د
. ابو الحاج : مركز ابو جهاد يستكمل استعداداته لتنفيذ سلسلة فعاليات لنصرة الاسرى
الاسير اشرف سمحة يروي تفاصيل ليلة اعتقاله وتجربة الاسر
تجربة فريدة من نوعها عالميا سجلها الاسرى الفلسطينيون على مدى عقود الاحتلال صمودا وإبداعا وعطاء وتشبثا بالأهداف التي ناضلوا من اجلها : فلسطين حرة مستقلة يعيش اهلها بحرية وكرامة لتأخذ دورها الطبيعي الى جانب كل دول العالم وشعوبه ،وهو حق مشروع وطبيعي لكل شعب ارسته الشرعية الدولية بإقرارها حق تقرير المصير ورفضها لكل اشكال الاحتلال والاستعمار والتمييز . واليوم تتواصل ملحمة صمود الاسرى الفلسطينيين الذين يتطلعون الى دعم ومناصرة كل احرار العالم لتقريب يوم تحررهم من سجون ومعتقلات وزنازين الاحتلال الاسرائيلي .
وضمن هذا السياق كشف د. فهد ابو الحاج مدير مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس عن ان المركز يستكمل استعداداته لتنفيذ سلسلة من الفعاليات لنصرة الاسرى خلال شهر تشرين الاول المقبل.
وسنتناول في هذه الزاوية التجربة الاعتقالية للأسير اشرف جمال محمد سمحة الذي اعيد اعتقاله الشهر الماضي بعد ان قضى ثلاثة اعوام في الاسر :
الاسير اشرف جمال محمد سمحة
الاسير اشرف سمحة من سكان مدينه نابلس \مخيم عسكر القديم ومن مواليد مدينه نابلس بتاريخ 27\1\1988م ، وتعود جذور العائلة الى مدينه اللد المحتلة منذ عام 1948.
ظروف الاعتقال
يصف الاسير اشرف ما اعترى اعتقاله من ظروف فيقول " في ليلة 23\3\2006 والتي كانت ليله شديدة البرودة والظلام دامس كنت قلق ولم استطع النوم بعد …,ولكن بعد أن غفوت لدقائق وفي تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل إذا بهاتفي النقال يرن فاستيقظت العائلة بخوف شديد ماذا هناك من على الهاتف واذا بخالتي التي تسكن بجانبنا تقول لي وهي تبكي لقد دخل الجيش الإسرائيلي بيت خالي الذي يسكن بجانبنا وأيضا وفي هذه اللحظات وقد كان جيش الاحتلال يحاصر المنطقة من جميع الاتجاهات ,وعند طرق باب بيت خالي فتح لهم الباب ابن خالي فتفاجئوا بوجود احد المقنعين يجلس بداخل الآلية العسكرية فساله الضابط هذا هو المطلوب فقام بتحريك يده انه ليس المطلوب فاخرجوا خالي من منزله هو وعدد كبير من الجيران وسألوهم عن منزلنا , في هذه اللحظات كنا نسمع الجيش وهو يصرخ أين بيت سمحة وكنا نسمع صوت الآليات العسكرية تتقدم نحو المنزل من الجهة الاخرى فاحضروا خالي ليكون درع بشري ودخلوا البناية من الناحية الاخرى وفي هذا الوقت كان جميع من في البيت قد جهزوا أنفسهم لساعة الخروج ، وبدأ طرق الأبواب ونحن في حاله من الخوف والقلق ماذا سيحصل فقام ابي بفتح الباب واذا بجنود الاحتلال على باب البيت ويقولون على الجميع إحضار الهويات قمنا بتسليم الهويات كان ينظر في الهوية ويرجعها وعند وصول هويتي ليده نظر ليده الاخرى كان قد كتب رقم هويتي على يده الاخرى فقال لي اخرج ، خرجت وقد تفاجئت بعدد الجنود الذين يحاصرون المنزل ورأيت خالي مشبوحا على الحائط دخلت في زقاق لأصل إلي الشارع وفي الزقاق كان عدد كبير من الجنود وكلما وصلت الي جندي كان يضربني ، وصلت الي الآلية العسكرية وإذا بجندي يقول لي ان ضابط المنطقة يريد التلكم معك تحركت لاصل اليه وحين وصلت قال لي كيف حالك يا اشرف انا كابتن نمر مسؤول مخيم عسكر وقال لي بسخرية سوف تأتي معنا لوقت قصير ربما يوم او يومان ، اسبوع او اسبوعان ، سنه او سنتان وطلب من الجندي اخذي فقام الجندي بوضع الكلبشات بيدي من الخلف ووضع العصبه بعيني و في هذه اللحظات ايقنت ان رحله العذاب والشقاء قد بدات وانا ارتجف من البرد فادخلني الجندي بعنف الي الآلية العسكرية واجلسني بداخلها ، واذا بصفعة قوية على وجهي توقعني على الارض ودخل جميع جنود الآلية وانا تحت اقدامهم وكنت اسمع صوت الضحكات وهم يضربوني وقام جندي بشد الكلبشات وشعرت بان يداي تتقطع والدماء بدات تسيل من يداي ، وكنت اشعر ببرد شديد والم لا يوصف هكذا لاكثر من 5 ساعات وكانو يقفوا ويتحركوا ، وشعرت ببذوغ الفجر وسمعت صوت اذان الفجر وفجأة وقفت الآلية وفتح الباب وقاموا بدفعي من الآلية على الارض فوقعت على ركبتي وشعرت بألم كبير في ركبتي ، فاوقفوني وقالوا لي ان اتحرك وهم يمسكوا بي ، تحركت وانا لا استطيع ان المشي من وجع ركبتي التي اصيبت, بعد ذلك عرفت اني داخل مبنى فقام الجنود بازالة العصبة عن عيناي فوجدت اني في قاعة كبيرة وهي اشبه بقاعة اجتماعات وبداخلها يقارب 50 جندي بجميع اسلحة الارهاب وقال لي جندي باللغة العربية انت مخرب وقام بشتمي وقال جميع الجنود يكروهنك ويريدون قتلك لانك اتعبتهم الليلة فادركت ان جميع من في القاعة من جنود كانوا قد شاركوا بعملية اعتقالي .
في معسكر حوارة
ويتابع الاسير سمحة بالقول ،بعد ذلك قاموا بادخالي الي غرفة الممرض وقال " انت في معسكر حوارة انا ممرض هل تشكو من مرض مزمن قلت لا ولكن ركبتي تنزف ويداي تنزف قال اسئلك عن مرض مزمن قلت لا قال وقع على هذه الورقة " ، فوقعت وقاموا باخراجي الي ساحة كبيرة وانا معصم العينين والكلبشات بيدي فبدات بصراخ من وجعي فجاء احد جنود وبدأ بضربي على ركبتي فوقعت وبدأ هو وجندي آخر بسحبي على الارض واستمربضربي و انا اصرخ من المي لاكثر من ساعتين ضرب متفرق وبعد وقت من العناء ادخلوني للتفتيش ففكوا الكلبشات وازالوا العصبة وبدأت عملية التفتيش ، كانوا يتكلمون معي بلغة عبرية ولم افهم عليهم ماذا يريدون ، وحين انتهوا من تفتيشي ارجعوا الكلبشات والعصبة وقاموا بشدي كي اتحرك وكنت اسمع صوت ابواب تفتح وتغلق خلفي وانا كنت لا احتمل وجعي وبردي ففكوا قيدي وازلوا العصبة عن عيناي كنت اقف على مدخل بركس صغير وتفاجئت ان معي احد معتقل آخر من مخيم عسكر الجديد كان الجندي يتكلم معي وانا لا افهم ماذا يقول , واذا بهم يدخلونني الي غرف المعتقلين حيث كان هناك 12 غرفة فادخلني الي غرفه انا وشاب آخر الي غرفه فتفاجئت بالحالة الغريبة ،حيث الرائحة الكريهة تملأ المكان و الغرف صغيرة ويوجد بداخلها 6 معتقلين ولايوجد بها حمام لايستطيع ان يعيش فيها أي انسان في العالم ، كانت الساعة تقارب التاسعة صباحا ، وقد استقبلني الاخوة هناك ولاحظت على وجه اثنان من الاخوة ضربات ولكمات وحروق لم افهم سبب هذه الحروق ، وبعد وقت قالوا لي انه من التحقيق ، وان هناك محقق في سالم يشعل المكيف على درجه حرارة عالية ويضع وجه الشباب قريب على المكيف لساعات فينحرق وجه الشاب وايضا ضرب غريب على الوجه والعينين .
معركة التحقيق
وبعد 8 ايام نقلوني على سالم على المحكمة العسكرية ،وقد التأجيل 8 ايام للتحقيق وفي اليوم السادس نزلت في الصباح الباكر الي التحقيق بدأت معركة التحقيق بيني وبين المحققين ادخلني الشرطي الي غرفه التحقيق وانا معصب العينين والكلبشات بيداي من الخلف واجلسني على كرسي بارد جدا وبعد ما يقارب 3 ساعات دخل محقق وفك عن عيني وقال لي اتعرفني قلت لا قال لقد تعرفنا من ايام قلت لا اعرفك قال انا كابتن نمر وبدأ بعملية الترهيب والترغيب وبدأ بطرح الاسئلة وانا كنت لا اجيب ويقول لي كل اصدقائك اعترفوا وانت الوحيد يا مسكين سوف تأخد حكمك وحكم غيرك اذا لم تقل لي ماذا فعلتم ، وفجأة سكت وبدأ بطرق الطاولة و بضربي وخرج من الغرفة وبعد ساعة جاء شرطي وقال لي وقع على هذه الاوراق سالت ما هذه الاوراق قال اعترافاتك قلت انا لم اعترف قال اعلم وقع والا ستموت هنا من الضرب فلم اقبل لان الاوراق جميعها باللغة العبرية فبدأ بالصراخ وقال لي انت تريد ان تموت في السجون ووضع الكلبشات بيدي والعصبة على عيني وارجعوني الي معكسر حوارة قضيت في حوارة 33 يوما من العذاب والمعاناة قبل نقلي الي معتقل عوفر .
التنقل بين عدة سجون
استقبلني الاخوة في عوفر واعطوني كل مايلزم وبعد شهرين من وجودي في عوفر كانت اول زيارة ولكن للاسف كانت جميع العائلة مرفوضة ماعدا اخي الصغير ،وكان لقاءه لا يوصف ، فارتحت نفسيا بعد ما اطمئنيت على العائلة وبعد فترة قصيرة تم خطف الاسير الاسرائيلي جلعاد شليط ومنع جميع الاسرى من زيارة ذويهم وقامت ادارة مصلحة السجون بتطبيق سياسة عدم الاستقرارحيث قامت بنقل المئات من الاسرى من سجن عوفر الى سجون اخرى وتم نقلي االي سجن هشارون المركزي دخلت سجن هشارون وقد شعرت اني في سجن حقيقي ، لان عوفر معتقل لايوجد به غرف وشعرت بضيق شديد عندما دخلت الغرفة وحالة نفسية سيئة حيث اني لا اعرف احد و اغلب الاسرى كانوا معتقلين منذ بداية الانتفاضة وكنت انا شبل صغير كان عمري 18 عام واغلب الاسرى قداما وكبار بالسن ولكن الاخوة لم يقصروا بشيْ وشعروا بحالتي وحاولوا مواساتي والوقوف الى جانبي وتأقلمت مع الاخوه وبدأو بتعليمي واعطائي الكتب والجلسات التثقيفية والوطنية ، وأخذت استفيد من خبرتهم وبعد شهرين من دخولي سجن هشارون نزلت المحكمة ليحكم علي 3 سنوات وبعد عودتي الي السجن كنت في حالة سيئة جدا ،نتيجة لاني لم اتوقع الحكم وايضا لعدم وجود زيارات ،وبفضل الاخوة والاصدقاء ساعدوني تجاوزت هذه المرحلة علما ان احكامهم كانت اكثر مني حيث انني اقل حكم في السجن واصغر اسير ,قضيت بسجن هشارون سنة وثمانة اشهر تم نقلي الي سجن النقب وهناك بدأت اشعر بالاستقرار .
اعادة التحقيق ما بعد الحكم
في سجن قالوا لي سوف يعاد التحقيق معك في سالم ،بدأت افكر ماذا يوجد ما الذي حصل جديد ماذا هناك ؟؟؟ وشعور بالخوف والقلق الشديد يملئني بعد ان وصلنا الي سجن هشارون كنت بغاية الفرح عند عودتي الي احبائي واخوتي التي تعودت عليهم ولكن يوجد شيء آخر انا لا املك سوى الملابس التي علي طبعا هذه سياسة ادراة مصلحة السجون ليعذبوا الاسير قدر ما يستطيعون مع العلم ان اكثر شيئ يتعب الاسير ويشعره بظلم وقهر السجون هو التنقل لانه متعب حيث ان السفر يستغرق حوالي 5 ايام خاصة وان وحدة الجيش التي تشرف على نقل الاسرى وتسمى (نحشون) هي اصعب وحدة ، حيث تقوم بضرب واهانه الاسرى ولكن سريعا ما يزول هذا الارهاق عند لقاء الاحبة الذين تعودت عليهم لاكثر من سنة وثمانة اشهر وبعد اشهرقليلة تم نقلي الي اصعب السجون الاسرائليه لكي يعذبونني بآخر اشهر اعتقالي قبل الافراج عني وهو سجن رامون الذي يقع جنوب فلسطين .
الافراج عني واللعب بمشاعري
قبل الافراج عني باربع ايام قاموا بانزالي الى سالم ليقابلني ضابط المنطقه ولكن بعد انتظار اكثر من 5 ساعات في الزنزانة جاء لي مسؤول فرقة النحشون وقال "سوف تعود الي رامون ضابط المخابرات يقول لك لن يتم الافراج عنك بعد كم يوم سوف تبقى عندنا", لم استطيع التفكير ماذا اقول لا اعرف وصف شعوري حينها انا انتظر 3 سنوات لاصل الى هذا اليوم ماذا افعل لا شئ يصف حالتي بهذه الساعة قاموا بإعادتي الي سجن رامون ، رفضت الدخول الى الغرفة فجاء ضابط وقال لي تغير موعد افراجك لا نعلم ما السبب ولكن لن يكون بعد يومين ، شعور صعب جدا انتابني لم استطع التلكم برد جسمي وبدأت بالتعرق وشعرت بدوار وصعوب في النظر والنطق ودخلت وانا لا ارى احد ولم اتكلم سوى بضع كلمات انه تم تمديد سجني وضعت نفسي على سريري ونمت وكان بعد ايام قليلة عيد الاضحى و المفروض ان اكون بين اهلي قبل العيد باربع ايام ، صباح يوم العيد عند الساعة 10 صباحا تم ابلاغي من قبل شرطي ان احضر نفسي للنقل الي سجن النقب بعد لحظات قال لا الي عوفر لا اعرف ماذا يحصل وماذا أفعل وبعد دقائق قال افراج لم اصدق هم يتلاعبون بمشاعري ويكذبون ، خرجت ولم اعرف هل اودع اصدقائي واحبائي ام اني عائد لهم بعد بضعة شهور واني منقول الى سجن آخر ، ولكن عند الساعة 3 بعد العصر تم ابلاغي بشكل جدي انني مفرج عني وكانت فرحة ناقصة ، لقد اضاعوا علي فرحتي بهذا اليوم لم اودع اصدقائي ,نقلوني الي سجن بئر السبع ومن ثم انزلوني على حاجز الظاهرية الذي يقع جنوب مدينه الخليل وكان يوم 8 \12\2008 كان هناك بعض الاهالي قاموا باستقبالنا انا ومن كان معي ، وهنا شعرت بالألم على الاخوه الاسرى الذين تركتهم خلفي في سجون الاحتلال بعد فترة من الزمن التحقت بجامعة القدس من اجل اكمال دراستي الجامعية .
وكان قد تم اعتقاله للمرة الثانية اثناء ذهابه الى الاردن لزيارة احد اقاربه المريض بتاريخ 22\8\2012م .