القدس | في إنجاز علمي جديد يسجل لجامعة القدس، طور الدكتور احمد طه تطبيق "افندي" كأول منصة خدماتية شاملة تربط بين الباحثين عن خدمة سريعة في مجموعة واسعة من الخدمات مع مزوديها، وتشمل هذه الخدمات المهن الحرفية والبناء، والتكنولوجيا والتصميم، والنقل والمواصلات، الفنون والموسيقى، الرياضة واللياقة، الصحة، الخدمات الاكاديمية والدروس الخاصة، اضافة الى اللغات، كما أنه يتيح فرص عمل جديدة ويوفر دخلاً اضافياً من خلال الأعمال الحرة لكل من لديه القدرة على تقديم خدمات معينة من الحرفيين والمدربين وأصحاب المهارات والمواهب المختلفة بمن فيهم طلاب الجامعات والخريجين والباحثين عن وظائف.
وتقدم رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك بالتهنئة من الدكتور احمد طه على هذا الابتكار النوعي، الذي يجسد توجه جامعة القدس المتعلق بخلق بيئة لتشجيع وتطوير بيئة الابداع والريادة وتصميم الجامعة على تحقيقه.
وقال الأستاذ الدكتور أبو كشك إن هذا الانجاز الهام يدلل على استمرار ارتقاء الجامعة بمستواها العلمي والبحثي الى العالمية، معبراً عن سعادته بهذا المشروع الريادي الذي يعبر عن نجاح التوجه العام الذي تتبناه الجامعة والذي يهدف الى الاستجابة لمتطلبات التنمية وايجاد الحلول غير التقليدية، مشيراً إلى أن جامعة القدس تغرس العلم في خريجيها الذين يغرسون بالمقابل صورتها في كل مكان يحلون فيه، بالإشارة إلى أن الدكتور أحمد طه خريج جامعة القدس عام 2015.
وقال الدكتور أحمد طه "تطوير التطبيق الخدماتي "أفندي" يؤكد على أنه لكل طالب جامعي على مقاعد الدراسة موهبة، أو هواية، أو مهارة، أو رغبة في بداية تطوير لحرفة يستطيع تنميتها عملياً خلال دراسته وبعد التخرج وعرضها على المجتمع، وتترافق مع ازدياد الطلب على هذه الخدمات التي يمتلك الطلبة القدرة على تقديمها عن طريق العمل الحر دون الحاجة الى مكاتب ومحلات وغيرها، وتمكنهم ايضا من تقديم أسعار معقولة للمستفيدين".
ويساعد تطبيق "أفندي" الطلبة مبكراً على تطوير ملفهم المهني خلال سنوات الدراسة، وكذلك التفكير بطريقة غير تقليدية لإنشاء عمل خاص بهم يقومون به عن بعد، أو مباشرة في محيطهم الجغرافي، ويقدمون خدمات سريعة وقصيرة يحتاجها المجتمع.
وأوضح د. طه أن الطلبة مثلاُ في مجال الالكترونيات يمكنهم عرض خبرتهم ومجال عملهم لاستقبال طلبات عمل لصيانة أجهزة بيتية، أو تركيب أنظمة حماية وانذار، وكذلك الطلبة في مجال الكمبيوتر والتصميم يمكنهم عرض مهاراتهم في تطوير البرمجيات وتصميم الصفحات أو تصميم الشبكات، وفي مجال العلاج الطبيعي والوظيفي والمساج يمكنهم عرض مهاراتهم في العمل مع المرضى واستقبال طلبات الباحثين عن هذا النوع من الخدمات، وهكذا بالنسبة لطلبة الفنون والرياضة والأعمال.
ويشير د. طه إلى أن تطبيق "أفندي" يفتح مجالاً واسعاً للعمل، وفرصة لاستقطاب الناجحين لاحقاً من قبل أصحاب الأعمال والشركات الفاعلين على التطبيق.
ويتيح التطبيق فرصة للعمل التطوعي الذي يسمح للمؤسسات المجتمعية التنموية بعرض حاجتها من العمل التطوعي، ولطلبة الجامعات وغيرهم الاعلان عن رغبتهم بتقديم العمل التطوعي، وهذا مجال واسع لطلبة الجامعات لافادة المجتمع من ساعات العمل التطوعي الذي يعيد للمجتمع قيمة ثقافية كانت متجذرة فيه.
ويضيف التطبيق نمط المحادثة والترويج باسلوب منصات التواصل الاجتماعي لكن في اطار عمل التطبيق، حيث يشمل آليات ترويج خدمات التدريب، والدروس الخاصة، والعمل المهني، والعمل الحرفي، والاستشارات، والمبيعات، والعمل التطوعي، والتجارة والتعهدات بطريقة سهلة لترويج أصحاب هذه المهارات والأعمال كأصحاب الحرف، وأصحاب الأعمال الحرة، واصحاب المواهب، والمستشارين والمعلمين والمدربين والطلبة والمتطوعين وأصحاب الأعمال التجارية.
وفي التطبيق فكرة تتمحور حول مجموعة الخدمات الخاصة بموضوع الخدمة الواحدة، مثلاً النجارة موضوع خدمة، لكن يمكن تقديم وطلب أكثر من نوع من الخدمة فيها مثل درس خاص حول الخشب، التدريب على أعمال الخشب، الصيانة والتركيب والبيع والتجارة والتعهدات لمنتجات الخشب، وأعمال الفن المرتبطة بالخشب الخ.
وبهذا يجد كل من يزود أو يبحث عن خدمات النجارة سلة متكاملة ينقب فيها على ما يريد من خدمات، وعلى ما يستطيع تقديمه من خدمات، ويساعد التطبيق في المواءمة بين اهتمامات المستخدمين بناء على مواضيع اهتمامهم.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور أحمد طه أنهى الدراسة من كلية الطب في جامعة القدس، وعمل لمدة عام مساعد بحث وتدريس في مختبر الأعصاب في الجامعة، ويلتحق اليوم ببرنامج الدكتوراه في علوم الأعصاب في جامعة بن ستيت بولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وإلى جانب دراسته طور فكرة تطبيق موبايل "أفندي" وأسس شركة تكنولوجيا ناشئة للمشروع، حيث يتم عرض التطبيق على مراحل للاستفادة منه. علما ان التطبيق الان في مرحلته الاولى متوفر لمزودي الخدمة بتسجيل وعمل ملفات لهم. وسيتم فتح طلبات الخدمات في بداية شهر حزيران. ويلي ذلك الاطلاق الرسمي للتطبيق. والدعوة مفتوحة لمزودي الخدمات لمشاركة الجمهور بالخدمات التي يقدمونها وعمل العروض التي تميزهم.
هذا وتأسست جامعة القدس التي تعتبر المؤسسة الأكاديمية الأكبر في القدس، في أوائل الثمانينات، ولها عدة فروع ومراكز في فلسطين، وتطرح أكثر من مئة برنامج بكالورويوس وماجستير في تخصصات مختلفة، كما تعتبر السباقة في تأسيس كليات وبرامج فريدة من نوعها، فقد أسست أول كلية طب بشري وطب أسنان في فلسطين، وتتميز ببرنامج الدراسات الثنائية الأول من نوعه في الشرق الأوسط، الذي يدمج الإطارين النظري والعملي في التعليم. وكلية القدس بارد التي تعتبر نتاج شراكة أكاديمية مع جامعة بارد الأمريكية، كما وتحظى الجامعة بشبكة واسعة من العلاقات الدولية التي تسخرها في سبيل تطوير التعليم العالي بفلسطين.