استضافت جامعة القدس ندوة دولية بعنوان “مناهضة وعد بلفور المشؤوم والفكر الصهيوني” في حرمها الرئيس بالشراكة مع منتدى فلسطين ودائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير الفلسطينية، وبحضور شخصيات أكاديمية وحقوقية وسياسية.
وتحدث رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك حول وعد بلفور باعتباره سببًا رئيسيًا في النكبة وآثارها، وضرورة التفكير حول الحلول الممكنة بهذا الشأن، مشيرًا إلى مساهمة السيد منيب المصري في عمل انعطافة تاريخية من المسار السياسي إلى القانوني، وهو ما يستدعي خلق هذا التوجه وأن يكون هنالك وعي للسبب الحقيقي للنكبة وانعكاساتها وصولًا لما نحن عليه اليوم.
هذا وأوصى المؤتمرون بضرورة تشكيل لجنة متابعة لاستكمال المواضيع المطروحة وطرق متابعتها، وتوحيد الجهود في إطار ملاحقة الاحتلال وجرائمه وتشكيل لجنة لخوض الدبلوماسية العابرة للدول، وتشكيل فريق قانوني وطني من الجامعات وطلبتها، وكذلك عمل أبحاث ودراسات قانونية في موضوع وعد بلفور.
وتطرق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد التميمي إلى حرب غزة والإبادة المستمرة فيها واستمرارية الوجود الفلسطيني رغم كل الظروف والمحاولات، بالإضافة للحديث عن الدعوة التي كسبها السيد المصري في محكمة بداية نابلس، ومساعيه لاستكمال المسيرة حيث تقف المنظمة معه وتدعم مسيرته لأجل فلسطين على المستوى المحلي والدولي.
وأشار عضو مجلس أمناء جامعة القدس ورئيس منتدى فلسطين السيد منيب المصري إلى أهمية الوقوف معًا ضد حرب الإبادة التي تأتي كأحد آثار وعد بلفور، مؤكدًا أن كل ما يجري هو مخطط داعم للفكر الصهيوني وناتجًا عنه، مؤكدًا أن رسالة بلفور غير أخلاقية وغير قانونية ويجب أن يتم دحضها في المحاكم المحلية والدولية.
واستعرضت أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية البروفيسور أحلام بيضون جملة نقاط هامة حول وعد بلفور أكدت على عدم مشروعيته وضرورة الكشف عن الوثائق لمحاسبة الدول المتآمرة، كما تحدثت عن مضمون الوعد نفسه وكون كلماته محملة بأوجه عديدة وملتبسة وألا قيمة قانونية له لعدم مشروعية المانح تعارضه مع القانون الدولي.
وذهب أستاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة د. عبد الكريم نجم إلى تاريخ عائلة روتشيلد وقصة شركة الهند الشرقية باعتبارها قوة استعمارية مكونة من تحالف ما بين رأس المال الصهيوني والبرنامج الاستعماري الأوروبي، منوهًا إلى أهمية الارتباط بالتاريخ لمستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وتناول أستاذ القانون الدولي في جامعة القدس أ.د. محمد الشلالدة السند القانوني لمقاضاة بريطانيا والذي يرجع إلى أنها تتحمل المسؤولية القانونية الدولية تجاه هذا الانتهاك لحق تقرير المصير الفلسطيني، لا سيما وأن جرائم الحق لا تسقط بالتقادم وإمكانية ملاحقة هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها في أي وقت، داعيًا المنظمات والدول العربية والإسلامية إلى وسم إسرائيل كدولة فصل عنصري والتصديق على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وكذلك الانضمام للدعوة التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضد الاحتلال.
من جانبه، قال أستاذ القانون الدولي في جامعة النجاح د. باسل منصور أن وعد بلفور ترتب عنه جرائم الحرب والإبادة والتهجير وأدخل المنطقة في صراع مستمر، مشيرًا إلى وجود سبل كثيرة محلية ودولية لتفعيل القضية محليًا ودوليًا، وأنه على الجهات المعنية جمع الأدلة القانونية والوثائق اللازمة والعمل على نشر الوعي بخصوصها عالميًل، والضغط على الحكومة البريطانية للاعتذار والتعويض.