"الفرحة فرحتان، فرحة تخرجي في كلية الطب، وفرحة خروج والدي من سجون الاحتلال"، هذا ما قاله الطالب المتميز وئام طارق خضر، وهو من الطلبة الأوائل على مستوى الجامعة عامةً، للعام الدراسي 2014-2015، من كلية الطب البشري، والبالغ من العمر 23 عاماً.
ووسط حشود الطلبة والأهالي، وأصوات الفرحة التي تعبق في سماء جامعة القدس، هذا المكان الذي امتلأ بالبالونات والورود والهدايا، اتخذ وئام زاوية من زوايا الساحة المكتظة بكل شيء جميل، وبحماس بالغ وابتسامة ترتسم على وجهه، قال لي: "لم أصدق خبر خروج والدي من سجون الاحتلال قبل يوم واحد فقط من حفل تخرجي، فأنا سعيد جداً بوجوده اليوم بيننا، واستذكر هذا اليوم، قائلاً: لن أنسى يوم أن صحوت على صوت زغاريد والدتي التي لم تسعها الفرحة وسع السماء والأرض، وحينها توجهت لغرفتي وفتحت الباب، وقالت: "قوم يما قوم، أبوك طالع اليوم، وبكرة حفل تخرجك، ما أنا مصدقة حالي"، وأردف قائلا: "قلتلها لا صدقي حالك يما ما بعد الضيق إلا الفرج، وربنا فرحك في، ورح تشوفيني دكتور قد الدنيا".
وبتنهيدة طويلة، وكثير من الأمل، يمضي بالقول، ""أنهيت ست سنوات من الدراسة الشاقة، وبجهد مضني، تفوقت، وتخرجت اليوم، ولن أنسى فضل جامعة القدس التي احتضنتني وزملائي، وبمساندة أساتذتي الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير لجهودهم معنا.
ويستطرد حديثه، منذ صغري وأنا متفوق، بكافة مراحلي الدراسية، ويعود هذا الفضل لرب العالمين أولا، ولوالداي ثانياً، فهم من وقفوا بجانبي دائماً، وشجعاني للالتحاق بجامعة القدس لما سمعاه من من هم حولنا عن مستواها العلمي الراقي، ونتيجه لما احتلته من مراكز علمية على مستوى الوطن والخارج.
ويضيف، وهو يتلفت من حوله على زملائه الخريجين، الآن استطيع الانطلاق بقوة، من هذا المكان، فطموحي هو أن أتخصص في مجال جراحة الأطفال في ألمانيا، وبحزن عميق يردف قائلاً: "أطفال العالم، وخاصة أطفال فلسطين حرموا الكثير من حقوقهم، وأبسط هذه الحقوق توفير الجانب الصحي لهم، وضميري كإنسان أولاً، وكطبيب ثانياً يحتم علي العمل بإنسانية لخدمة البشرية كافة، لكن أضعف المخلوقات هم الأطفال، ومن هنا سيبدأ مشواري العلمي".
ويذكر أنّ جامعة القدس تعتبر أول جامعة تفتح كلية طب بمختلف التخصصات حيث خرجت المئات من حملة الشهادات الطبية المختلفة والذين ينتشرون في كل أنحاء العالم وهم من المميزين بتخصصاتهم.