موضوع مميز يطرح لأول مرة في الجامعات الفلسطينية، هو رسالة ماجستير للطالبة روان موسى مصطفى سعت من خلاله الى اجراء المقارنة بين الدعم الاجتماعي الرسمي وغير الرسمي لاولئك الذين فقدوا ابناءهم جراء الموت المفاجئ في محاولة لتوضيح العلاقة بين الدعم الاجتماعي وبين تكيف الوالدين لفقدان الابناء ويعمد الى فحص العلاقة بين حدة ردود الفعل والتكيف للفقدان، ومقارنة مدى تكيف الوالدين للفقدان وحدة ردود فعلهم، حسب نوع القرابة مع الابن (اب، ام)، ومستوى التدين، وجيل الابن حين توفى، وظروف الوفاه، ونوع الولد (ابن ام بنت) وذلك في الضفة الغربية والقدس.
يشكل هذا البحث محاولة متواضعة لفتح الباب وشق الطريق لابحاث اخرى مستقبلية في موضوع الفقدان في المجتمع الفلسطيني، وزيادة المعرفة في مجالات الضغوطات والازمات والاستجابات للموت المفاجيء، ومدى تكيف الاهالي الفاقدين ومدى فاعلية الدعم الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني، وتزويد اصحاب المهن الانسانية مثل الاطباء والممرضين والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمعرفة اللازمة والكافية في مواجهة استجابات الفقدان والتعامل معها وفق اسس منهجية علمية.
وتشير نتائج الدراسة إلى أهمية أن يتحمل المجتمع والمؤسسات الاجتماعية والنفسية المسؤوليات المترتبة عليهم إتجاه الأهالي الفاقدين بكل جدية ومسؤولية من خلال تصميم وتقديم البرامج الإرشادية والعلاجية للأهالي الفاقدين التي تعمل على تنمية قدرتهم على مواجهة ما يتعرضون له من مشكلات من خلال تدعيم وتقوية صلابتهم النفسية من خلال مؤسسات الصحة النفسية والإرشاد النفسي والإجتماعي الحكومية وغير الحكومية، وتحسين كفاءة العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية و الخدمات النفسية من أجل مساعدة الأهالي الفاقدين لأبناءهم في موت مفاجئ بشكل مهني ومدروس لمواجهة مثل هذه الحالات، وضرورة القيام بإجراء أبحاث مستقبلية تهتم بالأهالي الفاقدين خصوصا في مجتمع مثل المجتمع الفلسطيني الذي يفرض عليه الاحتلال وظروف الحياة الأخرى مواجهة الفقدان بشكل كبير.
وكانت الرسالة بإشراف الدكتور صلاح الدين وتد والذي كان رئيس لجنة المناقشة، والدكتور سهيل حسنين ممتحنا داخليا، والدكتور غازي يحيى ممتحنا خارجيا.
