ابو الحاج: بعد انتصار الاسرى في معركة الامعاء الخاوية .. المرحلة التالية تكثيف الجهود لاطلاق سراحهم
جامعة القدس تحتضن مركز ابو جهاد لشؤون الاسرى في تجربة رائدة للمسؤولية الاجتماعية والاستجابة للهم الوطني
القدس – امجد العمري – هم الاسرى مجددا، الذين سطروا ملحمة معركة الامعاء الخاوية مؤخرا وحققوا انتصارا جديدا في الطريق الى الحرية بإرادتهم الفوالذية وتضحياتهم وتضامن ابناء شعبهم بأشكال مختلفة وبتحرك فاعل من الرئاسة والحكومة ومختلف فصائل العمل الوطني والمنظمات والمؤسسات التي تعنى بشؤون الاسرى ، عدا عن تضامن وتحرك كل احرار العالم وما سببه هذا النضال وهذا التحرك الفلسطيني من تحرك عربي واسلامي ودولي لصالح قضية الاسرى، فكان ان انجز الاسرى غالبية مطالبهم خاصة انهاء سياسة العزل وانهاء الحظر الذي فرضته سلطات الاحتلال على زيارة اهالي قطاع غزة لابنائهم الاسرى وتحسين شروط أسرهم وزعزعة الكثير مما حاولت اسرائيل فرضه على مدى اعوام طويلة وخاصة الاعتقال الاداري، ولذلك كانت الفرصة بتحقيق هذا الانجاز. والسؤال الذي يطرح لنا هو: ماذا بعد؟! فالاصل ان ترضخ اسرائيل وتتعامل مع الاسرى كمقاتلي حرية وفق القانون الدولي واتفاقيات جنيف، واالاصل ايضا ان تنصب كل الجهود نحو اطلاق سراحهم في الوقت الذي تتحرك فيه بعض القوى الدولية لاحياء عملية السلام.
وضمن هذا السياق يؤكد د. فهد ابو الحاج مديرعام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس على اهمية الانجاز الذي حققه الاسرى في معركتهم الاخيرة، ويضيف ان الاهم الآن هو تكثيف الجهود محليا واقليميا ودوليا حتى تظل قضية الاسرى مطروحة على جدول اعمال المجتمع الدولي بهدف الزام اسرائيل باطلاق سراحهم.
في هذه الزاوية سنتناول الورقة البحثية التي قدمها د. فهد ابو الحاج في مؤتمر عقدته جامعة القدس المفتوحة في نابلس حول تجربة جامعة القدس في المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة ودور الجامعات في ذلك خاصة وان قضية الاسرى تقف في مركز الهم الوطني والعمل المجتمعي، وان مركز ابو جهاد الذي تحتضنه وترعاه جامعة القدس ورئيسها د. سري نسيبة يشكل تجربة رائدة سواء في النشاط والتواصل المجتمعي لصالح هذه القضية او ما يعكسه لدى الرأي العام العالمي من عرض دقيق وامين لاوضاع ومعاناة الاسرى وصمودهم وابدعاتهمك وحث كافة الجهات على التحرك انتصار لمبادئ العدل والحرية وللمطالبة باطلاق سراح الاسرى. هذا عدا عن مختلف مراكز ومؤسسات العمل المجتمعي والاكاديمي في جامعة القدس .
وفيما يلي ملخص لهذه الورقة البحثية التي قدمها د. فهد ابو الحاج :
" أن المسؤولیة الاجتماعیة للجامعات تفرض علینا الاقتراب من هموم المجتمع والمساهمة الفعلیة في التنمیة المستدامة، و التصدي للتحدیات التي تواجه المجتمع والمشاركة مع المؤسسات الاخرى الحكومیة ومنظمات المجتمع المدني والقطاعات الاجتماعیة في هذه المهمة. وأننا بحاجة الى نهضة وبناء حقیقي لسلوكیاتنا وافعالنا في مجتمعنا، ونجاحنا الحقیقي یقاس بمدى التقدم في تربیة الانسان وسلوكه الاجتماعي وتنمیة ضمیرة الشخصي والاجتماعي نحو نفسه ووطنه، ومن هنا فإن المشروع الحقیقي الذي یجب ان تتبناه الدولة، حكومة وشعبا هو كیف ننمي الضمیر والمسؤولیة الاجتماعیة والوطنیة لدى المجتمع.وتضطلع الجامعات بدور رائد في هذا المجال.
وجامعة القدس تساهم مساهمة فعاله في المسئولیه المجتمعیه من خلال عده مراكز متخصصه مثل مركز العمل المجتمعي والعیاده القانونیه ومركز أبو جهاد لشؤون الحركه الاسیره".
جامعة القدس
جامعة القدس مؤسسة عربیة وطنیة أطلقت جذورها من الصخرة المشرفة، لتحقق الامتداد الحضاري، و تثبت كیانها الوجداني و الروحي في قلب القدس الشریف، فهي الجامعة العربیة الأولى التي تأسست في بیت المقدس، لتغني الإرث الفكري العربي و الإسلامي في بیت المقدس و تحافظ على عراقتها و أصالتها. انضمت جامعة القدس إلى عضویة اتحاد الجامعات العربیة عام 1984 بعد توحید أربع كلیات جامعیة كانت تعمل في مدینة القدس و ضواحیها و هي: كلیة الدعوة و أصول الدین ( تأسست عام 1978 )، الكلیة العربیة للمهن الطبیة ( تأسست عام1979 ، و كلیة العلوم و التكنولوجیا )تأسست عام 1979 )، وكلیة هند الحسیني للبنات ( تأسست عام 1982 كما توالت الجهود تباعا لضم و إنشاء كلیات و مراكز جدیدة و فریدة من نوعها في فلسطین، ( فتأسست كلیة الطب عام 1994 )، و كلیة الحقوق ( تأسست عام1992 )، و كلیة الهندسة و طب الأسنان و كلیة الصحة العامة و كلیة الصیدلة و كلیة العلوم الإداریة و الاقتصادیة و كلیة القرآن و الدراسات الإسلامیة. و لتوفیر الجهد و المال و توفیر عناء السفر إلى الخارج بهدف الدراسات العلیا، أنشأت الجامعة مراكز و معاهد لهذه الغایة في عدة حقول و تخصصات، فكان مركز،( البحوث الإسلامیة عام ( 1987 )، و المعهد العالي للآثار الإسلامیة عام ( 1992 إضافة إلى مركز الدراسات الإقلیمیة، و معهد العلوم اللغویة و الصوتیة، و معهد الإدارة و الاقتصاد و كلها في العام ( 1996 )، و كذلك برنامج التكنولوجیا التطبیقیة و الصناعیة، و برامج في الصحة و البیئة و تخصصات العلوم الأخرى لتصبح بذلك جامعة القدس إحدى أهم و أكبر المؤسسات الفلسطینیة، تتكاتف فیها الجهود و تتوحد طاقات أبناء الشعب الفلسطیني لبناء الدولة الفلسطینیة المستقلة، و الحفاظ على مقومات وجودها و ضمان قوتها في عاصمتها القدس الشریف. و تمنح جامعة القدس مختلف الدرجات العلمیة من البكالوریوس و الدبلوم العالي والماجستیر في ثلاث عشرة كلیة و تسعة معاهد، منتشرة في مواقع أساسیة عدة، في مدینة القدس و ضواحیها إلى جانب مواقع أخرى في مدینتي رام الله و البیرة.
و تضم الجامعة برامج جدیدة و حدیثة هي الأولى من نوعها في فلسطین، فغدت الصرح العلمي الأول و الوحید الذي یقدم هذا العدد و التنوع من الدرجات العلمیة في مختلف التخصصات العلمیة و الأدبیة لدرجات البكالوریوس، الدبلوم العالي و2011 ما یزید / الماجستیر. وقد بلغ عدد طلبة الجامعة في العام الأكادیمي 2010عن 11000 طالب و طالبة ینالون قسطا وافرا من الرعایة المتمیزة، تقدمها لهم نخبة من الأساتذة و الموظفین المتخصصین، كما تؤمن لهم كافة الخدمات التي تقدمها الجامعات العالمیة، إضافة إلى تقدیم منح خاصة للطلبة وفقا لحالاتهم الاجتماعیة.
وفيما يلي اهم هذه المراكز :
مركز أبو جهاد لشؤون الحركه الاسیره في جامعة القدس
جاءت ظاهرة الأسر في التاریخ الفلسطیني الحدیث نتیجة طبیعیة من نتائج كفاح الشعب الفلسطیني من اجل الحریة والاستقلال. ویقدر عدد الاسرى الفلسطینن منذ الاحتلال الاسرائیلي للضفة الغربیة وقطاع غزة بأكثر من 850.000 فلسطیني اي ما یمثل قرابة 25 % من ابناء الشعب الفلسطیني في الارض المحتلة، ولذلك یحتل الاسرى قطاعا هاما من قطاعات الشعب الفلسطیني. وقد طورت الحركة الأسیرة في السجون الاسرائیلیة تجربة نضالیة عریقة، اثبتت انه في صراع الارادات كانت الید العلیا للمناضل الفلسطینيت عبیرا عن أنتصار الحق على الباطل .
كل ذلك جاء في سیاق نضال مستمر ودؤوب استمر لعقود من الزمن استخدم الاسرى فیه سلاح الارادة من خلال اشكال النضال المتاحة لهم وعلى رأسها الاضراب المفتوح عن الطعام.
وبمبادرة من الاستاذ د. سري نسیبة رئیس جامعة القدس وشعورا بالمسؤولیة الاجتماعیة للجامعة تجاه المجتمع الفلسطیني بشكل عام وقطاع الأسرى بشكل خاص، تم اقامة مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسیرة من أجل توثیق هذه التجربة بكافة جوانبها التنظیمیة، الامنیة، الثقافیة، السیاسیة، الادبیة والفنیة، من أجل اخضاعها للبحث والدراسة، لكي یتم الاستفادة من هذه التجربة في تطویر الاداء الوطني الفلسطیني، ومن أجل إبفاء الحركة الأسیرة حقها في إبقاء تجربتها حیة في أذهان ووجدان الاجیال الحالیة والقادمة.
ورغم ان الفكرة بدأت بجهد فردي من الاخ فهد ابو الحاج الا انها تطورت لكي تصبح مركزا لشؤون الحركة الأسیرة ومتحفا یعرض ویلخص معاناة وتضحیات وبطولات الاسرى .
وقد تم تخصیص مبنى خاص لهذه التجربة، صمم خصیصا لتلك الغایة بحیث یعكس التصمیم الخارجي والداخلي بیئة السجن وبتمویل من الصندوق العربي الكویتي.
یقود إلى المبنى طریقا اطلقنا علیها درب الآلام التي سارها السید المسیح الذي یعتبر أول أسیر فلسطیني، وتحیط بها شجیرات الصبار، لتدخل من خلال باب دوار یشبه الابواب الدوارة على الحواجز التي اعتادت سلطات الاحتلال اقامتها كنموذج یعرض معاناة الشعب الفلسطیني على الحواجز الاسرائیلیة ویحیط بالمبنى سور یشبه سور الفصل العنصري ومكعبات اسمنتیة ترمز الى الحواجز المنتشرة في انحاء الارض المحتلة.
وفي الطابق الارضي یتم عرض نموذج عن السجون ومراكز الاعتقال سواء كانت من مباني حجریة من السجون المركزیة أو مراكز الاعتقال المكونة من خیم تحیط بها الاسلاك الشائكة وابراج الحراسة.
ویتم عرض خارطة فلسطین ومواقع السجون علیها، ثم یتم عرض طرق الاعتقال الوحشیة التي یمارسها الجیش الاسرائیلي بحق الفلسطینین بالغین واطفال.
وهناك ایضا صور تمثل طرق التعذیب التي تمارسها اجهزة المخابرات الاسرائیلیة اثناء التحقیق مع الاسرى الفلسطینین، وهناك معروضات تبین طروف الحیاة القاسیة في السجن ومعروضات تشیر الى فترة القمع الذي تعرض لها الشعب الفلسطیني ابان عهد الانتداب البریطاني. ومعروضات أخرى حول حوادث التصفیة الجسدیة لفلسطینین بعد اعتقالهم احیاء، ومقابر الارقام.
وهناك لوحة للاسرى الذین استشهدوا في داخل اسوار السجون نتیجة اهمال طبي أو قتل متعمد أثناء التحقیق أو نتیجة الاضراب عن الطعام. ومعروضات لعمداء الاسرى الذین اقضوا سنوات طویلة في الأسر تصل الى اكثر من ثلاثین عاما،ً و أخرى حول الاطفال الاسرى والانتهاكات الاسرائیلیة للاتفاقیات الدولیة والقانون الدو لي الانساني في هذا المجال، وهناك معروضات توضح طرق الاتصال التي استخدمها الاسرى في التواصل بین السجون ومع قیاداتهم في الخارج .
معروضات حول الاسیرات الفلسطینیات وفصل الاطفال الذین یولدون في السجن عن امهاتهم، ویضم الطابق الارضيا یضا معرض شموع الحریة وهو عبارة عن معرض بوستر قام باعداده عدد كبیر من الفنانین الفلسطینین بمناسبة یوم الاسیر الفلسطیني الذي یصادف السابع عشر من نیسان من كل عام.
ويحتوي الطابق الثاني یحتوي على معروضات من الاعمال الیدویة الحرفیة مثل مجسم الصخرة المشرفة وسفن العودة وهدایا فنیة تم حملها داخل السجون. وكذلك لوحات فنیة من رسوم الاسرى داخل السجون ونماذج عن مراحل تطور الرسالة إلى الأهل ونماذج من الكتابات الیدویة وكیفیة نسخها وتهریبها الى الخارج وطباعتها على شكل كتب.
وفي الطابق الثالث هناك مركز توثیق یتم مسحها بالماسح الضوئي وارشفتها الكترونیا،ً لكي یتشكل مصادر للبحث ویضم هذا الطابقا یضا مكتبه تتضم كراسات ودراسات مكتوبة بخط الید ومجلات تنظیمیة ودرسات ثقافیة وامنیة وادبیة التي كتبها الاسرى داخل السجون .
هذه المعروضات تم جمعها شخصیا من قبل الدكتورفهد أبو الحاج من بیت الى بیت وبجهد عظیم ومثابرة امتدت سنوات طویلة من الزمن.وبالتالي فإن رسالة هذا المركز هي جمع الموروث النضالي من مواد مكتوبة واعمال یدویة ورسومات فنیة. ملخص تجربة ومعاناة ونضال الاسرى الفلسطینین في السجون الاسرائیلیة وحفظ هذا الموروث الحضاري لاطلاع الاجیال الحالیة والقادمة على هذه التجربة الفنیة والمتنوعة، في اطار المسؤولیة الاجتماعیة لجامعة القدس تجاه المجتمع الفلسطیني.
ومن الجدیر بالذكر ان جامعة القدس انفردت بتدریس مساق الحركة الأسیرة في السجون الاسرائیلیة كمطلب جامعة من اجل توعیة طلبة الجامعة حول هذه التجربة الفریدة والاستفادة منها في حیاتهم العملیة.
مركز العمل المجتمعي
ومن اهم اهدافه : تقویة وتدعیم القدرات المعرفیة والمهاراتیة للأفراد، الجماعات والمؤسسات ، المجتمعیة في القدس الشرقیة خاصة والمجتمع الفلسطیني عامة، المناصرة الفردیة والجماهیریة من اجل تحصیل الحقوق الاجتماعیة والاقتصادیة للأفراد والجماعات، المؤسسات والمجتمعات المحلیة والتأثیر في تغییر سیاسات اجتماعیة وتطویر هیكلیة الخدمات القائمة لتلبیة احتیاجات الفئات المجتمعیة المختلفة وتنمیة وتعمیق العلاقة ما بین المؤسسات الأكادیمیة والأهلیة والمجتمع المحلي، وتفعیل دورها في خدمته.
وحدة التدریب والعمل التطوعي
تم إنشاء وحدة التدریب والعمل التطوعي في جامعة القدس بالشراكة مع منتدى شارك الشبابي، وتستهدف الوحدة الطلبة الذي اقتربوا من التخرج، تحدیدا طلاب السنوات الثالثة والرابعة والخامس، وذلك لمساعدتهم على إیجاد فرص تدریب وعمل، وتأهیلهم لدخول سوق العمل. كما تعمل الوحدة مع عمادة شؤ ون الطلبة من أجل نشر الوعي باحتیاجات سوق العمل لدى طلبة السنتین الأولى والثانیة، والخیارات المتاحة لذلك. وتهدف وحدة التدریب والعمل التطوعي الى تفعیل دور طلاب جامعة القدس و تعزیز مشاركتهم للمجتمع من خلال العمل التطوعي بحیث یتم توظیف ساعات العمل التطوعیة120 ساعة) 80 ساعة داخل الحرم الجامعي ، 40 ساعة خارج الحرم الجامعي )، والمطلوب تنفیذها من كل طالب في جامعة القدس على مدى الاربع سنوات الدارسیة كمتطلب الزامي للتخرج .
وتشكل الوحدة مركزا للخدمات التي تكمل الطموحات المهنیة للطلبة، حیث تشكل حلقة و صل بین كلیات الجامعة المختلفة بكافة دوائرها وطلبتها والخریجین مع سوق العمل، وتعمل على ربط العملیة الأكادیمیة بالتدریب لتأهیل الطلبة لسوق العمل. وتقدم الوحدة النصائح والمعلومات وتوفر الموارد التي تتعلق بفرص التدریب والعمل المتاحة أمام المقبلین على التخرج والخریجین، وتعریفهم بالمجالات المهنیة المفتوحة أمامهم وآفاق التطور المهني المحتمل للوظیفة التي یختارها الخریج. ویقوم المكتب بربط الجامعة بالمؤسسات المختلفة من خلال العدید من النشاطات، مثل یوم المهنة والتوظیف ومعارض الأعمال والمؤسسات وتنظیم محاضرات وندوات وحو ارات تساهم في زیادة وعي الطلبة بمتطلبات سوق العمل.
ومن الأنشطة الأساسیة التي قامت بها وحدة التدریب والعمل التطوعي عمل صفحة باسم (وحدة التدریب والعمل التطوعي )وذلك Face book خاصة بالوحدة على للتعریف بالوحدة وبالأنشطة التي تقوم بها الكترونیا للتواصل الدائم والتفاعل الهادف مع كافة الطلبة بالجامعة .
عیادة القدس لحقوق الإنسان
أنشئت عیادة القدس لحقوق الإنسان عام 2006 م كمركز من مراكز جامعة القدس یتبع منهجا وتوجها جدیدا یسعى لخلق تواصل ما بین طلبة الجامعات وربطهم بالواقع الفلسطیني المعاش ومؤسسات المجتمع المدني الحقوقیة، وكنهج یسعى لتطویر عملیة التعلیم القانوني تحدیدا في مجال حقوق الإنسان في فلسطین، واحتضنت كلیة الحقوق الفلسطینیة في جامعة القدس العیادة القانونیة الأولى من نوعها في العالم العربي ككل وقدمت التسهیلات الممكنة لها كجزء من توجه الكلیة إلى تطویر العملیة التعلیمیة في الكلیة.
بدأت عیادة القدس لحقوق الإنسان عملها ضمن توجهین الأول یتعلق بتطویر مهارات الدفاع عن حقوق الإنسان لدى طلبة وخریجي الحقوق في جامعة القدس من خلال التركیز على طرح القضایا الفلسطینیة وعرض آلیات العمل في الضغط والدفاع والإرشاد والتدریب على اكتساب الطلبة لمهارات المدافعة عن حقوق الإنسان، والثاني یركز على مساعدة المجتمع الفلسطیني وتواصل الطلبة مع قضایاه من خلال ربط الطلبة مع مؤسسات المجتمع المدني الحقوقیة الناشطة في مجال حقوق الإنسان في فلسطین سواء بتدریبهم داخل هذه المؤسسات لاكتساب الرؤیة والخبرة المؤسساتیة والتعرف على واقع العمل الحقوقي على أرض الواقع أو من خلال المحاضرات العامة التي تستهدف مجموع الطلبة بالجامعة بشكل عام لعرض آخر المستجدات أو لمناقشة القضایا المهمة في الواقع الفلسطیني، ویتم رفد العیادة بعدد من طلبة كلیة الحقوق لدراسة وتبني توجه العیادة والعمل مع طاقم العیادة على تحقیق أهداف العمل في العیادة، وذلك من خلال مساق العیادة القانونیة الذي تطرحه الكلیة على مدار فصلین دراسیین للطلبة . ويعمل الطلبة ضمن الوحدات التالية:
وحدة مناصرة القدس
ویعمل من خلالها الطلبة على عدة محاور، المحور • الأول یتعلق بتقدیم الخدمات القانونیة المجانیة للجمهور من مدینة القدس من خلال المؤسسات الفاعلة في المدینة، ویعمل الطلبة تحت إشراف مرشدیهم في مناصرة عدد من القضایا الحساسة في مدینة القدس والمتعلقة بالانتهاكات
الإسرائیلیة في مجالات حقوق الإنسان كالتعلیم والبناء والحركة ضمن حملتین رئیسیتین یتم العمل علیهما وهما نطاق إیقاف شارع الطوق والانتهاكات المتعلقة بمقبرة السواحرة.
وحدة الحق في التعلیم
یعمل من خلالها الطلبة على رصد الانتهاكات • المتعلقة بالحق في التعلیم لطلبة جامعة القدس وتوثیقها والتمهید لاتخاذ الإجراءات القانونیة الدولیة في المدافعة عنها من رفع شكاوى للجهات المختصة دولیا ومحلیا،ً ویتم ذلك بعد تدریبهم لامتلاك أدوات الرصد والتوثیق المهنیة.
وحدة التوعیة القانونیة
المجتمعیة التي تسعى إلى تدریب طلبتها أساسیات التدریب والتوعیة الحقوقیة لیقوموا بنقل خبراتهم المكتسبة حول القانون إلى طلبة المدارس من المراحل الثانویة وذلك عبر فعالیات وورشات داخل مدارسهم تشرح لهم حقوقهم والإجراءات التي من الممكن لهم إتباعها في حال تم انتهاك هذه الحقوق.
مشروع التوعیة القانونیة المجتمعیة
من البرامج التي تم البدء بالعمل بها برنامج التوعیة القانونیة المجتمعي2009 م ویهدف هذا البرنامج إلى إدماج طلبة – علیها خلال العام الدراسي 2008كلیة الحقوق في عملیة التوعیة المجتمعیة في مجالات تطبیقات القانون، ومن المتوقع أن یقوم طلبة العیادة سنویا وبعد عملیة تدریبیة متخصصة یخضعون لها خلال الفصل الدراسي الأول من دراستهم لمساق العیادة القانونیة، بالتوجه إلى عدد من المدارس الثانویة (خلال الفصل الدراسي الثاني) لإیصال المعلومات القانونیة التي تهم وتخص الطلبة في هذه المرحلة العمریة كمساهمة وجزء من عملیة المقاومة المجتمعیة لانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطین، ومن جانب آخر لتعزیز ثقافة احترام القانون في المجتمع الفلسطیني من حیث فهم الحقوق والواجبات للمواطن/ة الفلسطیني/ة والمساهمة في تعزیز سیادة القانون .والمؤسسات الشریكة:مؤسسة الضمیر، مركز المرأة للإرشاد القانوني والإجتماعي.
حقوق المر أة:
إیمانا منا بضرورة معرفة الحق كشكل أساسي للوصول للعدالة في المجتمع الفلسطیني، وللتأكید على أهمیة إعطاء المرأة حقوقها التي نصت علیها القوانین أو الضغط والتأثیر على الشارع لتعدیل القوانین المجحفة بحق المرأة، فقد ارتأینا أن نركز في مشروع التوعیة القانونیة على التوعیة في مجالات حقوق المرأة المختلفة في المجتمع الفلسطیني لتقویة وتمكین نسائنا وفتیاتنا للمطالبة بحقوقهن الانسانیة، وعلیه على عدة Street Law فقد تم العمل ضمن برنامج التوعیة القانونیة المجتمعیة محاور تهتم بحقوق المرأة والتي تواجه نسائنا في حیاتهن الیومیة مثل اجازات الأمومة واستحقاقاتها وآلیات مطالبة المرأة العاملة لهذا الحق، والتنبیه إلى أهمیة تساوي حقوق المرأة العاملة مع الرجل مع مراعاة الفروق البیولوجیة الخاصة بالمرأة،والتنیبه لأنواع عقود العمل ومایترتب على ذلك من أمور قانونیة ومطالبات عمالیة.
وفي محور آخر تم التطرق إلى تعریف الطلاب والطالبات في المدارس الثانویة لماهیة عقد الزواج والآلیات العملیة لضمان حقوق الطرفین في عقد الزواج من خلال التنبه لشروط العقد والحقوق القانونیة الأساسیة فیه.
المحور الثالث والأخیر في برنامجنا التوعوي خاص بحقوق النساء، یقوم طلبة العیادة بالتوعیة في مجالات حقوق المرأة في المدارس تم اختیاره بحذر شدید لما یمثله من خرق لأحد التابوهات المجتمعیة والذي كنا مصرین على التطرق له للمساعدة في الضغط والتوعیة لخطورة مثل هذه القضایا على المجتمع الفلسطیني بشكل عام وعلى النساء الفلسطینیات بشكل خاص، وخصوصا مع ازدیاد نسب العنف في المجتمع الفلسطیني ونسب قتل النساء في الأعوام الأخیرة، في هذا المحور یتعرف الطلاب/ات على ماهیة العنف في المجتمع وآلیات المساعدة حال التعرض له، مع محاولة التأثیر وتغییر الاتجاهات المتعلقة بجرائم الشرف في المجتمع الفلسطیني، عن طریق عدد من الفعالیات التي تتناول اتجاهات ومواقف القتل على خلفیة الشرف، وتطرح التساؤلات الأخلاقیة المتعلقة بها.
حقوق المعتقل:
لقد عانى شعبنا ولا یزال یعاني من الاحتلال الاسرائیلي المستمر عبر سنوات طویلة، حاول فیها المحتل السیطرة علیه عبر كافة الو سائل المتاحة أمامه، وحاول استغلال القانون أیضا في عملیة التنكیل والنیل من كرامة أبناء وطننا الفلسطیني، إلا أنه وضمن الإطار العام كان لا بد له من التوقف عند المعاییر الدنیا لحقوق الإنسان التي یحاول من حین إلى آخر أن یقفز عنها لیتمادى في انتهاكاته، وعلیه فقد أصدر المحتل الاسرائیلي عدد من الأوامر العسكریة المتعلقة بالمناطق المحتلة عام 1967 م(دون منطقة القدس فالقانون الاسرائیلي هو القانون الساري في مدینة القدس المحتلة عام 1967 م، مع تأكیدنا على عدم قانونیة سریان القانون الإسرائیلي على مدینة القدس حسب قواعد القانون الدولي والتأكید على اعتبار مدینة القدس محتلة.
جامعة القدس … الخط الأمامي للدفاع عن القدس :
إن جامعة القدس هي الصرح الأكادیمي العربي الوحید في حدود مدینة القدس المحتلة، وهذه القیمة الرمزیة والموقع الهام التي تتمتع بهما جامعة القدس جعل منها الجامعة الوحیدة التي لا تزال تخضع مباشرة للاحتلال من خلال أوجه عدة:
– تقع جامعة القدس في منطقة(ب)التي تخضع لسیطرة أمنیة و عسكریة إسرائیلیة، وذلك حسب تصنیف اتفاقیة أوسلو للمناطق الواقعة تحت الاحتلال، هذا ما جعل من قریة أبو دیس، القریة الحاضنة لجامعة القدس، منطقة مستباحة للجیش الإسرائیلي یفرض فیها ممارساته الإحتلالیة المختلفة من حواجز مؤقتة وعملیات أسر جماعي واقتحامات لمنازل الطلبة والأهالي… إلخ، وما إلى ذلك من ممارسات تجعل الطلبة محل قمع دائم من قبل سلطات الاحتلال.
– عزل الجامعة عن امتدادها الجغرافي في مدینة القدس و محاصرتها بجدار الضم والتو سع والذي یقتطع من ملكیات الجامعة الخاصة ویفصلها عن عدد من مرافقها وأجسامها الهامة داخل القدس.
– فرض سیطرة تامة على جمیع المداخل والمخارج المؤدیة إلى جامعة القدس وذلك من خلال شبكة من الحواجز المؤقتة والثابتة وأبرزها حاجز طریق وادي النار(الكونتینر) الذي یعتبر نقطة العبور الوحیدة من جنوب الضفة الغربیة إلى الوسط والشمال وبالعكس.
– یعتبر طلاب جامعة القدس، كغیرهم من طلاب الجامعات الفلسطینیة، الهدف الرئیسي لممارسات جیش الاحتلال حیث تشیر إحصائیة أشرف على تنفیذها طاقم العیادة القانونیة بالتعاون مع طلبة حملة الحق في التعلیم خلال العام الماضي، إلى عدد من الانتهاكات الیومیة الخطیرة التي یتعرض لها الطلبة والتي تشمل:
– الاعتقالات الفردیة والجماعیة في صفوف الطلبة. •
– الاقتحامات المتكررة للمنازل والمرافق الاجتماعیة المعدة للطلبة. •
– الحجز التعسفي والحد من حریة حركة الطلبة على الحواجز. •
– عملیات الابتزاز والامتهان الیومي لكرامة الطالب/ة الفلسطیني/ة. •
مشاریع یجري العمل علیها
تبدي العیادة القانونیة خلال الفصل الحاليا هتماما خاصا لملف الأسرى من طلبة جامعة القدس، بحیث سیتم تركیز جهود حملة الحق في التعلیم على الرصد الشامل لعملیات الاعتقال في صفوف طلبة جامعة القدس والممارسات الاحتلالیة الیومیة في قریة أبو دیس والحي الجامعي والعمل على نشر ورقة حقائق تحصر وتبرز الانتهاكات الیومیة التي یتعرض لها طلبة الجامعة من اعتقالات واقتحامات للمرافق الاجتماعیة وتعطیل للدراسة.
برنامج العدالة وحقوق الإنسان
ضمن برامج عیادة القدس لحقوق الإنسان ، یعمل الطاقم المشرف على تعزیز مفاهیم المحاسبة كأساس للوصول إلى العدالة التي یطالب بها المجتمع الفلسطیني لأبناءه، وقد كانت بدایات العمل ضمن هذا البرنامج مع إصدار تقریر جولدستون والذي یعد أحد الأسس الجدیة لتحقیق مبدأ العدالة أو السعي لتحقیق هذا المبدأ لمستقبل أكثر عدالة ودیمقراطیة لأبناء الشعب الفلسطیني، تسعى العیادة القانونیة ضمن هذا البرنامج إلى العمل مع طلبة العیادة القانونیة على محورین أساسیین یتضمن أحدهم تعزیز دور طلبة العیادة في العمل الدولي من خلال حملة خاصة بتقریر جولدستون تسعى لتوجیه رسالة إلى الأمین العام للأمم المتحدة للتأكید على أهمیة تطبیق التوصیات الخاصة بالتقریر المتعلق بالحرب الأخیرة على قطاع غزة.
حملة الحق في التعلیم:
تؤكد العیادة من خلال حملتها هذه على حق التعلیم بشكل عام بحیث تعمل على رصد الانتهاكات المتعلقة بالحق في التعلیم الموجهة ضد طلبة جامعة القدس بحیث تعاني الجامعة من استهداف ممنهج لكوادرها وطلبتها من خلال عملیات التوقیف والأسر التي تقوم بها قوات الاحتلال، وعلیه تسعى الحملة إلى توثیق هذه الانتهاكات.
بحث الأبعاد القانونیة وانتهاكات حقوق الإنسان في السواحرة الشرقیة:
ضمن التعاون المستمر ما بین العیادة القانونیة في جامعة القدس والعیادات القانونیة في الخارج تعمل العیادة وبجهد مشترك مع جامعة ییل الأمریكیة للبحث في الآثار القانونیة لعزل مقبرة السواحرة الشرقیة بالجدار عن القریة، وانتهاكات كل من قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني المتعلقة بها.
مركز تنمية المجتمع
أحد مراكز الجامعة المنتشرة يعنى بتقديم خدمات للمواطن المقدسي في الحالات المختلفة في سبيل مساعدته وتوجيهه،للتغلب على
المشكلات اليومية،حيث يقدم خدماته الى جميع سكان القدس الشرقية وبما فيها الضواحي ، التي تتواجد في مدينة القدس ، ذلك بحكم خصوصيتها السياسية وافتقارها الى العددي من الخدمات مما يؤثر في زيادة المشاكل الاقتصادية ، الاجتماعية ، النفسية ، السياسية
نتيجة استهداف المجتمه برمته بالوسائل المختلفة وغياب الرعاية المجتمعية الرسمية لاسباب سياسية ، الامر الذي يضع مؤسسات المجتمع المدني امام تحدي حقيقي للقيام بمهامها في ظل هذا الوافع المعقد والذي يدفع ثمنه مباشرة المجتمع باسره واختلاف مركباته المجتمعية .
يؤمن المركز بالدور البارز للمرأة بضرورة تفعيلها وتمكينها ، وذلك ضمن برامج نسوية خاصة للوصول الى بناء قدرات نسوية متميزة قادرةعلى اخد المبادرة للمرأة المقدسية والنهوض بها الى المستوى المطلوب ، وكما لا يغفل المركز عن دور الشباب حيث عمل ويعمل على خلق قيادات شابة في المجتمع المحلي الفلسطيني ضمن الاطار التعليمي والمؤسسات الشبابية .
ومن اهم اهدافه تنمية وتطوير المجتمع المدني الفلسطيني ، وتمكين وتقوية دور المرأة والشباب في المجتمع المحلي وتأمين وحماية وحل مشاكل المواطنين في القدس في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والنفسية .