القدس | صدر في القدس الجزء الثالث والعشرون من سلسلة "يسألونك"، من تأليف الأستاذ الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة، أستاذ الفقه والأصول في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس.
و تناول هذا الجزء من سلسلة "يسألونك" الردَّ الشرعي على الدعوات المُخَذِّلة عن نُصرةُ المسجدِ الأقصى المبارك، وعلى دعوات التطبيع مع العدو المحتل، والردَّ على المنادين بتمييعُ الدِّينِ، وإهانةُ علومِ الشريعة الإسلامية، باسم تجديد الخطاب الديني، والردَّ على الافتراءات على النبي صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة، والافتراءات على قادة الأمة كالقائدِ المسلمِ صلاح الدين الأيوبي.
وبين الكاتب في هذا الجزء أن واجب الأمة المسلمة في نُصرةِ المسجد الأقصى المبارك، لا يسقطُ على الرغم من تعطيل الجهاد، وعلى الرغم من دعوات التطبيع، وإقامة العلاقات مع كيان يهود في مختلف المجالات، ومع سكوت الأنظمة ومشايخ السلطان، وتجاهل الإعلام العربي الرسمي للقضية، حتى إن عبارات الشجب والإدانة والإستنكار صارت تختفي وتضمحل مع مرور الأيام، وإمعان العربان في سياسة الخذلان.
كما بين أيضاً خطورةَ مسار التطبيع مع المحتلين، الذي صار ظاهراً للعيان بمجاهرة المطبعين العربان في أقوالهم وأفعالهم، وبدعمٍ ومساندةٍ وإفتاءٍ من مشايخ السلطان، وقد زعم بعضهم أنه لا يوجد آيةٌ في القرآن الكريم تقول:" يا أيها الذين آمنوا لا تُطَبِّعوا" وزعم أن التطبيع جائز؟!
إن التطبيع الذي يتكالب عليه العربان ليشكلُ طعنةً غادرةً في ظهر أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
وإن التطبيع الذي يمارسه أؤلئك ما هو إلا إقرارٌ وتسليمٌ بضياع كل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك خاصةً، وإقرارٌ واعترافٌ بكل ما أحدثه المحتلون من تدميرٍ وتخريبٍ لقرى ومدن فلسطين وبناءٍ للمستوطنات وتهجيرٍ لأهل فلسطين واستسلام ورضاً بأفعال المحتلين وإقرارٍ لباطلهم.
وأن حقيقة التطبيع وجوهره ما هو إلا فتحٌ لأبواب بلاد العرب والمسلمين أمام يهود وغزوها اقتصادياً وثقافياً وأخلاقياً وسياساً…إلخ وإقامة علاقات تجارية وصناعية وزراعية وسياحية ودبلوماسية وثقافية طبقاً لقرارات هيئة الأمم المتحدة، وليس طبقاً لأحكام الكتاب والسنة.
وإن الواجب على علماء الأمة والدعاة وخطباء المساجد أن يتصدوا لهذه الأفكار المشبوهة وأمثالها، وأن يقوموا بدورهم المنشود في توعية الناس، بخطورة هذه الأفكار الخبيثة، وأن يسهموا في كشف عُوارها، وأن يبينوا للأمة أن هذه الأفكار فيها مخالفةٌ صريحةٌ لشريعة الله تبارك وتعالى.
وقد اشتمل هذا الجزء بالإضافة لما سبق على قضايا كثيرةٍ تتعلق بالعبادات والمعاملات المعاصرة وقضايا المرأة والأسرة وغيرها.
وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم:(يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ ، وَانْتِحَالِ الْمُبْطِلِينَ ، وَتَأْوِيلِ الْجَاهِلِينَ).]
ويقع الكتاب في 365 صفحة.