عقدت جامعة القدس ورشة عمل تأسيس كلية الطب البيطري والصحة الواحدة بالشراكة مع وزارة الزراعة الفلسطينية، ونقابة الأطباء البيطريين-مركز القدس، واتحاد جمعيات الإغاثة الزراعية الفلسطينية، وذلك بحضور أكاديميين ومتخصصين في مجال الزراعة والبيطرة وممثلين عن القطاع الحكومي والخاص والأهلي.
هذا ووقعت جامعة القدس ممثلة برئيسها أ.د. أبو كشك والشركاء من وزارة الزراعة والنقابة واتحاد جمعيات الإغاثة اتفاقية الشراكة إيذانًا بالعمل لإنشاء كلية الطب البيطري وتوفير الاحتياجات اللازمة نظريًا وتطبيقيًا، متمنين التوفيق والتميز لهذه الكلية.
ورحب أ.د. عماد أبو كشك بالشركاء والمتخصصين المجتمعين لدراسة إنشاء هذه الكلية الهامة لفلسطين وثروتها الحيوانية، مؤكدًا أن لجامعة القدس شراكات مع متخصصين وجهات تستطيع عبرها بناء نموذج متميز يرتقى به نحو الأفضل على مستوى الوطن وبما يخدم الطلبة الفلسطينيين عامة، وبين أهمية هذه الورشة لدراسة مساهمة الجامعات والمؤسسات في معالجة القضايا البيئية وما يترتب عليها من أثر اقتصادي وقيمي.
من جانبه، نوه نقيب الأطباء البيطريين الفلسطينيين د. عبد الكريم أبو زنيد إلى تميز البرنامج عن سواه في إعداده لخدمة القطاع الزراعي والأطباء البيطريين بالشراكة مع الجهات المختصة لإنجاح هذا البرنامج وإيجاد أطباء متميزين ومتخصصين كل في مجاله، مشيرًا إلى أن قطاع الثروة الحيوانية بحاجة إلى التخصص.
وتطرق مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة د. إياد العدرة لقضية الأمن الغذائي وارتباطه بالوفرة وسلامة الغذاء التي تبدأ بدورها من المزرعة، قائلًا أن الدور الأكبر هو منع حدوث المرض وتأهيل الكوادر البيطريين من أجل اتخاذ إجراءات الوقاية لمنع الأمراض وحفظ الإنتاج الحيواني وتوفير الاحتياج المتزايد من البروتين الحيواني، إذ تتكلل هذه الجهود جميعها عبر إعداد كادر متميز ومتخصص قادر على التعامل مع العالم المتغير من خلال خطة دراسية تراعي معايير الجودة ومقاييسها.
وقال مدير عام جمعية الإغاثة الزراعية الفلسطينية الأستاذ منجد أبو جيش أنه ثمة حاجة ماسة لعمل القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية والجامعات للتفكير بتأسيس كلية للطب البيطري لدى ارتفاع الحاجة لها، مضيفًا “سعيدين لكوننا جزء من هذه الشراكة الهامة وسنضع إمكانياتنا في معاهدنا وشراكاتنا مع جامعة القدس للعمل معًا والتعلم معًا، ومن أجل تلبية احتياج طلبتنا في الداخل”.
وتناول الدكتور ثمين هيجاوي، رئيس اللجنة التأسيسية لكلية الطب البيطري في جامعة القدس ومدير معهد التنمية المستدامة، الدور البارز الذي تقوم به الجامعة في هذا المجال، وأكد على أن أهم ما يميز كلية الطب البيطري في جامعة القدس هو أنها ستمنح الشهادة الأولى من نوعها في الوطن، وهي دكتور في الطب البيطري، بالإضافة إلى تكامل موضوع الصحة الواحدة للكلية، مما يجعلها متميزة عن مثيلاتها.
وأوضح هيجاوي أن الجامعة تعمل حاليًا على بناء شراكة مع كلية الطب البيطري في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والتي من المتوقع توقيع اتفاقية شراكة معها خلال العام الحالي، وأكد أن الجامعة ستقوم بتوقيع شراكات مع القطاع الخاص والأهلي والحكومي من أجل تدريب وتخريج طلبة مؤهلين حسب متطلبات سوق العمل.
كما أشار إلى أن الكلية ستعمل على تقديم برامج تعليمية وتدريبية متكاملة تسهم في إعداد جيل جديد من الأطباء البيطريين المؤهلين، والقادرين على تقديم الرعاية الصحية البيطرية بجودة عالية وتحقيق الأهداف الصحية الوطنية والدولية.
واستعرضت اللجنة التأسيسية لبرنامج الطب البيطري أهداف البرنامج ومكوناته الأكاديمية، وأهميته لقطاع الثروة الحيوانية في فلسطين، مبينين منطلقات تدريسه واحتياجاته وصولًا إلى تسميته الأخيرة والتي تتضمن مصطلح “one health” ليشمل بذلك صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وكذلك تأسسه وفق برنامج بحثي مشترك مع كلية الصحة العامة، كما ذهب العرض لآلية القبول وعدد الساعات الدراسية الكلية وتوزيع المتطلبات والفرص المهنية للبرنامج.
وتناول د. أبو زنيد أبرز المشاكل التي تواجه القطاع كالاستخدام المفرط للمضادات الحيوية والمشاكل الصحية المترتبة وضرورة إعداد مركز بحثي علمي لمساعدة البياطرة والزراعيين، وأكد د. العدرة أهمية مصطلح الصحة الواحدة في الحماية قبل العلاج وإمكانية تطبيقه في فلسطين من ناحية الأمن الغذائي والبيولوجي وتجنب الأمراض المشتركة، منوهًا لإجراءات الحكومة الفلسطينية واستراتيجيتها للصحة العامة في هذا الخصوص، بالإضافة للعمل على إعداد نظام لمزاولة مهنة الطب البيطري والتأكد من جودة الممارسة.
وأشار د. طلب الصانع إلى أن جامعة القدس سباقة لخدمة المجتمع الفلسطيني والداخل بشكل خاص، لدى تبنيها نهج وطني في احتضان أبناء الوطن في الداخل الفلسطيني وتلبية توجهاتهم الأكاديمية، موجهًا شكره لطاقمها وإدارتها.
وشكر نائب رئيس الجامعة التنفيذي د. حنا عبد النور أعضاء اللجنة والشركاء، متناولًا الجانب الأكاديمي من حيث المساقات والمواصفات والإمكانيات البشرية وضرورة تأهيل الطالب مباشرة لسوق العمل على أيدي أكفاء ومتخصصين عاملين في القطاع ينخرطون في العملية التدريسية كما في مختلف برامج الجامعة بما في ذلك الطب والكليات الصحية والدراسات الثنائية.
وذهب نائب رئيس الجامعة للتخطيط والتطوير أ.د. جواد شقير لأهمية ضمان الجودة من حيث وجود وظائف أو فرص مهنية للطالب عقب تخرجه، وأن تضمن المساقات ومخرجاتها للطالب دخوله سوق العمل وقدرته على المنافسة والمواءمة مع متطلبات سوق الداخل بحيث يكون التدريب مدموجًا في العملية التدريسية بما يضمن تخريج أطباء بيطريين منافسين في المهنة.
وشملت الورشة جولة نقاش بين المتخصصين والمهنيين في مواضيع عديدة كالجودة في التدريب والتعليم والمهارات، وضرورة تحمل المسؤولية الاجتماعية وإشراك الأطباء الخبراء، ومواءمة النظري والعملي ودمج المعرفة، وأهمية التخصص في الطب البيطري.