يا جماهير شعبنا العظيم، يا أحرار أمتنا العربية أيها الأصدقاء والمتضامنون مع شعبنا في كل أنحاء العالم
في الوقت الذي يتابع فيه شعبنا ومعه أحرار العالم الحالة الخطرة للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل المعتقلات الإسرائيلية، متوقعين أن تخفف سلطات الإحتلال العسكري عنهم من وطأة بطشها وقمعها وتلبي إحتياجاتهم الإنسانية العادلة وتحسن ظروف حياتهم داخل الأسر وتطلق سراح المزيد منهم فوجئ الجميع بقرار الجيش الإسرائيلي بتمديد فترة إعتقال الأسرى المضربين عن الطعام (طارق قعدان وجعفر عز الدين) لثلاثة أشهر إعتقال إداري جديد لكل منهما وهما يرقدان على سرير العلاج في مشافي المعتقلات، وقد دلل هذا القرار بوضوح شديد على طبيعة التوجه الإسرائيلي المقبل في التعامل مع الأسرى وقوامه الإمعان في إذلالهم وقهرهم وإخضاعهم لإرادته ومشيئته.
وترافق هذا الإجراء الإسرائيلي مع مزيداً من التصعيد والتضيق على شعبنا من خلال توسيع نطاق عمليات الإعتقال داخل المدن والقرى والمخيمات، وقمع الأسرى داخل المعتقلات ومراكز التحقيق والتوقيف، وتوحش عمليات المستوطنين ضد المواطنين الأمنيين في بلداتهم وقراهم ومصادرة الأراضي وإقامة المستعمرات الجديدة، وأضيف إلى كل ذلك إقدام محققوا أجهزة المخابرات الإسرائيلية في يوم 23/2/2013م على قتل المواطن الفلسطيني (عرفات جرادات 30 عاماً) من سكان بلدة سعير في محافظ الخليل، أثناء التحقيق معه في مركز التحقيق في معتقل مجدو بعد تعرضه لتعذيب وتنكيل شديدين خلال خمسة أيام من إعتقاله.
وقد كذب ذوي وزوجة الأسير الشهيد (جرادات) إدعاءات الجيش الإسرائيلي القائلة بأن الأسير (جرادات) توفى نتيجة إصابته بأزمة قلبية حادة، وأفادت زوجته بعد سماعها لنبأ إستشهاد زوجها "بأن ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي دخل البيت لإعتقاله قال له وعلى مسمع المتواجدين في البيت ودع زوجتك وأبنائك لأنك لن تعود إليهم" كما وأكدت بأن زوجها كان بصحة وعافية تامتين ولم يعاني سابقاً من أية أمراض أو أعراض أمراض تذكر.
يا أبناء شعبنا العظيم.
في ضوء كل ذلك أصبح واضحاً للجميع توجه وقرار إسرائيل في التعامل مع الأسرى ومع عموم أبناء شعبنا، الأمر الذي يستدعي منا التوحد خلف رد قوي وموحد يرقى لمستوى التحدي الذي فرضه علينا وجود الإحتلال وسياساته التي لا ترتوي أبداً من دماء الأبرياء والشهداء، وأننا نقول للجميع إنها اللحظة المناسبة للتضامن المناسب والفعال مع الأسرى خلف قضبان المعتقلات ومراكز التحقيق والتوقيف وزنازين العزل والإذلال، والتصدي لسياسة تهويد الأرض وطرد المواطنين من بيوتهم ومضاربهم ومزارعهم.
ونحن على يقين بأن هذا الإحتلال لن يتوقف عن المضي في غيه وسياساته الإحلالية والتصفوية لوجودنا في ديارنا إلا برد جماهيري موحد ومزلزل لمخططاته ومراميه الإقتلاعية البغيضة، ولعل بداية كل ذلك تكون بالتوحد خلف أسرانا الذين أخذوا زمام المبادرة وتقدموا الصفوف وهم عراة الصدور مجردين من أي سلاح سوى سلاح الإرادة والإصرار على تحقيق مطالبهم المحقة والعادلة.
وإنها لإنتفاضة مباركة ومنتصرة بأذن الله
إنتفاضة الأسرى ومواجهة الإستيطان
د.فهد أبو الحاج
مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون
الحركة الأسيرة في جامعة القدس