز سايمون في النتيجة المحصلة على فعالية تطبيق هذه الاتفاقيات للوضع الراهن في كنيسة القيامة منذ الاحتلال الاسرائيلي للقدس عام 1967 وعلى امكانية استعمال الاسرائيليين للاتفاقيات لخدمة ماربهم وبالذات بالنسبة لقضية دير السلطان.
وتضمنت استنتاجات وتوصيات سايمون عدة نقاط ذات اهمية بالنسبة لهذه الاتفاقيات والتصرفات الاسرائيلية التي اخترقتها بوضوح من اجل الكسب السياسي مما ادى الى عرقلة الوصول الى اتفاق ما بين الاقباط والاحباش قي دير السلطان. وأوصى الباحث بأن تساند الجالية القبطية كنيستها وأن تضغط نحو مناقشة قضية دير السلطان. ومن خلال استبيان استعمله الباحث تبين ان 65% من الذين سؤلوا قالوا بأنه ليس لديهم أية فكرة عن موضوع اتفاقيات الوضع الراهن في كنيسة القيامة بينما جاوب 55% بانهم يعتقدون أن هذه الاتفاقيات تقلل من حدة النزاعات ما بين الطوائف المختلفة.
وفي النهاية أكد الاساتذة الممتحنين ورئيس البرنامج على أهمية قراءة التاريخ بالتركيز على الحقيقة والمعنى وادخال المضامين الفكرية التاريخية والفكر النقدي.