القدس | اختتمت جامعة القدس بالتعاون مع برنامج القدس لإعمار البلدات القديمة في مؤسسة "التعاون، الدورة التدريبية المتخصصة للعام الثاني على التوالي في مجال ترميم وإدارة التراث والمواقع التاريخية لطلبة الهندسة المعمارية في الجامعة، بمشاركة خبراء محليين ودوليين في مختلف التخصصات في مجال الترميم والحفاظ على الموروث المعماري والتاريخي ، حيث تضمنت الدورة محاضرات نظرية وعملية في مواضيع الترميم والحفاظ على التراث الثقافي وزيارة مواقع أثرية.
ويهدف التدريب الى تأسيس وتطوير الكفاءات الفنية لدى طلبة جامعة القدس في مجالات الترميم والحفاظ على الموروث المعماري والتاريخي واعادة اعمار المباني القديمة، وكذلك اكتساب منهجية علمية في كل من التوثيق وأسس الحفاظ المعماري، والتعرف على طبيعة المواد المستخدمة في الترميم وخصائصها، وكيفية التعامل مع مشاكل الحجر والرطوبة والدلف، والمشاكل الانشائية للمباني القديمة، وكيفية ادارة المواقع التاريخية، وذلك من خلال زيارات ميدانية لمواقع أثرية
وأعد الطلبة المتدربون خططاً للحفاظ على بيت "علي عريقات" في بلدة أبو ديس، والذي تم اختياره كحالة دراسية ، بحيث تم تطبيق كافة التقنيات الفنية التي تم تعلمها خلال الدورة عليه من أجل إعداد ملف متكامل عن كيفية الحفاظ على هذا المبنى وتوثيقه معمارياً ، وتحليله تاريخياً و انشائياً وفيزيائياً، وتحديد أولويات التدخل فيه للحفاظ عليه على المدى القصير و البعيد وتحديد مناطق التدخل وتقديم مقترحات للاستخدام المستقبلي للمبنى.
وتخلل الاختتام تفقد رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك لنتائج وتقييم هذه الدورة من قبل الخبراء والمدربين، والذي عبر عن إعجابه بقدرة طلبة الجامعة في هذا المجال لتحويل المعرفة النظرية إلى معرفة عملية، وبالتالي الاستعداد لخوض سوق العمل في هذا المجال وتصميم المباني وعمل مخططات لها وكيفية معالجة مشاكلها، داعياً الطلبة إلى الاهتمام بهذا المجال الهام في حفظ تراث الشعب الفلسطيني.
وقالت د. يارا سيفي رئيسة دائرة الهندسة المعمارية إن الدائرة تعمل على تطوير مهارات الطلبة وتحويل المعرفة النظرية إلى معرفة عملية، مؤكدةً على أهمية الدورة في تحقيق ذلك، وتوفير الفرص أمام الطلبة لدعم تخصصهم كون الترميم جزء مهم في الهندسة المعمارية.
وأكدت د. سيفي على تعزيز الدائرة من قدرة الطالب على التصميم وفقا لمعطيات المكان من ناحية الإقليم والطبيعة والثقافة والمجتمع وغيرها، آخذين بعين الاعتبار أن المهندس المعماري قد يمارس المهنة في بيئة خارج بيئة المجتمع الفلسطيني، وذلك لتوافر فرص العمل في الخارج، والطلب المتزايد على من يمتلكون التدريب والخبرة في هذا المجال عالمياً.
بدورها أوضحت مديرة برنامج القدس لإعمار البلدات القديمة م. أمل أبو الهوى أن هذه الدورة المتخصصة قدمت الكثير من المعلومات والخبرة العملية للطلبة المشاركين، مؤكدة على أهمية الشراكة مع الجامعات الفلسطينية في الدورات الخاصة بالحفاظ على الموروث الثقافي، وذلك بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مشيرةً إلى أهمية ذلك في اكساب طلبة الجامعات الوعي والمعرفة حول ترميم التراث وتطبيقه في عملهم.
وتحدثت المهندسة ولاء سمارة منسقة المشروع حول أهمية هذه الدورة في توجيه الأجيال القادمة لحفظ التراث الفلسطيني والاهتمام فيه ، مشيرة إلى الخبرة العملية الكبيرة التي اكتسبها الطلبة من هذا التدريب، وكذلك ترسيخ المعلومات لدى الطلبة من خلال التجربة العملية باختيار حالة دراسية كبيت "علي عريقات"، حيث تمكن الطلبة من التعرف على المباني القديمة ودراستها عن قرب.
وتسعى جامعة القدس لتوفير فرص أكثر للتدريب العملي لطلبتها من خلال شبكاتها الواسعة مع مؤسسات المجتمع المحلي والدولي، لتمكين الطلبة من المهارات والخبرات اللازمة بما يتواءم وتطورات سوق العمل.
يذكر أن دائرة الهندسة المعمارية عملت جاهدةً لتمكين الطلبة في مجال التصميم المعماري المعاصر، وقد نظمت الدورة العام الماضي حول ذات الموضوع، بهدف تمكين الطلبة في هذا المجال، وقد استطاع طلبة الدائرة إثبات جدارتهم في أكثر من مسابقة، كان منها فوز تصاميم لثلاثة طلبة من قسم الهندسة المعمارية في جامعة القدس في مسابقة تصميم كنيسة في مدينة روابي، حيث تعمل الجامعة في إطار مسؤوليتها المجتمعية للحفاظ على الإرث الحضاري لفلسطين.
وفي النهاية تم تسليم الطلبة المشاركين شهادات معتمدة من مؤسسة التعاون.