القدس| عقدت جامعة القدس مؤتمرها التربوي، بعنوان "المناهج المدرسية الفلسطينية .. رؤية تربوية"، انطلاقاً من ايمانها بدورها المجتمعي ومسؤوليتها تجاه القضايا التربوية، وتزامناً مع عملية تطوير وزارة التربية والتعليم العالي للمناهج المدرسية، وتسليط الضوء على أثر المناهج المدرسية على الطالب والمعلم، ودور الكتب في ترسيخ قيم المواطنة.
وأكد رئيس الجامعة أ.د.عماد أبو كشك على أهمية مضمون المؤتمر، لارتباط المناهج المدرسية وقدرتها على تغيير أفكار المجتمعات وأفرادها، متحدثاً بذلك عن دور المناهج المدرسية الفلسطينية في التربية الوطنية التي تتعرض لضغوطات من دول مختلفة في العالم، ومؤكداً بذلك على ضرورة التفاهم الوطني حول المسائل الوطنية.
وتطرق أ.د.أبو كشك إلى المنظومة القيمية، مشدداً على أهمية انتقالها بين المجتمعات من منظومة فردية إلى منظومة جامعة تعمل تحت مظلمة واحدة لتحقيق المصلحة العامة، مستشهداً بذلك بالتجربة الماليزية والنهضة التي أحدثتها في قطاع التعليم.
وأكد أ.د.أبو كشك على ضرورة نقل التعليم والتعلم من مرحلة التلقين والحفظ إلى مرحلة الابداع والابتكار والتحليل والتطبيق في جميع المناهج المدرسية، وبالتالي الحصول على بيئة جامعية قادرة على احتضان الأفكار المبدعة المنطلقة من المدارس.
وفي كلمة معالي وزير التربية والتعليم العالي د.صبري صيدم تحدث ممثلاً عنه د.ثروت زيد رئيس مركز المناهج، والذي أوضح أن إسرائيل تشن هجوماً على المناهج الفلسطينية، وهي بذلك تستهدف عملية التعليم وتجفيف مساعدات المانحين.
وأشار إلى أن المناهج الفلسطينية حاولت إبراز الهوية الفلسطينية، مؤكداً أن المنهاج الفلسطيني كان منصفاً في طرح قضايا فلسطينية، وأنه تم الاتفاق على المسميات الوطنية المطروحة في المناهج المدرسية بعد الاتفاق مع السياسيين الفلسطينيين، كما وجاءت صياغة المناهج محترمةً لجميع الأديان.
وقال إن المناهج من الصف الأول حتى الثاني عشر تمت صياغتها بجهود لجنة متخصصة، وأن تغييرها جاء بعد توفر بعدين، الأول جهة سياسية حامية، والثاني جهة قادرة على اتخاذ القرار في التنفيذ.
وأشارت عميدة كلية العلوم التربوية في جامعة القدس د.ايناس ناصر إلى أن فكرة المؤتمر جاءت بعد جهود من التربويين في الكلية، حيث أن موضوعه يلبي حاجة المجتمع والمعلمين من الطلبة، ويجيب عن تساؤلات عديدة لديهم حول المناهج المدرسية الفلسطينية، وتسليط الضوء على الجهود الكبيرة المبذولة من وزارة التربية والتعليم العالي، والمؤسسات التعليمية في اصلاح التعليم.
وأوضحت أن من مميزات المنهاج الجديد أنه ينطلق من خمسة أسئلة هي، لماذا نربي، وبماذا نربي، وكيف نربي، ومن نربي، وما نتائج التربية، مجيباً بذلك على جميع الأسئلة.
وأكدت على ضرورة تطوير المناهج الدراسية في التعليم كإحدى الخطوات الرئيسية لتطوير واصلاح التعليم، حيث أن الخبراء التربويين يجمعون على أن ضعف المناهج سبب في تدني المخرجات النوعية للتعليم بجانب عوامل أخرى.
وأوصى المؤتمرون بدعم توجيهات مركز المناهج الفلسطيني في تثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية في المناهج، وعرض الرؤية الفلسطينية كما يراها الفلسطينيون بما أنه لا يوجد اتفاق يرسم الحدود والقضايا النهائية، والحفاظ على التراث الفلسطيني من خلال المناهج وحمايته من محاولات سرقة هذا التراث من قبل الإسرائيليين، وتشجيع الباحثين المستقلين من خارج وزارة التربية والتعليم على تحليل وتقويم المناهج الجديدة واعتماد النماذج العالمية في تصميم المناهج وخاصة النموذج السنغافوري.
وكان المؤتمر قد تناول أربعة محاور، وهي: المناهج المدرسية ودورها في تعزيز المواطنة، المناهج المدرسية وذوي الاحتياجات الخاصة، المناهج المدرسية ودورها في تنمية شخصية المتعلم في ضوء المعايير العالمية، والمناهج المدرسية وطرق التعليم والتعلم.
وشارك في المؤتمر عدد من الخبراء التربويين من وزارة التربية والتعليم العالي، وجامعات فلسطينية وأردنية، ومؤسسات تعليمية ومشرفي مدارس، وفي نهايته تم تكريم اللجان والباحثين.