يوم في الجامعة
"ان هناك الكثير من النشاطات واللقاءات التي تحدث في حرم جامعة القدس بحيث يصعب ملاحقتها ومتابعتها جميعا " عندما قال احد الطالب هذه العبارة اعتقد سعيد وهو طالب جديد في الجامعة للوهلة الاولى انه يبالغ ، فهو اما كسول لا يرغب بالمشاركة او انه يفضل الهدوء والاستمتاع بالمرافق الكثيرة والجميلة التي توفرها جامعة القدس لطلابها من متاحف ومكتبة وكافتيريات متنوعه ومساحات خضراء كثيرة
فقرر سعيد عدم الاكتفاء بملاحظة صديقه والذي تظهر عليه مظاهر الجدية والرغبة الحقيقية في النهل من مناهل العلم المتنوعة التي تسكن في جميع انحاء جامعة القدس.
فكان يوم الثلاثاء حيث كانت ورشة تدريبية لمراقبي مباريات كرة القدم، والملفت في هذه الورشة ان عدد المشاركات فيها كان اكثر بكثير من عدد المشاركين، بل ان الطالبات اخذنا زمام المبادرة في السؤال وفي ترتيب الصورة الجماعية لاحقا.
وبعد تلك الورشة الممتعة كان على مقربة منها لقاء مع بروفيسور فلسفة مشهور وقد يكون الاشهر في العالم انه البروفيسور تيمثي وليلمسون، وكانت المحاضرة التي قدم لها البروفيسور المعروف سري نسيبه الذي يؤمن باهمية الفلسفة في حياتنا اليومية، تحمل عنوان" عن العلم والتخيل" وايضا كان واضحا تفوق العنصر النسائي بين الحضور سواءا كان من الاكاديميين او الطلاب وكما كان باديا الاندماج والتاثر على وجوه الحضور وهم يستمعون الى هذه المحاضرة الفلسفية
واعتقد سعيد ان اليوم قد شارف على الانتهاء بعد هذه الجرعة من الرياضة الجسدية والرياضة العقلية ، ولكن كان مخطئا حيث كان له موعد مع محاضرة لا تقل اهمية ومتعة عن الاسلام القتها الدكتورة طويي اسيك من المانيا وعنوانها: حقائق حول المسلمين والعلاقة بين الدولة والطوائف الدينية في المانيا " هذه المحاضرة كانت في كلية الدعوة واصول الدين،اهمية هذه المحاضرة انها جاءت في الوقت المناسب والذي تشهد فيه علاقة الاسلام مع الغرب توترا متصاعد.
وفي نفس الوقت كانت الورشة التي تحمل عنوان " اهمية المكتبات العامة " قد بدات في كلية هند الحسيني بحضور عدد كبير من المختصين والباحثين وعاشقي الكتاب وهم كثر في جامعة القدس التي تعتبر الرائدة في مجال الابحاث العلمية والدراسات.
في نهاية اليوم في جامعة القدس وصل الطالب سعيد الى نتيجة كان قد وصل اليها لكثيرون قبله من طلاب الجامعة ومن المهتمين بالعلم ، وهي ان هذا الجامعة فريدة من نوعها من حيث تنوعها ومكانتها واداراتها التي تتيح الفرصة ليكون الطلاب على اطلاع بكل ما يحدث في العالم ، مما يجعل طالب جامعة القدس جاهز لخدمة مجتمعه الصغير قبل الكبير ، جاهز لخوض مغامرة الحياة بعد ان خاض غمار مغامرة ممتعة اسمها التعلم في جامعة القدس.