نظمت عمادة البحث العلمي ومجموعة الحمض النووي الريبي الفلسطينية RNA في جامعة القدس، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في ميدان العلوم الذي يصادف الثاني من شباط، بالتعاون مع المنصة الفلسطينية لمنظمة المرأة في العلوم، ومشاركة باحثات فلسطينيات لعرض أبحاثهم في العلوم الحيوية الجزيئية والتجارب والتحديات في الميدان.
وقالت عميد البحث العلمي د. إلهام الخطيب “كان العام الأكاديمي 2021-2022 في جامعة القدس مميزًا كالعادة، حيث شاركت باحثات جامعة القدس من طالبات وأعضاء هيئة تدريس فنيات بما يقارب 43% من نتاج جامعة القدس البحثي الكلي، وكانت الباحثة هي الباحث الرئيس في 51% من هذه المشاركات البحثية لهذا العام”.
من جانبها، تحدثت الأستاذ المشارك في البيولوجيا الجزيئية بجامعة القدس د. سهير عريقات عن أهمية البحث العلمي في معالجة المشكلات الصحية في فلسطين، وعرضت الأبحاث التي قامت بها مع مجموعة من الباحثين والطلاب في الجامعة، كان أهمها دراسة بعض العوامل المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني في فلسطين، والتي تساعد بالتنبؤ بتطور المرض وإنشاء طرق وقائية فعالة.
وتطرقت عريقات للتحديات والصعوبات الاجتماعية والأسرية التي تواجهها المرأة الفلسطينية الباحثة، مشيدةً بدور عمادة البحث العلمي وجامعة القدس في تطوير شخصية الفتاة وإعدادها للمشاركة في العمل البحثي.
وحلت عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الأمريكية د. نوار قطب كمتحدثة رئيسية في الندوة، وهي نائب رئيس جمعية سند للسرطان، ونائب رئيس المنتدى الفلسطيني للأبحاث الطبية في فلسطين، وإحدى الأكاديميات الفلسطينيات البارزات، وفي مداخلتها تناولت أبحاثها في موضوع دراسة التقييم الجيني والوظيفي للطفرات الجديدة في السرطان في فلسطين.
بدورها، شاركت نائب الرئيس للشؤون الطبية والصحية في جامعة القدس وعميد كلية المهن الصحية د. رانية أبو سير بحثها بعنوان ” Microsatellite Instability and Mismatch Repair Genes’ Variations in Identifying the Risk of Lynch Syndrome”، الذي هدف إلى تحديد مدى انتشار متلازمة لينش بين مرضى سرطان القولون والمستقيم في فلسطين، وهو ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشارًا، بحيث تعد متلازمة لينش أحد أهم مسببات سرطان القولون والمستقيم الوراثي.
وأشارت د. أبو سير “أبرز التحديات التي تواجه البحث العلمي بشكل عام هي العوائق المرتبطة بواقع البحث العلمي في فلسطين، أما على صعيد المرأة فلم تزل بحاجة لمضاعفة مجهودها لإثبات نفسها والحصول على أدنى التقدير والاعتراف، بالإضافة إلى أنها تتحمّل مسؤولية مضاعفة تجاه عملها ومسيرتها المهنية وواجباتها العائلية، مع التقدم السريع والهائل للبحث الذي يتطلب متابعة دقيقة وآنية، إلا أنها قادرة على القيام بوظائف إدارية واستشارية وعلمية بكفاءة وحرفية، وبانضباط والتزام تامين بمعايير الإنتاج العلمي، وتمتلك ميزات الصبر والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والتفاني والشغف الذي يقود عملها”.
من جهتها، قدمت الأستاذ المشارك في كلية الطب في جامعة كولورادو د.أوليفيا ريسلاند مداخلتها حول التطور المبكر، إذ أنها باحثة في المجال، ويسجل لها اكتشاف العديد من المسارات الجزيئية التي تستخدمها الخلايا لتحطيم المنتجات الجينية، والتي لها آثار عميقة على كل من التطور والأمراض مثل السرطان.
وأفادت مؤسِّسة مجموعة Palestinian RNA مي بكر “خلال هذه الندوة المتميزة، تم دعوة عالمات وباحثات فلسطينيات استضافتهن وجاهيًا أو عبر زووم،من أجل عرض ومناقشة أبحاثهن الممتعة والهامة، بالإضافة إلى مشاركتهن للتحديات التي تواجه المرأة في ميدان العلوم من واقع تجربتهن البحثية والأكاديمية”.
يذكر أن مجموعة الحمض النووي الريبي الفلسطينية تأسست في جامعة القدس بداية عام ٢٠٢٣، بعد أن تم منحها الرعاية من الجمعية الدولية للحمض النووي الريبي، بحيث تهدف هذه المجموعة إلى عقد ندوات علمية متعلقة في مجال أبحاث الحمض النووي الريبي، تسعى من خلالها لتسهيل التفاعل بين الباحثين الفلسطينيين محليًا ودوليًا، من أجل بناء التعاون وتعزيز الأبحاث المتعلقة بالحمض النووي الريبي في فلسطين.