تمت مناقشة رسالة ماجستير للطالب البرت خضر الجويجات، والتي حملت اسم "تسول الأطفال في شوارع مدينة بيت لحم كمشكلة اجتماعية: رد الفعل الاجتماعي في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية" والتي أشرف عليها الدكتور سهيل حسنين.
هدفت هذه الدراسة، التي ركزت على المنهج الكيفي، إلى فحص ما إذا كان التسول يشكل مشكلة اجتماعية في مدينة بيت لحم الفلسطينية، معرفة المركبات الذاتية والموضوعية الكامنة وراء تسول الأطفال في مدينة بيت لحم، فحص الإجراءات التي يقوم بها أهالي الأطفال المتسولين، والمؤسسات المحلية ذات العلاقة بمسألة التسول، وصف مواقف الأطفال المتسولين تجاه رد الفعل الاجتماعي المؤسساتي اتجاه وضعهم، وذلك في محاولة لتصميم اتجاهات لكيفية التعامل مع وضع المتسولين في بيت لحم.
ومن أهم نتائج الدراسة الكيفية يتبين أن ذوي الأطفال يعيشون أوضاعا اقتصادية واجتماعية ونفسية وصحية وسكنية صعبة، بالإضافة إلى عدم رضاهم عن مستوى الخدمات التي تقدم لهم من المؤسسات وكيفية تعاملهم معهم ومع أطفالهم.
ومن جهة أخرى أظهرت النتائج وفق القطاعات الأربعة: الحكومية، غير الحكومية، الإعلامية والقطاع السياحي والشعبي الخاص، توفر الوعي الاجتماعي لديهم حول المتسولين والتسول كمشكلة اجتماعية بعناصرها. وقد أظهرت النتائج أيضا أن الإجراءات التي تقوم بها المؤسسات هي "صورية" وليست جوهرية، حيث اقتصر رد الفعل الاجتماعي فيها على المناقشات المؤسساتية فقط، والمقصود بذلك، سلسلة اللقاءات التشاورية والحوارات الإعلامية والمؤتمرات التي كانت تدعو لها وتعقدها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، دون الوصول إلى نتائج فعلية من شأنها وضع حد لتسول الأطفال في شوارع مدينة بيت لحم.
وفي النهاية أوصت الدراسة بضرورة وضع برنامج عمل متكامل يمكن أن يستند عليه المؤسسات والباحثين والمهتمين بموضوع التسول والمتسولين يتضمن: التشبيك بين جميع المؤسسات العاملة في مجال الطفولة بما فيها القطاع الإعلامي والقطاع الخاص للعمل بشكل تكاملي بعيدا عن "الثرثرة المؤسساتية" التي تعكس فقط المصالح الضيقة للمؤسسات، تولي أصحاب القرار على مستوى الوزارات المختلفة مسئولية فعلية بمتابعة حالات الأطفال المتسولين واعتماد اللائحة التنفيذية لقانون الطفل الفلسطيني خاصة الجانب المتعلق بباب الحماية.
وقد تكونت لجنة المناقشة من: الدكتور سهيل حسنين مشرف الرسالة ورئيس لجنة المناقشة، الدكتور خالد هريش ممتحنا داخليا، الدكتور معتصم مصلح ممتحنا خارجيا، وحضور الدكتور صلاح الدين وتد منسق برنامج الماجستير للعمل الاجتماعي.
