رحل عنا يوم امس الاول زميلنا وصديق الجميع جبر عريقات، الانسان الذي حمل على شفتيه ابتسامة الحياة، وذلك بعد اصابته بمرض لم يمهله طويلاً، اسبوعين فقط حتى اختاره الله ليكون الى جواره، وتنقل معه ابتسامته ليسعد بها من سبقه الى العلى.
التحق جبر بالعمل في الجامعة (اثناء بدايات تجمع الكليات المتناثرة لتصبح في منتصف التسعينات جامعة) في كلية العلوم والتكنولوجيا بتاريخ 1/10/1984 حيث عمل كموظف في الكفتيريا آنذاك، ومن اهم ما يمكن ذكره بسيرة حياته، عضويته في الهيئة الادارية للجنة عمال ومستخدمي كلية العلوم والتكنولوجيا، والتي اصبحت لاحقا نقابة اساتذة موظفي الجامعة، حيث شغل منصب منسق اللجنة المالية، وكان مشرفاًَ على مقصف المعهد العربي ولعدة سنوات.
استمر بالعمل والمساعدة في النشاطات التي اقامتها الكلية في حينه، وكان مشرفا على تقديم الضيافة لكافة ضيوف الجامعة في اللقاءات والمؤتمرات والحفلات، الى ان تم تضمين كافيتيريات الجامعة. عندها انتقل للعمل في قسم الحراسة
ومع بدايات العام 2002 انضم الراحل لقسم الحرس والامن بالجامعة حيث عمل في هذا المجال حتى وافته المنية يوم الجمعة 25/6/2010 .
تميز جبر بالتزامه بالعمل وحسن خلقه ومساعدته للاخرين، وكان بمثابة الجندي المجهول للاعمال والنشاطات النقابية المختلفة، ويشهد له علاقاته القوية مع زملائه، يقدم لهم المشورة والنصح، ويأخذ على نفسه احيان كثيرة منعا لاحراج زملائه ولاصلاح ذات البين. واهم ما ميزه ابتسامته، التي سيفتقدها الكثيرين.
وفي كلمة اخيرة،
رسالة خرجت من القلب لتدخل قلوب الآخرين، رسالة صدق وعرفان للصديق الصدوق والاخ الحنون، لعلها تؤنس وحشته.
اخي وحبيبي ابو ليث،
بعد ان جفت الدموع في المقل، وقبل ان يجف مداد الحبر، وتعجز القريحة عن امدادي بالكلمات … اجد نفسي اتشبث بهذه الورقات بينما يقوم الاوفياء لك، واحبتك بالقيام بمراسم الوداع الاخير لك معهم، ايها الجبر الحبيب، لقد كنت فعلا الجبر طوال حياتك لكل من عاشرك، وتواصل معك، فانا لا استطيع الا ان اقارنك بالقلائل الذين تأثرت بهم
… اليس انت هو صاحب تلك الابتسامة الساحرة التي لم تفارق ثغرك يوما …
الست انت صاحب الروح الخفيفة المرحة التي داعبت قلوب الذين من حولك حتى في احلك لحظات الليل ظلمة …
اليس انت من قام في ابتلاع النداء التاسع في اصعب لحظات التمرد والمواجهة …
نعم لقد كنت انت كل ذلك ايها الرجل السهل الممتنع، لقد كنت صقرا حقيقيا حلق في سماء ابو ديس، وادى واجبه تجاه هذه الارض وهذا الشعب المرابط دون خوف او تردد ووجل …
اخي ابا الليث … نم هنيئ القلب قرير العين، فقد تركت وراءك ثلاث صقور وآلآف الاحبة على رأسهم زوجة وفية، وأم رائعة ووالد لا يمكن وصفه الا بتاج حقيقي يعلو كل الرؤوس …
انني ايها الحبيب اقوم بهذه الكلمات بتخليد ذكرى لك على حق بنشرها، ليس الا بهدف القول انك رحلت عنا لكن تركت فينا الكثير مما يفيض المداد وتنتهي الصفحات عن تدوينه.
الحبيب جبر، اتمنى من العلي القدير ان يكون بعون ابناءك وزوجتك ووالديك واخوانك وكل من له صلة بك … اتمنى ان يدركوا بسرعة ان الله اخذك لانه يحبك، فهو صاحب الخيار والخير فيما اختار … لقد رحمك … مسيرة طويلة وشاقة وقاسية ومؤلمة في معركة الصراع مع هذا المرض الخبيث.
ايها الحبيب والزميل.. اثناء مسيرة الوداع .. والله.. لم اسمع الا كل جميل وحسن عن رجل عزت فيه الرجال في هذا الزمن الاغبر …
اعاهدك ان اكون لاولادك العم والصديق وان اكون بجانبهم الى ان ينال مني ملاك الموت …
تحية فلسطينية صادقة معطرة وفية لك كما هي وفية لكل دماء الشهداء
اخوك صبري الصفدي