القدس | أعلنت اليوم جامعة القدس عن الانتهاء من المرحلة الاولى من مشروع "إعادة تأهيل مجمع دار القنصل" والذي يعد أضخم مشاريع الترميم في البلدة القديمة بالقدس، وذلك خلال احتفالية أقيمت في المدينة المقدسة لافتتاح 45 شقة تم ترميمها بمواصفات عالية الجودة وذلك تحت رعاية رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك، ويأتي هذا المشروع بالشراكة بين الجامعة وحراسة الاراضي المقدسة، وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية " UN Habitat " التي قامت بالاشراف على وتنفيذ مشروع الترميم، والاتحاد الاوروبي الذي قام بتمويل المشروع.
وحضر حفل افتتاح المشروع والذي يقع على تقاطع سوق خان الزيت وعقبة التكية رئيس جامعة القدس أ.د. عماد ابو كشك، والسيد يوريس هيرين ممثلا عن الاتحاد الاوروبي، وعن حراسة الاراضي المقدسة الاب رمزي صيداوي، والدكتور زياد الشقرا عن برنامج " UN Habitat " ومجموعة من ممثلي المؤسسات المحلية والوطنية والطلبة والهيئة التدريسية في الجامعة.
ومن جهته شكر أ.د. ابو كشك جميع القائمين على هذا المشروع الكبير في مدينة القدس، والذي يأتي ضمن رؤية الجامعة واستراتيجيتها في خدمة المجتمع وخاصة في البلدة القديمة، مؤكدا على ان هذا المشروع استراتيجي وحيوي لمدينة القدس وسيقدم الخدمات للمجتمع المقدسي، حيث كرّست الجامعة جهودها لاحياء هذا المكان، الامر الذي دفع بالجامعة الى ان ترعى هذا المشروع، الذ سيؤدي ترميمه الى المساهمة في الحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي والتراثي للمدينة المقدسة .
وأكد أ.د. أبو كشك على أن جامعة القدس أخذت على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه المحافظة على المدينة وتعزيز ثبات أهلها فيها، مشيراً إلى أن الجامعة وفقاً لهذه المسؤولية استحقت أن تصنف كأكثر الجامعات العربية التزاماً وتأثيراً تجاه القضايا المجتمعية في الوطن العربي، وتجلى هذا بمبادراتها التي تقودها في البلدة القديمة في القدس من خلال مراكزها المتعددة والتي تقدم الخدمات المجانية، فهذا المشروع اضاف لإنجازات الجامعة الحافلة، إنجاز كبير آخر للقدس جامعة وعاصمة.
وتحدث السيد هيرين عن اهمية هذا المشروع والذي يهدف الى الحفاظ على معالم المدينة المقدسة التاريخية والدينية، وسيعمل على عقد نشاطات ثقافية وتربوية تخدم سكان المدينة، بالاضافة للحفاظ على الملامح الفلسطينية للمدينة ودعم الفلسطينيين في القدس الذين يواجهون واقعاً قاسياً، وقد اعرب عن سعادته لإنجاز هذا المشروع الحيوي والهام، والذي يسهم في إحياء هذه البلدة والحفاظ على هويتها التاريخية.
ويشمل المشروع الى جانب ال45 شقة التي تم نرميمها، ترميم مواقع اخرى من المجمع الكبير من دار القنصل، بما في ذلك الطبقات الارضية التي ستضم مركز التجمع المدني والذي سيكون من أكبر المشاريع المجتمعية والثقافية في البلدة وسيعمل على تقديم الخدمات المتعددة المجانية للمجتمع المقدسي.
كما وقدم طلب دائرة الهندسة المعمارية من جامعة القدس خلال الحفل مجسما كبيرا ثلاثي الابعاد لمشروع دار القنصل والمنطقة المحيطة به بما في ذلك طريق عقبة التكية، وتصميم للساحة الخارجية من الطابق العلوي للمشروع، والذي انجزه الطلبة باشراف د. يارا السيفي رئيسة دائرة الهندسة المعمارية، ود. مها السمان من الهندسة المعمارية.
ويجدر الذكر ان المشروع قد بدء عام 2014، وكانت جامعة القدس من الشركاء الرئيسيين في المشروع منذ بدايته، وسخرت دوائرها الأكاديمية والإدارية ذات الصلة في خدمة المشروع، لما يحمله من قيم تاريخية وأثرية، ليكون مشروعاً مبتكراً ونموذجاً جديداً للتنمية داخل البلدة القديمة.
وقد مرت دار القنصل بفترات زمنية مختلفة معقدة، وحضارات متعددة تركت بصمَتها الخاصة في طريقة بنائه، حيث الحضارة الأموية والبيزنطية، والعثمانية والصليبية، الأمر الذي بات جلياً في التشكيلات المعمارية التراكمية في زوايا المكان، ويذكر أن مسمّى دار القنصل يعود لأحد القناصلة الألمان الذي عاش في إحدى الفترات الزمنية.
يذكر ان جامعة القدس تقود مجموعة من البرامج المجتمعية التي تسخرها في سبيل خدمة المقدسيين وتعزيز صمودهم في القدس، وذلك من خلال مراكزها المتعددة في البلدة القديمة، كمركز العمل المجتمعي الذي تُقدم من خلاله الخدمات القانونية والاجتماعية لآلاف المقدسيين الذين يعانون سياسات التضييق والتهجير، كسحب الهويات والطرد من المدينة، وفرض الضرائب الباهظة على تجارها، وتضم الجامعة في البلدة القديمة عدة مواقع وأماكن تابعة لها، مثل كرسي الامام الغزالي، وحمام الشفا، وحمام العين في خان تنكز، ووحدة دراسات آثار القدس، والمكتبة العامة في عقبة رصاص، وبركة البطرك في حي الأقباط، ومركز دراسات القدس.
