القدس | أجرت الدكتورة نجوى الصفدي من دائرة الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس والبروفيسور سكوت ايستن من قسم الخدمة الاجتماعية في جامعة “Boston College” دراسة بحثية مشتركة بعنوان "صحة ورفاهية العاملين الاجتماعيين في القطاع العام في فلسطين"، وذلك في إطار التعاون البحثي بين جامعة القدس وغيرها من مؤسسات التعليم العالي ومراكز الابحاث الدولية.
وقد هدفت الدراسة للبحث في واقع الصحة النفسية وظروف العمل من وجهة نظر العاملين الاجتماعيين، وكذلك مستوى الدعم الاجتماعي الذي يتلقونه من أجل الخروج بمقترحات من شأنها التقليل من ضغط العمل الواقع على العاملين الاجتماعين.
وفي هذ السياق، عقدت دائرة الخدمة الاجتماعية بالتعاون مع عمادة البحث العلمي في جامعة القدس ندوة بحثية لعرض ومناقشة هذه الدراسة، حيث حضرها كل من نائب رئيس الجامعة التنفيذي أ.د. حسن دويك، وعميدة البحث العلمي د. الهام الخطيب، ورئيسة دائرة الخدمة الاجتماعية د. رولا هردل، والوكيل المساعد لوزارة التنمية الاجتماعية أ. أنور حمام، اضافة لمشاركة عشرات الأخصائيين الاجتماعيين من مختلف مديريات الوزارة، والذين مثلوا عينة الدراسة، وكذلك عدد من أعضاء الهيئات التدريسية للجامعات الفلسطينية، وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس.
وقد عبّر أ.د. حسن دويك عن فخر واعتزاز جامعة القدس بفريقها البحثي الذي يسهم مساهمة فعالة في نهضة البحث العلمي في فلسطين من خلال إيجاد الحلول للمشاكل المختلفة التي تواجه المجتمع، موضحاً أن الجامعة تبذل قصارى جهدها لدعم هؤلاء الباحثين في مختلف المجالات، إذ تحظى الجامعة بشبكة واسعة من العلاقات الدولية التي أفضت لتأسيس شراكات بحثية مع أعرق مراكز ومعاهد البحث العلمي.
وأشار أ.د. دويك الى أن جامعة القدس كانت السباقة الى تأسيس أول دائرة خدمة اجتماعية في فلسطين والتي تخرج منها منذ ذلك الحين المئات من الأخصائيين الاجتماعيين الذين يعملون في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ومنهم من تمكن من إكمال دراساته العليا في كبرى الجامعات العالمية.
بدوره شدد أ. أنور حمام، الوكيل المساعد لوزارة التنمية الاجتماعية، على أهمية العلاقة ما بين الوزارة ومؤسسات التعليم العالي للنهوض بواقع الأخصائيين الاجتماعيين في فلسطين، مشيداً بالتعاون المستمر بين الوزارة وجامعة القدس في عدة برامج ومشاريع مشتركة والتي كان آخرها مبادرة "الجامعة الصديقة لذوي الإعاقة" حيث اختارت الوزارة بموجبها جامعة القدس لتكون اول جامعة يتم تنفيذ هذه المبادرة فيها فتصبح بذلك نموذجاً للجامعة الصديقة لذوي الإعاقة يعمم على بقية الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.
من جهته عبّر البروفيسور سكوت ايستن من جامعة بوسطن “Boston College” عن فخره وسعادته بهذه الشراكة البحثية بين جامعتي القدس وبوسطن والتي من شأنها التشجيع على إعداد الدراسات والبحوث المشتركة وتبادل الخبرات البحثية والأكاديمية.
وخلال هذه الندوة، قامت الدكتورة نجوى الصفدي بتقديم عرض تفصيلي بيّنت فيه أهداف الدراسة وأدوات وأساليب البحث المتبعة فيها والنتائج والتوصيات التي خلصت اليها، والتي كان من أهمها: ضرورة تقديم الدعم النفسي المستمر واللازم للاخصائيين الاجتماعيين للتخفيف من الضغوطات النفسية وضغوطات العمل التي يتعرض لها الاخصائي الاجتماعي. وقد أكدت الباحثة على هذه التوصية كأولوية ملحة وركزت على ضرورة تعزيز الدعم الاجتماعي للأخصائيين الاجتماعيين على جميع المستويات وضرورة الاهتمام بإعداد البحوث بشكل متتابع في ذات المجال خلال السنوات القادمة، بالإضافة لإعداد أبحاث تقييمية لدراسة مدى فعالية البرامج الاجتماعية المقدمة للمواطنين بالشراكة بين جامعة القدس و“Boston College” المختصة في مجالات الخدمة الاجتماعية.
جدير بالذكر ان الدكتورة نجوى الصفدي هي أستاذ مساعد في دائرة الخدمة الاجتماعية بجامعة القدس، وحاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة “Boston College” الأمريكية، ودرجة الماجستير من جامعة “McGill” في كندا، ولها عدة أبحاث منشورة في مجلات عالمية متخصصة ومحكمة تتركز في مجال السياسات الاجتماعية وقضايا الفقر والعدالة الاجتماعية وأداء الحكومة في مجال الخدمات الاجتماعية والمساعدات الدولية والمشاركة المدنية في دول العالم الجنوبي بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص .
أما البروفيسور سكوت ايستن، فهو أستاذ مشارك في قسم الخدمة الاجتماعية في جامعة “Boston College” وحاصل على درجة الماجستير والدكتوراة من جامعة Iowa” في الولايات المتحدة الامريكية. وقد أمضى الدكتور سكوت ايستين عامًا من العمل الميداني والدراسي في القدس والضفة الغربية خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى وله عدة أبحاث منشورة في مجلات عالمية بارزة تختص في مجال الصحة النفسية والتعافي من الصدمات النفسية، إضافة الى اهتمامه بقضايا السياسات الاجتماعية وصنع القرار في بلدان الشرق الأوسط بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص.