اعتمدت مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية التابعة لوزارة الاقتصاد الوطني، جهاز التنفس الاصطناعي الطبي الذي أنتجته جامعة القدس بجهد مشترك بين كليتي الطب والهندسة فيها، والتي كانت قد كشفت عنه بداية هذا الشهر.
وجاء القرار بإعتماد الجهاز عقب سلسلة شاملة ومكثفة من الاختبارات التقنية والفنية والتجارب الطبية التي اجرتها مؤسسة المواصفات ووزارة الصحة على الجهاز، واستمرت لثلاثة أسابيع عملت خلالها طواقم مؤسسة المواصفات على مدار الساعة لإتمام عملية الاختبارات خلال فترة زمنية سريعة بالنظر للحاجة الملحة لأجهزة التنفس الاصطناعي بسبب جائحة الكورونا، والنقص المحلي والعالمي الحاد في توافر هذه الاجهزة على ضوء الارتفاع غير المسبوق بحجم الطلب على هذه الاجهزة، والتي باتت من الأدوات أساسية في مواجهة الكورونا، وتتنافس حتى كبرى الدول على اقتنائها، حيث تشير دراسات متعددة ان حوالي ٢٠٪ ممن يصابون بالمرض يحتاجون إلى المساعدة في التنفس من خلال اجهزة التنفس الطبية.
وأعلن رئيس جامعة القدس الأستاذ الدكتور عماد أبو كشك انه مع صدور الإعتماد، فإن الجامعة ستشرع على الفور بإنتاج ١٠٠ جهاز في مختبراتها ومعاملها، لتضعها تحت تصرف وزارة الصحة لتقوم بتوزيعها على المستشفيات الفلسطينية ومراكز العلاج المخصصة لمرضى الكورونا، وذلك كمساهمة من الجامعة في دعم جهود مكافحة الوباء التي يقودها رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس والحكومة الفلسطينية.
ويجدر الذكر ان الجهاز الذي قامت جامعة القدس بإنتاجه يعتمد على تصميم ابتكاري بالكامل، شارك في تصميمه مجموعة من اساتذة كلية الطب في تخصصات الأمراض الصدرية والعناية المكثفة، ومجموعة من اساتذة كلية الهندسة في تخصصات المعدات الطبية والالكترونيات والبرمجة. وعلى خلاف التصاميم التي قامت بعض الشركات والجامعات الأجنبية بنشرها لأجهزة تنفس بدائية تقوم على مبدأ الضغط الميكانيكي لأكياس التنفس المعروفة بال ambu bags، فإن الجهاز الذي أنتجته جامعة القدس محوسب بالكامل، ويوفر أنماط مختلفة من التنفس وفقًا لحاجة المريض، وعلى درجة عالية من التطور التقني، حيث يعتمد على محركات ميكانيكية ومولدات إلكترونية، لا يدخل فيها اكياس التنفس البدائية، ومرتبطة بشاشات تحكم الكترونية تمكن الاطباء والعاملين في الرعاية الصحية من التحكم بالجهاز الكترونيًا وملائمة انماط التنفس حسب حاجة المريض، كل ذلك من خلال مكونات متاحة في السوق المحلي، حيث تعتبر الأخيرة من الإضافات الخلّاقة والنوعية في التصميم الذي قدمته جامعة القدس.
هذا وكان الأستاذ الدكتور ابو كشك قد اعلن عن وضع الجهاز بكل ما فيه من حقوق ملكية تحت تصرف الرئيس محمود عباس، وذلك كمساهمة من جامعة عاصمة فلسطين للجهد الذي يقوده رئيس دولة فلسطين، الذي كان قد اتصل بالأستاذ الدكتور أبو كشك مهنئًا إياه وأسرة الجامعة على هذا الإنجاز عندما أعلنت الجامعة عنه أوائل هذا الشهر.