أجمع مشاركون في لقاء نظمته جامعة القدس والتجمع الوطني الفلسطيني على ضرورة إنهاء الانقسام ولم الشمل الفلسطيني تحت مظلة واحدة وهدف واحد، كما وثمنوا جهود الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في المبادرة التي أطلقها لتوحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي حمل عنوان “صرخة ونداء من القدس لتوحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام وفق المبادرة الجزائرية”، بمشاركة رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك، ورئيس التجمع الوطني الفلسطيني السيد منيب المصري، ونائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ الدكتور ناجح بكيرات، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطاالله حنا، وحشد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية والدينية والأطر الطلابية في جامعة القدس.
من جانبه، قال أ.د. أبو كشك: “من جامعة القدس وباسمكم جميعًا ندعو لإنهاء الانقسام فورًا، وطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ شعبنا، ونؤكد دعمنا وتثميننا لمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.. إذ نرى في المبادرة الجزائرية فرصة ذهبية لكافة الفصائل والقوى الفلسطينية للاستجابة لها، وأن الالتزام بتطبيق ما ورد فيها واجب وطني”.
ودعا المجتمع الدولي وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية للتحرك الفاعل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ودعم حق شعبنا في الحرية والاستقلال وتقرير المصير الذي كفلته كل الشرائع الدولية.
ووجه أ.د. أبو كشك شكره للجزائر حكومة وشعبًا ولجميع الدول العربية والإسلامية ولرئيس التجمع الوطني للمستقلين الذين لم يألوا جهدًا لإنهاء الانقسام لتوحيد جهودنا في مواجهة الاحتلال.
ودعا السيد منيب المصري إلى تشكيل لجنة لمتابعة ملف المبادرة الجزائرية تضم شخصيات وطنية واعتبارية ودينية وأطر طلابية، مؤكدًا ضرورة إنهاء الانقسام لخطورته على الشعب الفلسطيني وقضيته.
وبين السيد المصري أن جميع الجهود يجب أن تكون موحدة تجاه لم الشمل الفلسطيني، وتحقيق المصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية.
وعبر عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني عبر تقنية الفيديو كونفرنس، عن سعادته للمشاركة بهذا اللقاء، وأكد أن فلسطين تسكن في قلوب الجزائريين حكومة وشعبًا، آملًا في أن يرى الفلسطينيين قد استعادوا وحدتهم وكلمتهم ووطنهم فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وهي أمانة تقع على عاتق المسلمين أجمعين.
وأشار رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السيد روحي فتوح إلى أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون إلى الوحدة في ظل ما يرتكب بحقه من جرائم يومية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن المجلس الوطني بيت الكل الفلسطيني وأنه من ضمن أولوياتهم تنفيذ اتفاق الجزائر وإنهاء الانقسام سريعًا.
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السيد واصل أبو يوسف أنه آن الأوان لترتيب البيت الداخلي، مؤكدًا سعيهم لتطبيق المبادرة الجزائرية، بجهود جامعة القدس مشكورةً على عقدها هذا اللقاء الهام.
ووجه نائب محافظ القدس السيد عبد الله صيام تحية للحكومة الجزائرية وأهلها على هذه المبادرة، مؤكدًا أنهم سينضمون إلى اللجنة التي دعا إلى تشكيلها السيد منيب المصري، وقال: “لنتجاوز جميع القيود التي تعصف بنا ونوحد صفنا تحت مظلة المدينة المقدسة”.
ووجه الشيخ ناجح بكيرات ثلاث رسائل مفادها أن الوحدة هي الرافعة الأساسية لحماية شعبنا والمدينة المحتلة، ويجب تطبيق آليات إنهاء الانقسام، وتوحيد جهودنا جميعًا من أجل القضية الفلسطينية وانتصارها.
وطالب المطران عطاالله حنا الفصائل الفلسطينية بضرورة تطبيق بنود المصالحة وأن لا يكون إعلان الجزائر حبر على ورق وإنهاء الانقسام بأسرع وقت، مؤكدًا أن المسيحيين والمسلمين وحدة واحدة وأننا نفتخر بعروبتنا”.
وقدمت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، عبر تقنية الفيديو كونفرنس شكرها لجامعة القدس، قائلة “أشكر جامعة القدس جامعة الشهداء على تنظيم هذا اللقاء، مؤكدةً أهمية لم الشمل الفلسطيني في ظل ما تتعرض له فلسطين من هجمات إسرائيلية ممنهجة.. فلتكن وحدتنا هي عنوان قوتنا، وبوحدتنا سننتصر”.
وفي كلمة للأطر الطلابية مشتركة في جامعة القدس، وجهوا خلالها رسائل لجميع الفصائل والقوى الفلسطينية بضرورة توحيد الصف الفلسطيني كون أثره كبير على الشعب الفلسطيني برمته، مؤكدين أنهم الجيل الشامخ بوجه الاحتلال الإسرائيلي”.
وفي نهاية اللقاء أضاء المشاركون شعلة الوحدة الوطنية إيذانًا بالعمل الجاد لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة من قلب جامعة القدس.