عقدت كلية الادب في الجامعة لقاء ادبي نوقش خلاله كتاب صدر حديثا للكاتب محمد منصور بعنوان "انتفاضة المقهورين".
يبدأ منصور كتابه بالحديث عن مرحلة السلطة وما عنته على مستوى المفاهيم والبنية، منتقلاً لظروف انطلاق الانتفاضة وصولاً الى الانتفاضة في الميدان وأدواتها وأسرار صمودها وانعكاساتها على المجتمع. وفرد في الكتاب فصلاً للمحطات الساخنة وما اسماه ب "العمى السياسي"، مروراً بتفاعلاتها الخارجية، ليتوج بذلك مجموعة استخلاصات ومقارنة مع الانتفاضة الاولى يقع الكتاب ف يمائتين وعشرين صفحة، ويعالج من خلال تسعة فصول بالسرد والتحليل ابرز محطات انتفاضة الاقصى.
بدأت الندوة، بكلمة ترحيبية قدمها د. احمد فارس عودة استاذ العلوم السياسية في الجامعة، كما واشار الى اهم محطات حياة محمد منصور في الكتابة، وعن العديد من كتاباته خاصة الكتاب محور النقاش للندوة.من جهته استهل الضيف منصور حديثه بتوجيه شكره العميق لجامعة القدس وكلية الاداب على هذه الاستضافة واوضح ان دوافع كتابته لهذا الكتاب انطلقت من ضرورة الكتابة واثارة حوار حول جملة قضايا اكتنفها الغموض والالتباس، وشرحها للقارئ تأتي في محاولة لاماطة اللثام عن الالتباس الذي أحاط بانتفاضة الأقصى، ومن جهى اخرى لتعريف السلطة تحت الاحتلال للخروج من دائرة الاتهام المتبادل بين السلطة والمعارضة، ومحاولة تعريف المقاومة في ظل سلطة تحت الاحتلال وما معنى الفلتان الامني في ظل الاحتلال وحدود الشرعية والمصلحة الوطنية العليا.
واشار منصور في معرض حديثه الى اهمية الكتابة من أقرب مسافة ممكنة للحدث وللجهات المشاركة في صناعته، وتسليط الضوء على الاولويات المعكوسة اثر الصراعات الداخلية على مسار الاحداث وتطوراتها على النتائج السلبية،واضاف انه اراد من هذا الكتاب تبيان مدى تعقيد الحالة التي نجمت عن اتفاق اوسلو ليس بمفهوم الرفض او التأييد،واشار انه حاول ابراز دور حركة فتح ومسؤوليتها سلبا او ايجابا نظرا لمكانتها ودورها وتأثيرها وما طرأ عليها باعتبارها صانعة اوسلو وقائدة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
واعرب عن اسفه لعدم ترك بصمتنا كشعب فلسطيني وثورة لا في مجال المقاومة المسلحة ولا الانتفاضة ولا المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان، فعدم توثيق تجاربنا هو احد اهم الاسباب التي تقف وراء ذلك،فلم نتمكن من التعبير عنه برواية بطولية او قصة مأساوية .
هذا وقد شبه منصور في كتابه الفلسطينيين ب "كيان" في طور التكوين والتشكل، ممزوج بالخوف من الاندفاع أثناء محاولة اكتشاف الذات الجديدة واثباتها،. كما واشار انه قد قام بانجاز كتابه خلال فترة تواجده موظفا في السلطة الوطنية، مما اسهم في تسليط الضوء على هشاشة ماكنتنا المفككة.
واوضح ان اهم افرازات الانتفاضة، انها ابرزت مدى تصميم الشعب على استعادة حقوقه وانهاء فكرة الرحيل من الذهنية الفلسطينية، كما وكشف حقيقة العقلية الاسرائيلية في نظرتها للمستقبل الفلسطيني عبر بناء الجدار والانسحاب من قطاع غزة.
يذكر، ان كتاب انتفاضة المقهورين هو كتاب تحليلي وتوثيقي، ورد فيه الكثير من الاحصاءات المهمة والاستنتاجات، يختلف القارئ مع بعضها ويوافق مع البعض الآخر، لكنه يبقى وثيقة شاهد عيان.