القدس – علاء الدين عواد طالب في كلية الطب البشري في جامعة القدس ، كتب شعرا كانت صياغة حروفه وقوافيه و اشعاره تاخذ لمسات الشعر القديم في التصوير و السرد والمعنى ، كتب في شعره عن الحجر و الصرح و البشر و نال من كل من سمعه التأييد و الدعم ، مولع بشعر المتنبي و أبو العتاهية ، الذي يطمح خجلا ان يحيي ذكراهما في شعره ، وأفاقت هذه الموهبة فيه عندما رأى نفسه شخصا يرقى لان يتكلم على مسمع الناس حاملا بيده العلم سلاحا و حسن تقديمه قولا .
يرى المصافح اللسان لا اليد وان العقل البصير خير من البصر و حاول في ذلك اصلاحا يراه في نفسه اولا وفي غيره ثانيــا فهو من الطلبة الذين لهم تجربة طويلة ملؤها المثابرة و الطموح ، يذهل لتفاصيلها كل شخص متواضع الارادة ، لقد استقامت شفاهنا عندما قارنا ماضيه و مستقبله المشرق المختلف كليا و الذي لا يخفى على كل مدرس سواء مدرسة او جامعة .
في مقابلتنا له استوقفتنا ابيات نثرية تحاكي شخصا يقف فوق سطح جامعة القدس ينثر من اللسان شعراً ومن العين دمعا على ما رأى , كيف لا وهو ابن لبلدة قد تخضرم فيها حاله بين ماض و حاضر مختلفان باختلاف ما نهش الجدار منها و صورة الاقصى الذي يرى فيها ملحمة ازلية على جانبها صراع حق و باطل في نزالهما بلاء لناس الى قيام الساعة .
وقد كتب علاء ونشر ما يقارب 500 بيت بين خاطرة و نثرية و قصيدة في مختلف المواضيع ، وكانت معظمها تكتب من جامعة القدس واليها .
" من على سطح جامعة القدس "
إلى القدس أشدو بغير سيف و اعتذرْ
و حزن عميق يلف الصمت فيه ويندثرْ
كيف أبدا بالكلام وعلى اي حال استترْ
و آية من الله انت تشهد فيك كل العبرْ
تنادينا مآذنك من شغلنا فمنــا من هجرْ
وبقيت انت ومن تنادي به فكيف تستعرْ
رفرفت عيوني بين البلاد فما سواك تعتبرْ
و بعد طيرانها استكانت على الجدار تنجبرْ
تَذكر الماضي في طيها وكيف كنـا نعتمرْ
تذرف دمعها على ظل الجدار بعيدا و تنهمرْ
علو عزها طاوع الرياح بدمع من المقل يبشرْ
يعزو صديقي في الريح دمعي وكيف له اظهرْ
باني ارى الاقصى من وراء هذا السور المقفرْ
لامعة قبابه بين السحاب اراها بالذهب تبهرْ
كانها عروسة مكسورة لا يناسبها التمخترْ
قد ضاع فارسها و اغتصبها ذاك الذي تجبرْ
لكنما الارض الخصاب بزرعها لا بالذي يشجر
فارضها عربية يغنيها طبع العربي الذي تجذرْ
حسبكم عروستنا عقيمة على الاعداء تنتهرْ
نخوة من اجلها تعيد الهيبة و المكانـة فتنتصرْ
ابتسمت للحظة و عبست لعدةٍ غايتي التحررْ
اريد مفاجأة تنهي صراع رأسي الذي تفجرْ
فاذا بالاذآن بقربي جعل الحنين فـيّ يطهرْ
حسبت نفسي للحظة في ساحاته اتبحرْ
فاذا انا في سهوتي من قبل صديقي أفرْ
بان ارى مأذنة مسجد جامعتنا ذاك المعمرْ
و مرة الى الشمال ناظر نهاية الصرح الموقرْ
قد كان المشهد يخطف الكلام مني و يُذكرْ
باني من على سطح جامعة القدس أُعبرْ ,,, !