إن من أعقد وأهم الأمور الخاصة للإنسان الناضج أن يدرك الهدف من الحياة والوجود. كبار سن من حولنا يميلون بوعي أو بدون وعي فرض قيمهم وحتى معتقداتهم علينا وكأنهم يرغبون أن يرو أبناءهم وأحفادهم جنود تكمل رسالتهم في الحياة.. بكلمات أخرى يدفعوننا وبشكل نسبي يختلف من شخص إلى آخر إلى الارتباك وأحياناً يصل الأمر إلى حد الجنون مما ينتج لدينا ومعهم الكثير من الإشكالات والعقد التي تظهر على شكل أزمات تبدأ ولا تنتهي. قبل الخوض أكثرفي الموضوع اعتقد ان على كل واحد منا أن يصنع تاريخه ويحدد رسالته في الوجود.. لن يجدي نفعاً النسخ أو حمل رسائل الآخرين. علي أن أحمل رسائلي فقط. و احد الرسائل الشخصية لي في الحياة العمل من أجل المساعدة في تغيير البيئه من حولي لما هو افضل… على الراغبين في تحديد رسالتهم الحياتية نقول… إذا كان لديك ذاكرة طويلة المدى جيدة أو حتى البوم صور يجمع لك ذكريات في مراحل مختلفة قم بالتأمل والمراجعة، واعمل جرد بالأحداث التي تركت أثراً في نفسك. هذه هي الأشياء التي تشير إلى من تكون بشكل واقعي.. عند عمل ذلك أنت تفعل الشيء الصحيح.. أولى الخطوات وأهمها.. لأنك ترسم صورتك الذاتية عبر السنوات والأحداث.. الخطوة الثانية حاول التعرف على أية أنماط (نمط) تكرر في تلك الأحداث.. مثلاً ظهورك عدة مرات في الملاعب تشير إلى المواهب الرياضية وهكذا الحال إذا كنت تغني.. تعزف.. تشير إلى المواهب الفنية فإذا كنت طبيباً تستطيع أن ترى بوضوع أنك بعيد عن رسالتك الحقيقية.. لربما أصبحت طبيب لترضي والدك.. والدتك أو لتصبح غنياً بسرعة؟؟!!.
دعني أسأل سؤال بسيط " في يوم عادي ما هي أحلام اليقظة لديك؟" ليس في يوم إجازة بل في يوم أنت فعلا غارق فيه بالعمل والمسؤوليات.. ما هي المواهب التي تستخدم.. ما هي الأشياء التي تعني لك الكثير..
الخطوة التالية لربما غير سارة ولكن يمكن النظر لها بإيجابية.. تخيل أنك ميت قريباً.. أسأل ذاتك حول الانجازات والسمات النوعية التي تحب وتتمنى الناس أن تذكرها عنك في مواقف الرثاء والعزاء.. إذا كان الذكر لك قصيراً وعابراً بعد موتك ماذا ستفعل لتغير ذلك. ماذا تفعل لتضيف عليه حتى يصبح الحديث معبرا عن رغبات وأحلام وأمنيات لم تتحقق لأنك لم تعمل على تحقيقها.. دعنا نفترض أن مواهبك تعمل أفضل معاً أي في أكثر من اتجاه.. لنفترض أن أربع مواهب أو ثلاث مواهب لديك كيف يمكن لهذه المواهب أن تشكل فريق واحد.. على سبيل المثال ان اكتشفت أنني أميل للعمل النقابي بالدفاع عن الآخرين شيء جميل وممتع وعايشت هذه التجربة لعقدين أو أكثر من الزمن، لكن كان عندي موهبة أخرى الاستمتاع في ممارسة علم الفلك الغيبي من تحليل الشخصية حتى وضع توقعات آنية أو بعيدة المدى.. عند ربط الموهبتين معاً أجد نفسي أحمل رسالة إلى الآخرين تحاول ايجاد الوسائل المختلفة لمساعدة كل من يطلب مني المساعدة.. عرفت رسالتي بالحياة التي جسدتها بكلمات بسيطة "أنا من أول يوم أدركت الحياة ومعناها.. ولدت ضمن فئة (طبقة المعذبين/ المهمشين في الأرض).. فقررت أن استخدم أفضل ما لدي من حب/ فكر نشاط مشاركاً كل من يتوافق معي في الرسالة بخلق حياة أكثر إنسانية وذلك بخلق ظروف أكثر ملائمة للنمو والتطور الإنساني فينا"
وأخيرا.. الكثير يعتبر الأحلام خيال.. أنا هنا في موقع مختلف الحلم في اليقظة كما في النوم.. هو هدف ورسالة تصرخ فيك العمل على اشباعها وتحقيقها.. لذا أنصح باستخدام أحلامك لتساعدك على كشف رسالتك.. لأنها بوابات اللاوعي للعبور لأعماق الوعي الذي يمكننا من عكس روحنا الحقيقة.. أنت تستطيع وبإدراك واعي التحضير لهكذا أمر من خلال التفكير وكتابة رسالتك في الحياة قبل النوم بينما تحاول النوم أسأل عقلك وقلبك " ماذا أحب أن أفعل بحياتي.. ما هي رسالتي ودوري في الحياة؟؟"
قبل النهوض من الفراش وفي أول فرصة تستيقظ فيها أكتب أحلامك وحاول رؤية وتحليل أي رابط بينها وبين الأسئلة إذا لم يتوفر أي رابط كرر المحاولة في يوم وليلة أخرى. تستطيع كذلك الجلوس لوحدك وإجراء جلسة واعية من التأمل والحلم اليقظ لوضع التصور عن رسالتك الشخصية في الحياة.. تذكر حمل رسائل الغير قد يجلب بعض الرضى للغير لكن لن يجلب لك الرضى..
صبري صفدي