القدس | عقدت جامعة القدس مؤتمرها التربوي الثالث، بعنوان "المعلم في عالم تتداخل فيه القيم"، وذلك تحت رعاية أ.د. عماد أبو كشك رئيس الجامعة، وبتنظيم من كلية العلوم التربوية، وبالتعاون مع الاتحاد العام للمعلمين، وبمشاركة أكاديميين وباحثين وخبراء من الجامعة ومن مؤسسات التعليم العالي، وجامعة فلسطين التي شاركت عبر الفيديو كونفرس من غزة.
وهدف المؤتمر إلى مناقشة العوامل المؤثرة في مكانة المعلم، وطرح استراتيجيات للارتقاء بمستوى المعلم اجتماعياً واقتصادياً، إضافة إلى مناقشة الأبعاد الثقافية المؤثرة على حقوقه.
وفي كلمته أكد أ.د. عماد أبو كشك على أهمية هذا المؤتمر وأهمية تعزيز مكانة المعلم ودوره في الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، في ظل تداخل الكثير من العوامل والمتغيرات البيئية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ومدى قدرة المعلم على التكيف مع تلك المتغيرات.
وشدد أ.د. أبو كشك على ضرورة تناول واقع العملية التربوية في التعليم العام في فلسطين، والمعطيات المطلوبة للنهوض بالعملية التعليمية والقيمية في المنظومة التربوية، مشيراً إلى ضرورة تحقيق جودة التعليم العام في ذات الوقت.
وأكد أ.د. أبو كشك على الدور الهام الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم بإشرافها ومراقبتها على التعليم العام في فلسطين، ووضعها للقوانين التي تصون حقوق المعلم، متمنياً بذلك النجاح للمؤتمر.
ونقل وكيل وزارة التربية والتعليم العالي د. بصري صالح تحيات معالي الوزير د.صبري صيدم وأمنياته بالنجاح في هذا المؤتمر الهادف إلى اضافة نوعية من أجل رفعة المعلم الفلسطيني كونه العنصر الهام في تطوير العمل التربوي.
وأكد د. بصري صالح أن وزارة التربية والتعليم العالي تقف إلى جانب حقوق المعلم، مشيراً إلى توجه الوزارة الدائم نحو اقرار قوانين تصب في صالح العملية التعليمية والمعلم معاً.
بدورها قالت عميدة كلية العلوم التربوية د. ايناس ناصر أن مهنة التعليم من أعظم المهن وأصعبها، فالمعلم هو صانع الحضارات ويحمل رسالة عظيمة، مشيرةً إلى أن الميدان التعليمي بحاجة ماسة إلى رؤية واضحة تعزز مكانة المعلم وترتقي بمهنة التعليم بهدف تحسين مخرجاته.
وأوضحت د. ناصر أنه يتوجب على الجهات المسؤولة بحث كل السبل لتعزيز المكانة الاجتماعية للمعلمين وتحقيق الحراك الاجتماعي الفاعل لهم، ودعمهم وتشجيعهم والدفاع عن مهنتهم العظيمة.
وأكد رئيس دائرة العمل والتنظيم الشعبي في منظمة التحرير د. واصل أبو يوسف أن العملية التعليمية هي الأساس لنجاح وتطوير المجتمع الفلسطيني الذي تميز دائماً بالعلم والعلماء، مشيداً بالنقلة النوعية التي يشهدها التعليم في فلسطين.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين الأستاذ سائد ازريقات أهمية المؤتمر للخروج بتوصيات ترقى بالمستوى المعيشي والمعنوي للمعلم الفلسطيني، مؤكداً أن المعلم هو مجال الاستثمار الفلسطيني الذي يجب أن نهتم به مع الرقي بمهنة التعليم وتطوير العمل التربوي ومعالجة بعض القيم الدخيلة حول كيفية التعامل مع المعلم.
وبين الأستاذ ازريقات أن الاتحاد والمؤتمرون سيقومون بحمل هذه التوصيات والعمل على تطبيقها مع كافة الجهات المعنية.
وأكد نائب الرئيس العام لنقابة موظفي التربية والتعليم التركية السيد شكري كولوكسا على التعاون القائم ما بين جامعة القدس والحكومة التركية ومؤسسات التعليم العالي في تركيا، مقدماً شكره للجامعة لاستضافته في هذا المؤتمر الهام.
ولفت السيد كولوكسا إلى أهمية مهنة المعلم في المجتمعات كونها مهنة انسانية تسعى إلى نقل رسالة سامية، مشدداً بذلك على ضرورة تطوير المعلم وتقدير مهنته.
وأوصى المؤتمرون بضرورة وضع قوانين، وأنظمة تحفظ حق المعلم وكرامته، وعمل كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية على رفع شأن المعلم الفلسطيني، كما أوصت اللجنة بضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بتحفيز المعلمين مادياً ومعنوياً، وضرورة القاء الضوء اعلامياً على المعلمين وحقوقهم، ونشر ثقافة التقييم على أساس المعايير المهنية، وعقد دورات تدريبية لهم، والتشبيك بين المؤسسات التعليمية وتعزيز مفهوم المشاركة مع المعلمين في المجتمعات الأخرى للاستفادة من تجاربهم.
وتناولت محاور المؤتمر الذي تولى عرافته الدكتور أشرف أبو خيران، والدكتور سعيد عوض من كلية العلوم التربوية عدة مواضيع، تهدف إلى الارتقاء بالمسيرة التعليمية وصون حقوق المعلمين، وتضمنت جلسات المؤتمر قانون حماية حقوق المعلم الفلسطيني، ومكانة المعلم وحفظ حقوقه، والعوامل البيئية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المؤثرة على المعلم ومكانته ودوره في المجتمع الفلسطيني، وفي نهاية المؤتمر تم تكريم اللجان والباحثين.
ويشار إلى اهتمام جامعة القدس بعقد المؤتمرات والفعاليات الهادفة إلى تناول قضايا المجتمع وتسليط الضوء عليها وايجاد الحلول المناسبة لها بالتشارك مع مؤسسات المجمتع المحلي والدولي، وذلك انطلاقاً من رؤيتها السامية بأداء دورها المجتمعي عامة ومسؤوليتها تجاه القضايا التربوية خاصة، ويذكر أن هذا المؤتمر هو الثالث من نوعه في الجامعة على المستوى التربوي، حيث تناولت موضوعات المؤتمرين السابقين قضايا تربوية وتعليمية تمس الواقع الفلسطيني.