نظمت دائرة الهندسة المعمارية ولجنة التواصل والنشاطات في كلية الهندسة في جامعة القدس بالتعاون مع مؤسسة التعاون والمتحف الفلسطيني إطلاق كتاب “القدس في العصر المملوكي: تاريخ وعمارة”، لمؤلّفه الدكتور نظمي الجعبة، في نشاط علمي ثقافي قدمته الدكتورة مها السمان، ورافق الإطلاق معرض للقيّم إياد عيسى بعنوان “القدس المملوكيّة”، مستوحى من فصول الكتاب يستعرض أكثر معالم القدس أهمية في ذلك العصر عبر مجموعة من الصور والخرائط والمخطّطات.
ورحب رئيس جامعة القدس أ.د. حنا عبد النور بالحضور والمؤسسات المشاركة موضحًا أهمية معرفة التاريخ ودوره بالإنتاج المعرفي وبناء الحضارة، كما لفت إلى دور الدكتور نظمي الجعبة في توثيق الموروث الحضاري بجوانبه المعمارية والاجتماعية والسياسية.
وفي كلمته، شكر مدير برنامج مؤسسة التعاون الأستاذ أحمد الفرا جامعة القدس والمتحف الفلسطيني موضحًا أهمية الكتاب كمشروع متكامل عن القدس بالفترة المملوكية.
وتحدث المهندس عبد الرحمن الكالوتي، في كلمته نيابةً عن عميد الهندسة د. يارا السيفي عن تأثير هذا اللقاء ودوره في رفع وعي الطلاب عن أهمية التوثيق للموروث الحضاري.
وتحدث الدكتور نظمي الجعبة في حوار مع الدكتورة مها السمان مبينًا حيثيات مشروع الكتاب وأهميته ومراحل كتابته وتفاصيل أجزاء من فصوله، ساردًا المعلومات والقصص التاريخية الموثقة عن القدس وأهلها، وعن ديناميكيات التفاعل بين السلاطين والأمراء المماليك والمنتوج المعماري والجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت في ازدهار المدينة في تلك الحقبة. كما رد على أسئلة واستفسارات الحضور والطلبة في نقاش تفاعلي غني بيّن فيه أهمية التوثيق ودوره في الحفاظ الرواية الموثقة وعلى ذاكرة المكان.
عن الكتاب:
بحلول منتصف القرن السابع الهجري (حوالي 658 ه/ 1260 م)، بزغ فجر نظام سياسي وثقافي وإداري وحضاري جديد، سُمّي عصر المماليك، استطاع أن يبسط نفوذه على بيت المقدس لأكثر من قرنين ونصف القرن. تحوّلت القدس خلال هذه الحقبة إلى مدينة إسلاميّة بامتياز، لتزيل بذلك الكثير من التأثيرات الحضاريّة التي تركها الفرنجة في طابع المدينة، خصوصًا في الجوانب الدينيّة والمعماريّة والثقافيّة. أثمرت الجهود المملوكيّة عن تحوّل المدينة إلى نموذج بارز للحضارة المملوكيّة، وما يزال الجزء الأكبر من تلك المباني البديعة قائمًا إلى اليوم، لتتفوّق القدس بذلك على نظيراتها من المدن المملوكيّة في مصر وبلاد الشام. وبرغم الوحدة العامّة للطراز المملوكي، احتفظت القدس بخصوصيّة معماريّة فريدة، تناغمت مع التراث المحلّي وطبيعة المدينة، من دون أن تفقد روحها المملوكيّة الأصيلة.
يشار إلى أن الكتاب صدر عن مؤسّسة التعاون، بتنفيذ وإشراف برنامج القدس لإعمار البلدات القديمة، وبتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.