ألام من نوع خاص يكابدها اولئك الذين لا زالوا قابضين على الجمر في معتقلات وزنازين الاحتلال الاسرائيلي وأبناء عائلاتهم ،اطفالهم او امهاتهم وإباؤهم او اخواتهم وإخوتهم او زوجاتهم او اعزاؤهم او كل من لا زال ضميره حيا يشعر بأولئك الذين ضحوا ولا زالوا من اجل حرية شعبنا واستقلاله،فما بالك اذا كان بعض هؤلاء الاسرى يخوضون ملحمة اضراب مفتوح عن الطعام منذ اسابيع بل ومنذ شهور كما هو حال الاسير سامر البرق الذي يقترب اضرابه عن الطعام من نهاية شهره الرابع والأسرى حسن الصفدي (86) يوما وأمين الشروانه (74)يوما وسامر
العيساوي(43)يوما وغيرهم حيث صراع الارادات مع سلطات السجون وحيث الاقتراب من قمة التضحية وقمة الالم الانساني … في الوقت الذي يصمت فيه الكثيرون خاصة اولئك الذين رددوا على مسامعنا دوما شعارات حقوق الانسان او الذين تغنوا باسم الاسرى وقضيتهم !.
وجه الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، نداءً عاجلاً للهئيات والمؤسسات المحلية والدولية المهتمة بحالة الاسرى وحقوق الانسان، حذر فيه الجميع من مغبة إمعان وإصرار إسرائيل على المضي قدما في تجاهلها لمطلب الأسير (سامر البرق 35 عاماً) وكافة الاسرى المضربون عن الطعام في هذه الفترة داخل السجون الإسرائيلية، وهم (سامر البرق 114 يوم) و (حسن الصفدي85يوم)و(أيمن الشروانه73يوم)و(سامر العيساوي42 يوم) ومن المعروف بان الاسير البرق قد تم إعتقاله على معبر الكرامة اثناء عودته من الباكستان في 11/7/2010م، وهو من سكان مدينة قلقيليه.
وإبلغ للمرة الاولى بقرار إعتقاله إدارياً، ومنذ ذلك التاريخ تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتجديد قرارات إعتقاله إداريا المرة تلو الأخرى، حيث بلغ عديد المرات التي جدد فيها قرار إعتقاله لغاية الأن خمس مرات.
وقد سبق للاسير البرق أن خاض اضرابا مفتوحاً عن الطعام مع زملاءه الأسرى في 15/4/2012م، وأنهى إضرابه معهم في 10/5/2012م، وعاد وأستانف إضرابه الفردي والحالي في 22/5/2012م، وبهذا يكون الاسير البرق قد دخل يومه الرابع عشر بعد المئة وذلك بعد تجديد قرار الإعتقال الإداري له، وقد تم عزله في زنازين سجن عوفر لمدة سبعة عشر يوما بعد هذا الإضراب مباشرة،، وبتاريخ 28/8/2012م تم تحويله الى مستشفى (أسف هروفيه) ومكث فيه يومان، والى غرفته داخل المشفى وصلت قاضية إسرائيلية ومحاميه (جميل الخطيب) وممثل عن الادعاء الاسرائيلي، ورجل شرطة، وأبلغه هؤلاء بقرار تثبيت أمر إعتقاله إداريا لمدة ثلاث شهور، وأخبروه بان هناك مواد جديدة ضده أضيفت الى ملفه.
واشار د .ابو الحاج الى ان الأسير البرق فقد من وزنه 35 كغم، وكان قياس ضغطه في يوم الخميس 6/9/2012م، 90 / 94 ونبضه 50 ،ويعيش الأسير البرق على الماء والملح فقط وابر الجليكوز، ولا يتناول أيء شيء من البروتينات، ولا يتمكن من الوقوف على قدميه، ويعاني من عدم التوازن العام وتردي شبه كامل في وظائف أعضاء جسمه الرئيسة كالكلى والكبد والبنكرياس وضعف النظر وضمور العضلات، بالاضافة الى ذلك فهو محروم من الاستماع للراديو او التلفزيون وقراءة الصحف، ويقوم الصليب الاحمر بزيارته مرة واحدة كل أسبوع.
بسبب ذلك إضطر طبيب مصلحة السجون الإسرائيلية العامة الى تقديم ملف طبي حول حالة الاسير البرق لقاضية محكمة عوفر العسكرية، أستمعت أليه هيئة الدفاع عن البرق والنيابة الإسرائيلية العامة، والذين تواجدوا في قاعة المحكمة، ويؤكد هذا التقرير على صحة ما تقدم ذكره من تداعيات على حالته الصحية، والتي وصفها التقرير بالخطيرة جداً، وبين التقرير أيضاً إن البرق قد يتعرض إلى تغيير جذري في حالته الصحية وأي نكسة مفاجئه دون أن يكون هناك أي مقدمات، الأمر الذي يمكن أن يؤدي للموت المفاجئ، وأن استمرار إضرابه عن الطعام قد يؤدي إلى أضرار في جسمه لا يمكن علاجها لاحقاً.
وأعتبر نفس التقرير بأن الأسير البرق بحاجة إلى مراقبة صحية في المشفى، وإن تناوله بعض الفيتامينات والسكر ومواد أخرى مدعمة لا يمكن أن يكون بديلا عن الطعام ولا يمكن أن يكون سببا في عدم تعرضه لأي خطر( الوفاة).
وأفاد ذوي الأسير البرق، على لسان نجلهم الأسير" بإنه قد تم نقل الأسير المضرب عن الطعام (حسن الصفدي) إلى مشفى (أساف هروفيه) لانه يعاني من دوخة وضعف في الرؤيا، وتم إعطاء الأسير أيمن الشراونه إبرة في عصب القدم اليسرى، ويقدم له محلول جيلكوز أيضاً.
ويصف الأسير البرق وضعه في مشفى (أساف هروفيه) بإنه كان مكبل اليدين والقدمين بالسرير الذي يرقد عليه، وكانت يده اليمنى موصولة بابرة (جليكوز)، وفي 29/8/2012م تم إعادته الى مشفى سجن الرملة، وهناك تم إيداعه في غرفة لوحده في قسم (ميغن – قسم الامراض النفسية) لمدة ساعتين وذلك للضغط عليه لفك إضرابه، وكان الوضع سيء للغاية، حيث كان باقي المرضى في الغرفة المجاورة يصرخون ويبكون، ومن ثم تمت اعادته الى قسم الأسرى المرضى.
السيرة الذاتية
وفيما يلي ملخص التجربة الاعتقالية والنضالية للاسيرة المحررة أريج عروق كما روتها بنفسها :
اريج مصطفى محمد عروق ، من مواليد 6-6-1980 ،وهي عزباء ،وتحمل شهادة البكالوريوس في الفن التشكيلي ،وقد اعتقلت بتاريخ 27-7-2003 ،وافرج عنها بتاريخ 24 -5- 2007 ، وقد التقاها طاقم المركز ،وقام بتوثيق تجربتها التي يغلب عليها الاهتمام بالجانب الفني واستخدام ذلك في تجسيد القضايا الوطنية على النحو التالي:-
البداية
أثناء إلتحاقي بجامعة النجاح الوطنية مارست بدايات العمل الوطني من خلال حركة الشبية الطلابية في الجامعة عبر المشاركة في الفعاليات المختلفة من ندوات ومعارض ومهرجانات وأنشطة متعددة، وأثناء تلك المرحلة انضممت للعمل التنظيمي من خلال خلية ومجموعة مقاومة للاحتلال، وفي شهر تموز 2003 تم اعتقالي على حاجز حوارة العسكري وبعدها تم اقتيادي الى معسكر حوارة واحتجزوني هناك لمدة يومين ومن تم نقلي للتحقيق في مركز الجلمة حيث استمر ذلك لمدة شهرين مورس ضدي خلالها ابشع صنوف القهر والتعذيب النفسي والجسدي حيث الضرب الجسدي نسبيا بالاضافة الى الحرمان من النوم لمدة ثلاثة ايام متتالية عدا عن الشبح والحرمان من الطعام والتهديد بهدم البيت والتحقير والضغط النفسي المستمر الامر الذي ترك إضطرابات صحية في الغدة نتيجة لذلك القهر .
وخلال عملية نقلي الى سجن نفي ترستا في الرملة تم عزلي لمدة يوم وبعدها تم إنزالي الى اقسام السجن مع بقية الاسيرات وبعد نحو شهر من وجودي قمنا كأسيرات بخوض اضراباً مفتوحاً عن الطعام إستمر نحو 20 يوماً بشكل متواصل وذلك إحتجاجا على سياسة إدارة السجون، وبهدف تحسين شروط اعتقالنا وفي شهر تشرين اول خضنا اضراب آخر عن الطعام لمدة نحو 18 يوم في سجن الرملة وذلك لاسباب تتعلق باوضاعنا ورفض سياسة التفتيش العاري والعزل والغرامات والإهمال الطبي والعقوبات الأخرى .
وتهدف سلطات الإحتلال من عمليات الاعتقال الى خلق حالة من الاحباط والتيئيس والحد من طموحات الانسان الفلسطيني ، وطالت عمليات الاعتقال نحو 750 ألف فلسطيني منهم حوالي 15 ألف اسيرة فلسطينية منذ عام 1967،وشملت الاعتقالات مختلف فئات وشرائح الشعب الفلسطيني من طلاب وعمال وفلاحين وادباء وكتاب وفنانين وصحفيين ومهنيين،ولكن العقل والإرادة الفلسطينية للحركة الأسيرة حولت تلك السجون الى محطات نضالية تعزز الانتماء والثقافة والوعي السياسي والاجتماعي والوطني والإنساني،وأنا كأسيرة محررة تعرضت لمختلف اشكال الضغط والتعذيب خلال الاعتقال صممت على تحدي قيود السجن والسجانين بالارادة والعقل وكان ذلك من خلال اصراري على عمل شيء من شأنه ان يخفف معاناتنا كأسيرات ويزرع في نفوسنا طاقة دائمة مملوءة بالامل والتفاؤل ، وهذا ما جعلني ان ابدأ بالعمل على عمل رسومات جدارية داخل السجن من ادوات وامكانيات بسيطة جدا .
تجربة الإعتقال والأسر
أتت الفكرة بالأساس من خلال الإهتمام والموهبة الشخصية والدراسة وخلال الاعتقال تبلورت لدي فكرة بضرورة كسر حالة الروتين اليومي ومنح الأسيرات بارقة أمل وانعتاق الأفكار وتحررها من حالة الاعتقال وتم ذلك عبر رسم لوحات جداريه داخل المعتقل تمنح الأسيرات حالة الأمل والتفاؤل،وتم الرسم بامكانيات بسيطة اشتملت على اعقاب السجائر والبهارات للألوان،حيث قمت برسم نحو 30 لوحة جداريه تتعلق بالطبيعة والتراث الفلسطيني بما يعمق الأمل والتفاؤل في حياة الأسيرات .
وبعد إنتهاء مدة محكوميتي واطلاق سراحي واصلت كفاحي في الحياة وقد أثر في ذلك الاستقبال الدافىء من الاهل على حاجز جبارة بمنطقة طولكرم وشكل ذلك حافزا إضافيا لي لمواصلة تعليمي الجامعي والحصول على درجة البكالوريوس من جامعة النجاح الوطنية في مجال تخصص الفن التشكيلي .
فكرة المتحف
ومع التحرر من الأسر والتخرج من الجامعة تبلورت ونضجت الفكرة بأهمية وجود متحف وطني يوثق بالرسم والفن والمجسمات توثق التجربة الاعتقالية والتحقيق والتعذيب والصمود بما يشكل مصدراً وطنياً للذاكرة الفلسطينية ونقل المعاناة للوفود الزائرة والإبقاء على قضية الأسر والاعتقال حاضرة في الذاكرة والتاريخ.
وكان لتجربة الإعتقال المتبوعة والمرتبطة بالتحصيل الأكاديمي المتخصص أساس للإبداع وصقل الفكرة وتحويلها لواقع ملموس،وكان انعدام الامكانيات وعدم توفر المكان المناسب عقبة أساسية امام النجاح، ومع وجود جاهزية واستعداد من بلدية لازفينيا في ايطاليا بتمويل جزء من المشروع فقد شكل ذلك حافز للتطوع واالعمل بجدية لتنفيذ جزء من المشروع وبشكل متواضع في مكان بسيط داخل مبنى البلدية في جنين.
تم انجاز المشروع الأولي بعد جهد وعمل دام ثلاثة أشهر وبدعم معنوي من وزارة الأسرى ووزارة الحكم المحلي من خلال زيارة الوفود والوزراء والمحافظ والفعاليات المجتمعية .
وان اللوحات الفنية والمجسمات تجسد صورة واقعية وفنية لتصوير ونقل تجربة الإعتقال للأسرى والأسيرات، الاطفال والشيوخ والنساء فجميعهم تعرض للتعذيب القاسي والشبح والتقييد بأشكال مختلفة خلال الاعتقال وهذه جرائم من الاحتلال لابد من كشفها للعالم واتطلع لوجود متحف وطني كامل يوثق المعاناة والابداع والصمود للاسرى من خلال وزارة الاسرى والمؤسسات المختصة بالأسرى .
واعتبر الفن بشكل عام جزءً من المقاومة العصرية والثورة الفكرية والثقافية والفن التشكيلي له دور مميز في ذلك ، وان تجربة الاسر للفنانين التشكيليين تتطلب اتخاذ عدة خطوات لتعزيز هذه التجارب من خلال :
1. توفير قاعدة بيانات شاملة عن الأسرى الفنانين التشكيليين.
2. توثيق إنتاجهم الفني بما يخدم الانتماء والمقاومة الإنسانية.
3. تعزيز فرص إقامة المعارض الفردية والجماعية وتوفير سبل الموارد المادية للاستمرارية الإنتاج الفني والثقافي للأسرى والأسيرات .
وقد شاركت في العديد من الانشطة العامة مع وزارة شؤون الاسرى والمحررين واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ومركز ابوجهاد لشؤون الحركة الاسيرة وجمعية مسيرة للاسيرات المحررات،ومركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بالاضافة للجان المرأة وحركة فتح وقمت بتصميم عدة رسومات ولوحات فنية تجسد معاناة الاسرى والاسيرات وتم نشرها في فعاليات وزارة الاسرى ليوم الاسير عام 2011و2012 وشاركت في عمل جدارية يوم الاسير بالتعاون مع مجموعة من الزملاء على مدخل بلدة عرابة في جنين ، بالاضافة لمشاركتي في انشطة شبابية مع ملتقى الطلبة ومؤسسات اخرى بما فيها البدء بتأسيس ملتقى للفنانين التشكيليين بمنطقة جنين .