استضاف مركز دراسات القدس- جامعة القدس الباحث د. نظمي الجعبة في محاضرة حول تاريخ عمارة كنيسة المهد الكائنة في مدينة بيت لحم، ضمن سلسلة محاضرات ينظمها في التراث الثقافي والتاريخ المعماري الفلسطيني، وذلك في موقع المركز الكائن في خان تنكز في سوق القطانين في القدس.
واستهلت المحاضرة بترحيب مدير مركز دراسات القدس الدكتور يوسف النتشة بالحضور من طلاب المركز والمهتمين بدراسات القدس والشأن الثقافي، متحدثًا عن نشاطات المركز ورؤية الجامعة فيما يخص القدس وأهمية العمل فيها رغم الصعوبات، وبرنامج ماجستير الدراسات المقدسية.
وبدأ د. الجعبة محاضرته بالحديث عن مراحل العمارة في كنيسة المهد، وتأسيس هيلانة وقسطنطين، وفترة جوستنيان في القرن الخامس الميلادي، مشيرًا إلى الفرادة والقيم المعمارية التاريخية التي تزهر بها الكنيسة، كقطع الفسيفساء وقطع الفريسكو.
وأضاف المحاضِر أن المبنى يتمتع بأصالة معمارية تعود إلى الفترة البيزنطية، وعرج على مشروع ترميم الكنيسة الذي شكل تحديًا كبير جداً من ناحية تقنية وتراثية، مستعرضًا ما تم من إنجاز ومن ترميم بأدق المواصفات الفنية المتاحة التي هي نبراس ومثال يُحتذى في المشاريع العالمية ذات القيم المتعددة.
وتعرض المحاضر إلى بضعة أساطير تتعلق بأبواب الكنيسة، وأسباب ودوافع تصغيرها، وفند بعض الشائعات التي لا تستند إلى دليل علمي، وانتهى إلى تبيان الجهات الكثيرة التي تعاونت في سبيل إنجاز هذا الترميم، وتحدث عن راعي الكنيسة القديم الذي ارتبط بها والراهب جيرم الذي كان له فضل ترجمة الكتب المقدسة من لغاتها الأصلية إلى اللغة اللاتينية.
وجاءت المحاضرة كخلاصة لكتاب تحت الطبع أتمه عضو مركز دراسات القدس المحاضر نظمي الجعبة، الذي تربطه بالمركز علاقة أكاديمية عريقة، ويعرف عنه اهتمامه بعدة مجالات، أهمها التراث المعماري وبصماته وجهوده في مؤسسة رواق، والمتحف الإسلامي، ومتحف جامعة بيرزيت.
ويسر اللقاء الدكتور النتشة الذي أعلن في الختام عن موعد المحاضرة القادمة للدكتور عادل مناع حول رئيس حكومة عموم فلسطين الراحل أحمد حلمي عبد الباقي.
