نظمها مركز ابو جهاد ومركز الدفاع عن الحريات والهيئة العليا لشؤون الاسرى… ندوة حول الشهيد القائد عمر القاسم في ذكرى استشهاده ال 23 بالأسر
د. فهد ابو الحاج : من القلائل الذين امتلكوا الثقافة والتعليم والسياسة والثورية في وقت مبكر
نظمها مركز ابو جهاد ومركز الدفاع عن الحريات والهيئة العليا لشؤون الاسرى
ندوة حول الشهيد القائد عمر القاسم في ذكرى استشهاده ال 23 بالأسر
ملوح : نزل الى الميدان حاملا سلاح العلم والثقافة في مواجهة الاحتلال
د. واصل ابو يوسف : مزج بطريقة رائعو بين سلاح العلم ونضال الميدان
قيس عبد الكريم : امتاز على المستوى الشخصي بالتواضع ونكران الذات
د. فهد ابو الحاج : من القلائل الذين امتلكوا الثقافة والتعليم والسياسة والثورية في وقت مبكر
الزبري : احياء الذكرى تكريم للشهداء وتقدير لتضحياتهم ويذكرنا بواجبنا تجاه آلاف الاسرى
هم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ليرسموا لشعبنا طريقا واضحا الى الحياة بعزة وكرامة ، ضحوا عبر هذا الطريق الشاق والطويل نحو الحرية والاستقلال، فكان منهم من استشهد في ميدان المعركة أو طالته يد الاغتيال أو استشهد في أقبية التعذيب والاسر. وفي الرابع من هذا الشهر حلت الذكرى الثالثة والعشرون لاستشهاد القائد عمر القاسم في الاسر بعد سنوات طويلة حافلة بالنضال والعطاء والتضحية قبل الاسر وخلاله، فكان امثال وقدوة يحتذى في الصمود والتضحية والتواضع والوحدة.
وقد كان لاستشهاده بعد سنوات طويلة في الاسر وقع مؤلم على كل شعبنا الذي شارك بكل اطيافه في الوطن بتشييع جثمانه في القدس التي رفرفرت فيها الاعلام الفلسطينية.
وضمن هذا السياق قال الدكتور فهد ابو الحاج المدير العام لمركز ابو جهاد أن احياء ذكرى شهداء شعبنا، بما في ذلك شهداء الحركة الاسيرة انما يستهدف اطلاع هذا الجيل والاجيال اللاحقة على التضحيات العظيمة لهؤلاء الشهداء دفاعا عن الحق والعدل والحرية وبمثابة وفاء لهؤلاء الشهداء الذين عبدوا الطريق لشعبنا نحو الحرية والاستقلال.
واكد د. ابو الحاج أن استشهاد القائد القاسم قبل سنوات طويلة داخل الاسر، وما سبقه من استشهاد اسرى آخرين وما تبع استشهاده ايضا من استشهاد اسرى جراء الظروف القاسية واللاانسانية التي تفرضها سلطات الاحتلال إنما يؤكد ان اسرائيل تواصل استهدافها للحركة الاسيرة وهو ما يتطلب تحركا مكثفا ومتواصل وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية محليا واقليميا ودوليا لالزام اسرائيل بتغيير نهجها وتعاملها مع الاسرى والزامها باحترام القانون الدولي واتفاقيات جنيف وصولا الى اطلاق سراح كافة الاسرى.
وقد عقدت الندوة في قاعة بلدية البيرة ، وشارك فيها عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح ،والدكتور واصل ابو يوسف ، وقيس عبد الكرمي عضو
املجلس التشريعي ،والامين العام المساعد للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، بالاضافة الى مدير عام مركز ابو جهاد الدكتور فهد ابوالحاج وتيسير الزبري رئيس مجلس امناء مركز الدفاع عن الحريات، وبحضور واسع من ممثلي المؤسسات الرسمية والمؤسسات التي تعنى بالحركة الاسيرة ،وحشد من الاسرى المحررين وذوي الاسرى.
د. فهد ابو الحاج
وافتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من قبل الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام المركز ، رحب فيها باسمه وباسم اسرة جامعة القدس ممثلة برئيسها الدكتور سري نسيبة وكافة العاملين فيها بالحضور ، في الندوة التي المخصصة لاحياء الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد القائد الوطني الشهيد عمر القاسم ،والتي أتت ضمن سلسلة انشطة وفعاليات مركز ابو جهاد الهادفة الى تخليد ذكرى وسيرة الابطال الذين صنعوا المجد لابناء شعبهم ، ليبقوا خالدين في سجل النضال والتضحيات العظيمة التي خاضها ولا يزال ابناء شعبنا في سعيهم لنيل الحرية والاستقلال .
واستعرض د . ابو الحاج بذكر ابرز المحطات في سيرة الشهيد عمر القاسم والذي ولد في الثالث عشر من تشرين الثاني من العام 1941م في مدينة القدس القديمة ، حيث ترجع أصول عائلة الشهيد الى بلدة "حبله" قضاء محافظة قلقيلية، وينحدر من عائلة عدد أفرادها تسعة أفراد (ستة من الذكور وثلاثة من الإناث ) ،وقد إلتحق بحركة القوميين العرب في مطلع شبابه وكان مثقفاً ونشطاً وفعالاً ومؤثراً بذات الوقت ، وسافر إلى خارج الوطن وإلتحق بمعسكرات الثورة الفلسطينية وحصل على العديد من الدورات العسكرية ، وبتاريخ 28/10/1968م ، قرر العودة إلى أرض الوطن وبعد اجتيازه لنهر الأردن وهو على رأس مجموعة فدائية من الكوادر كان هدفها التمركز في رام الله ، لكنها اصطدمت بطريقها بكمين إسرائيلي قرب قرية كفر مالك ، ولم تستسلم المجموعة وقررت القتال رغم عدم تكافؤ المعركة ، وبعد نفاذ الذخيرة تمكنت قوات الإحتلال من أسر المجموعة وقائدها عمر ، وأخضع هو ومجموعته لتعذيب قاسي جداً ، ومن ثم أصدرت المحكمة العسكرية على الشهيد حكماً بالسجن المؤبد ، وزج به في غياهب السجون ، وتنقل خلال فترة اعتقاله الطويلة بين العديد من السجون وأقسامها وغرفها .
وقال د. فهد ابو الحاج انه يصادف يوم الرابع من حزيران من كل عام، ذكرى استشهاد القائد الوطني الفلسطيني عمر محمود القاسم، ويوم الرابع من حزيران هذا العام 2012م، تكون الذكرى الثالثة والعشرون لأستشهاد القائد، هذه الذكرى العزيزة، على قلب كل مواطن فلسطيني حر، وعلى كل أبناء شعبنا المناضل في كل مكان، فأصدقاء الشهيد، ورفاقه في السجن، وخارجه، وفي كل بقعة من ارض الوطن، وفي الشتات، يعرفون من هو الشهيد عمر القاسم، والذين يعرفونه ايضا باسم (ابو الجاسم) وايضا "مانديلا فلسطين " ، وقال انه من خلال احياء ذكرى استشهاد القاسم، فإننا نحيي ذكرى كل الشهداء الفلسطينيين الأبطال، الذين سقطوا على ثرى ارض فلسطين، وفي ساحات النضال المختلفة، خلال معركة النضال الطويلة والمريرة، ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني .
واضاف انه على الرغم من قساوة السجن والسجان ، و الشروط الحياتية القاسية ، والمعاملة اللاإنسانية إلا أن الشهيد عمر القاسم ، لم يستسلم للواقع المرير فكان صلباً مخلصاً عنيداً غيوراً وصبوراً كصبر الجمال ، لم يساوم على مبدأ ، وكان من القلائل الذين يمتلكون الثقافة التنظيمية والسياسية والثورية ، فلعب دوراً بارزاً في وضع اللبنات الأولى لعملية التثقيف التنظيمي والسياسى وساهم بوعيه وثقافته في التعبئة والحشد المعنوي في إعداد الأسرى وفي مواجهة إدارات القمع الإسرائيلية لتحسين ظروف الإعتقال فشارك مع إخوانه الاسرى في العديد من الإضرابات عن الطعام بل وكان من أبرز الداعين لتلك الإضرابات ومن قيادتها ، كما وشارك في العشرات من الخطوات الإحتجاجية ، ونسج علاقات قائمة على الإحترام فحظى بإحترام الجميع ، ففرض نفسه بقوة على الساحة الإعتقالية بأخلاقه وسلوكه وحفر إسمه بحروف من نور بمواقفه البطوليه ، وغدى القاسم نموذجاً وقائداً ليس لرفاق الجبهة الديمقراطية فحسب ، بل ولكل الحركة الوطنية الأسيرة .
وعدد د. ابو الحاج جملة من مواقفه البطوليه ،منها انه عندما قامت مجموعة مسلحة تابعة للجبهة الديمقراطية بتنفيذ عملية " معلوت " في الجليل وإحتلال مبنى ورهائن ، إستدعت إدارة السجن الشهيد "عمر القاسم" ومعه الشهيد " أنيس دولة " وأخذوهما على متن طائرة مروحية الى مكان العملية وساوموه وطلبوا منه أن يتحدث للفدائيين لتسليم أنفسهم واطلاق سراح الرهائن ، مقابل تخفيف الحكم عليه فما كان من عمر الا ان اخذ الميكروفون مخاطبا ابطال الديمقراطية قائلا لهم " ايها الرفاق نفذوا ما جئتم من اجله فعدوكم غدار " فما كان من الفدائيين الابطال الا ان قاموا بتفجير المعسكر الذي استولوا عليه واحتجزوا فيه مئات الجنود الاسرائلين فاستشهد الرفاق الثلاثة زياد ولينو وحربي وسقط المئات من جنود الاحتلال ما بين قتيل وجريح ، وعلى اثر ذلك مارست دولة الاحتلال كافة انواع التعذيب ضد القاسم ورفضوا بعدها اخلاء سبيله في صفقة تبادل الاسرى في العام 1985 .
واوضح ان الشهيد القاسم قد عانى خلال مسيرة حياته خلف القضبان على مدار واحد وعشرين عاماً العديد من الامراض في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون ، حتى كان الموعد مع الاستشهاد في الرابع من حزيران عام 1989م ، وشارك في تشييع جثمانه الآلاف من جماهير شعبنا وقياداته السياسية ودفن في مقبرة الأسباط في مدينة القدس ، كما أقيمت للشهيد مسيرات وجنازات رمزية ومظاهرات عمت أرجاء الوطن وفي العديد من الأقطار العربية ، وقد إحتل مكانة مميزة في قلوب كل الشرفاء والأحرار وكُتبت له القصائد والأشعار ، وحملت العديد من العمليات العسكرية اسمه وزينت الشوارع بإسمه وصوره وتغنى ولا زال يتغنى بإسمه المقاتلون .
وقد استشهد القائد عمر القاسم، بعد مشوار طويل قضاه في غياهب سجون الاحتلال، متنقلا من سجن إلى سجن، ومن زنزانة إلى زنزانة، بحيث لم يبق سجن واحد لم يزره، ولا سجين واحد لم يعرفه، أو لم يلتق به، فكل الاسرى منذ عام 1968م وهو تاريخ اعتقاله، وحتى يوم استشهاده في الرابع من حزيران 1989م، عرفوه مناضلا صلبا، وقائدا فذا في سجون الاحتلال، مارس النضال داخل وخارج السجن، بأروع صوره، فأطلق عليه زملاؤه بالمعتقل، شيخ الأسرى والمفكرين.
ومن اروع ما قال الشهيد القاسم ، جزء مما كتبه في رسالة الى احد اصدقائه حيث يقول فيها " لكل كائن حي، دورة حياة، وبعد أن تكتمل هذه الدورة، فان الحياة تلفظه جانبا، ويبقى كذلك، إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة " ،وفي اجزاء من رسالة اخرى يصف بها الحال التي عليها الاسرى فيقول " إن العزاء الوحيد لنا في السجن، هو وجودنا على ارض الوطن، والتعرف على أبناء صهيون عن قرب، من خلال وجودنا معهم وجها لوجه، أنتم ربما تقرؤون، أو قرأتم عن الصهيونية في الكتب والمجلات، ولكننا ونحن داخل السجن، نلمسها طيلة أربع وعشرين ساعة في اليوم " .
وختم د . ابو الحاج بان هذا جزء يسير من الحياة النضالية للشهيد القاسم، والذي ستبقى ذكراه خالدة في روح شعبه، وروح القادة المناضلين امثاله، طال الدهر ام قصر، وسيقى خالدا كخلود الشمس، وستبقى ذكرى شهيدنا القاسم، خالدة في قلوبنا، خلود الدهر، وعبر عن امله في تسليط الضوء من خلال الندوة على محطات أخرى من التاريخ الحافل الذي حضى به الشهيد القاسم .
تيسير الزبري
بدوره اشار الاخ تيسير الزبري رئيس مجلس امناء مركز الدفاع عن الحريات ، الا انه من الواجب على الكل الفلسطيني تقدير مثل هذه الفعاليات ،التي تحفظ سير ابطال الحركة الاسيرة ،ومن صنعوا المجد والخلود بارواحهم ، وانه ليس بالامر المستغرب ان يقوم مركز ابو جهاد بالاشتراك مع مركز الدفاع عن الحريات باحياء ذكرى استشهاد القائد عمر القاسم ،الامر الذي يدل على تقدير تلك المؤسستين للبطولات الخارقة لهؤلاء الابطال .
وتطرق الزبري الى ان تراكم مثل هذه الفعاليات والانشطة ، ما هو الا اكمالا للنهج الذي تقوم عليه القيادة الفلسطينية في سبيل نيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، كما ان مثل هذه الفعاليات سيبقى يذكرنا بواجبنا تجاه ما يقارب 5000 اسير واسيرة ،والذين يتطلبوا منا العمل الدؤوب لاطلاق سراحهم ،وهو واجب وطني وتاريخي تتحمله القيادة الفلسطينية بكل مكوناتها ، وختم كلمته بتوجيه التحية الى مجمل الانشطة التي يقوم عليها المركز والهيئة العليا لمتابعة شؤون الاسرى ،وكل المؤسسات والفعاليات الوطنية الساعية لاطلاق سراح الاسرى .
عبد الرحيم ملوح
من جانبه شكر الاخ عبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كل الجهات القائمة على تنظيم الندوة ، والتي تصب في خدمة المشروع الوطني التحرري ، وتبقي الدور الابرز لتعزيز الانشطة الوطنية الملتزمة بالقضية ،بكل ما فيها من قضايا ارهقت الضمير العالمي ،وعلى رأسها قضية الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي .
ولفت ملوح في بدء حديثة عن سيرة الشهيد القائد عمر القاسم ، الى تاريخ استشهاده ،والذي اتى في مطلع شهر حزيران ،مشيرا ان هذا الشهر يعد من شهور المعاناة في ذاكرة الشعب الفلسطيني ،وتملئه الذكريات المؤلمة والعزيزة بالوقت نفسه على قلوبنا ، حيث احتلت الاراضي اللبنانية في نفس تاريخ استشهاد القائد عمر القاسم في الرابع من حزيران ، وجرى في السادس من حزيران احتلال الاراضي الفلسطينية والعربية فور انتهاء حرب العام 1967 ، كما انه الشهر الذي ضم به الكيان الصهيوني مدينة القدس ، ومن خلال احياء الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد عمر القاسم ،فان الذاكرة تعود بنا الى كل هذه الاحداث والتي لا زال ابناء شعبنا يعاني من آثارها .
واشار ملوح الى انه تعرف شخصيا على عمر القاسم في العام 1967، وبالرغم من بروزه في المجالات الثقافية والابداعية والتنظيمية ، الا انه اصر بالوقت نفسه على حمل السلاح والنزول الى ميدان المعركة في ارض الوطن ، رافعا شعار العلم والثقافة في مواجهة الاحتلال ، وعزز القاسم من القيم التي تنادي بأن الانعتاق من الاحتلال يتطلب منا التضحيات الجسيمة ، وان نضحي باغلى ما نملك .
واضاف ملوح انه تجسيدا لقناعات القاسم تلك ،فقد قاد بالعام 1968 دورية ، وتسلل عبر تلال "كفر مالك " ، هادفا الى الاشتباك مع العدو وجها لوجه ، وهو الامر الذي تم فعلا ، وكان نتيجته ان وقع القاسم باسر قوات الاحتلال ، ليبدأ مشوارا آخر ليس اقل اهمية من داخل سجون الاحتلال ،ويؤسس مع من عاصره من الاسرى ،لثقافة نضالية اخرى من داخل السجون ،ويسجل فيها انتصارا آخر الى لحظة استشهاده .
ونوه ملوح الى ان الشهيد القاسم بذكراه التي تحل علينا بهذه اليوم ،يذكرنا بواجبات عديدة علينا القيام بها وانجازها ،واولى هذه الواجبات ،هو حماية وصيانة وحدتنا الوطنية ، لانه ومن معه ضحوا من اجلها في ارواحهم ،واشار في هذا السياق الى الحالة المتباينة فيما بيننا كفلسطينيين ،وما بين دولة الاحتلال ،ففي ظل انقسامنا وعجزنا عن النجاح في استعادة الوحدة ،فاننا نجد ان دولة الاحتلال ترص صفوفها في مواجهة الاخطار المحدقة بها ،لتعلن عن حكومة وحدة وطنية ائتلافية ، ولذلك يجب علينا تدارك ما فاتنا من زمن وانجاز وحدتنا فورا .
وعاد وذكر بدور الشهيد القاسم في القيادة الوطنية سواءا داخل السجون او خارجها ، فعدا عن اسهاماته العديدة في البناء التنظيمي والثقافي داخل السجون ، فقد لعب الشهيد القاسم دورا قياديا اثناء الانتفاضة الاولى ،والتي استشهد في اوجها ،فهو ومن داخل سجنه كان له دورا في تعزيز وتعميق فهم المطالب الوطنية ،بالاضافة الى الارشادات والتوجيهات التي قام بها تجاه ابطال الانتفاضة الاولى والذين التقاهم في سجنه .
وختم ملوح حديثه ،بالتركيز على الظرف السياسي الحالي سواءا داخليا ام عربيا ،مشيرا الى ان ما قامت به العديد من الشعوب العربية من ثورات قد يعود على القضية الفلسطينية بالمنفعة ،وذلك بشرط ان نعي المرحلة ،وننجح في ادارة امورنا موحدين على برنامج تحرري يجمع الكل الفلسطيني ، وان نعتبر مما حققه الاسرى من نجاح كبير بوحدتهم واتفاقهم على برنامج مشترك ، متمنيا ان ينال اسرانا حريتهم في ظل الدولة الفلسطينية المستقلة .
قيس عبد الكريم
بدوره قدم الاخ قيس عبد الكريم عضو المجلس التشريعي والامين العام المساعد للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ،شكره الى الجهات القائمة على الندوة ، واشار الى ان حزيران شهرا مؤلما بالنسبة للجبهة الديمقراطية ، حيث استشهد فيه كل من القائد خالد نزال والقائد بهيج المجدوب ، بالاضافة الى القائد الشهيد عمر القاسم ،والذين تقدموا جميعهم الصفوف وصولا الى استشهادهم ،واما الرفيق الشهيد القائد عمر القاسم ،فهو من القادة المؤسسين للجبهة الديمقراطية ،واسهم في بلورة البرنامج النضالي فكرا وعملا .
واشار الى ان دور الشهيد القاسم لم يقتصر دوره على ما ذكر ، بل اصر على ان يتقدم الصفوف الى ارض الوطن حاملا سلاحه وقاصدا النيل من المحتل ،ليبرهن عمليا على اولوية الكفاح المسلح في النضال الفلسطيني ،وصولا الى اسره وعلى ذلك فقد استحق بكل جدارة لقب " مانديلا فلسطين " نظرا لنضاله المميز والكبير .
ولفت الى ان الشهيد عمر القاسم تميز بالصلابة والاصرار على متابعة الطريق حتى انفاسه الاخيرة ،كما امتاز على المستوى الشخصي بالتواضع ونكران الذات والانسجام مع كافة الاسرى ،والذي انعكس على نمو وارتقاء الحركة الاسيرة ككل ،والتي نحترم ونقدر تقاليدها بمجموعنا .
واشار عبد الكريم الى ان ذكرى استشهاد القائد عمر القاسم تمر علينا هذا العام في ظل ملحمة تاريخية سجلها الاسرى داخل السجون ، والذين اطلقوا اضرابا مفتوحا عن الطعام ،لينتصروا على حكومة الاحتلال ويحققوا مطالبهم ،وهو الامر الذي ازعج دولة الاحتلال ودفعها الى الرجوع عن بعض بنود الاتفاق الذي جرى ابرامه مع ممثلي الاضراب ، لا سيما تجديد الاعتقال الاداري لما يقارب ثلاثين اسيرا في الايام الاخيرة فقط والذين على رأسهم نواب المجلس التشريعي ،وهو الامر الذي قاد الاسرى الى التشاور من جديد من اجل النظر فيما يمكن القيام به للرد على هذه الابتزازات .
وفي ختام مداخلته ،اشار عبد الكريم الى ان الاسرى لا يزالون موحدين عملا بوصية الشهيد القائد عمر القاسم ومن عاصره من الاسرى ،وانه من الواجب علينا ان نستلهم من تجاربهم وان نحافظ ونصون وحدتنا الوطنية .
الدكتور واصل ابو يوسف
اما الدكتور واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وامين عام جبهة التحرير الفلسطينية ،فقد تطرق الى محطات اخرى من سية الشهيد عمر القاسم ، فقد وصف وقع استشهادة على قيادة الثورة الفلسطيني في تونس ، فقدفور ورود نبأ استشهاده تداعت القيادات الفلسطينية ،الى فضح ممارسات دولة الاحتلال ، وعممت على كل اذرعها بكل دول العالم على العمل على توضيح اسباب استشهاد القاسم والذي كان نتيجة الاهمال الطبي المتعمد من قبل مصلحة السجون الاسرائيلية ،الامر الذي تم فعلا من قبل قيادة المنظمة ، وقاد حملة استنكار واسعة لدولة الاحتلال على مستوى الرأي العام العالمي واحرار العالم .
كما اشار الى ان اليوم الذي استشهد به القاسم ،قد تحررت به مدينة القدس بكل ما للكلمة من معنى ،فقد رفعت الاعلام الفلسطينية في كل ارجاء المدينة كما هو يوم استشهاد القائد فيصل الحسيني ، فقد شارك كافة ابناء شعبنا في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وفلسطينيو ال 48 والخارج في تشييع جثمانه ،وهذا بحد ذاته يعكس الدور الحقيقي الذي قام عليه الشهيد القاسم ،والذي مزج بطريقة رائعة فيما بين سلاح العلم والثقافة من جانب ،وما بين النضال في الميدان في مواجهة العدو الصهيوني .
ونوه الى ان الشهيد القاسم نهو من اوائل من اثاروا قضية الزام سلطات الاحتلال على التعامل مع الاسرى الفلسطينيين كاسرى حرب ، وفي سبيل ذلك فقد طالب اثناء محاكمته بضرورة الاعتراف به كاسير حرب ،وقام بسرد ما تنص عليه القوانين والمواثيق الدولية في ذلك ،وكان من نتيجة ذلك ان اربك قضاة المحكمة ،والذين عجزوا عن الرد عليه ،وراحوا يبحثون عن رد ملائم لما جاء به الشهيد القاسم ، وحينما عجزوا تضرعوا بأن فلسطين ليست بدولة ،وبالتالي لا ينطبق ما جاء بتلك المواثيق على حال الاسرى الفلسطينيين .
وختم بالاشارة الى ان الشهيد القاسم سهم شخصيا في التنظيم والاعداد للكثير من الدورات العلمية والتثقيفية للاسرى داخل السجون ، مما يضعه في دائرة مؤسسي العمل الثقافي والتنظيمي للحركة الاسيرة .
مداخلات الحضور
الاسير المحرر محمود بكر حجازي ،اشار الى ان الشهيد القاسم قد انضم الى الحركة النضالية في اواخر العام 67 ،وانه قد شارك في معركة الكرامة ،وانه التقى به في العام 68 داخل السجن ،وكان يتمتع بابتسامة دائمة ، ورأيت فيه تجسيدا لصورة المناضل الفذ ،باطلالته وكلامه وتحركاته ،وان وجوده قد اغنى تجربة كل من عاصره من جيل ،ولم تكن الوحدة الوطنية بالنسبة له شعارا ،بل كانت ممارسة عملية ،فهو كان دائما يغلب العام على الخاص .
عصام العاروري ، فقد شكر القائمين على الندوة والتي قال عنها انها تاتي في ظل انتصار اضراب الاسرى وايضا في ظل تحرير جثامين العشرات من الشهداء ،وتطرق الى قضية رفيق درب الشهيد عمر القاسم ،الشهيد انيس دولة ،والذي لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه الى الان ،وتتضرع دولة الاحتلال بأن جثمانه ضائع ولا يعلم مكانه ،وطالب كل الجهات المعنية بضرورة الضغط على دولة الاحتلال من اجل الكشف عن مكان دفن الشهيد دولة وتسليم جثمانه .
د . عيسى ابو زهيرة من جامعة القدس ،فقد تطرق الى اهمية توثيق سير الابطال من شهداء الحركة الاسيرة ،وايضا العمل على نقل تجاربهم للاجيال القادمة ، وتطرق الى ضرورة ان يتم تدريس طلبة المدارس والجامعات سير هؤلاء الابطال ، مشيرا الى التجربة المميزة التي قام عليها مركز ابو جهاد في تدريس مساق خاص بالحركة الاسيرة في جامعة القدس وعدد آخر من المعاهد والكليات .