أطلقت جامعة القدس صندوق "الميلاد للطالب المحتاج" خلال حفل أقيم في مدينة بيت لحم، بهدف دعم القدس وجامعتها ولتمكين الطلبة من مواصلة تعليمهم وبناء مستقبلهم، وذلك برعاية أ.د.عماد أبو كشك رئيس الجامعة، وبحضور ممثلي ورؤساء الكنائس المحلية ورؤساء بلديات محافظة بيت لحم، ورجال أعمال واقتصاد، وشخصيات رسمية.
ويأتي تأسيس هذا الصندوق في اطار الجهد الذي تبذله الجامعة في سبيل توفير فرص التعليمية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، ومن مختلف المحافظات، وذلك انطلاقاً من التزامه المبدأي بتوفير التعليم لكل الطلبة الذين يحققون المعايير الأكاديمية بغض النظر عن القدرة المالية.
وقال أ.د.عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس: "نطلق اليوم سوياً "صندوق الميلاد للطالب المحتاج"، هذه الفكرة المبدعة والنيرة التي شكلت نواتها بمبادرة من مجموعة مميزة من طلبتها وخريجيها الغيورين على مؤسستهم ورفعة وطنهم وتمكين مدينتهم المقدسة ومؤسساتها عامة وخاصة جامعة القدس، مؤكداً على أن الجامعة تبذل جهداً كبيراً من اجل توفير الدعم للطلبة المحتاجين.
وأكد أ.د.أبو كشك على العلاقة المتينة التي تربط جميع الاديان المبنية على المحبة والتعايش والاحترام المتبادل بين جميع مكوناتها التاريخية لتكون مثلا ونبراس في هذا العالم، ولفت إلى أن جامعة القدس تعتز بمكانتها كمؤسسة مقدسية عربية صامدة في أرضها أمام كل محاولة تهويد المدينة وذلك بإنشاء مراكز تعليمية ومرافق ترفيهية في مدينة القدس.
وشكر أ.د.أبو كشك مجتمع الاعمال الفلسطيني وممثلي مؤسسات المجتمع المدني الحاضنة الشعبية الامينة على مؤسسات القدس وطلبتها، الذين احتضنوا وسيبقوا شتى فئات المجتمع الفلسطيني، مضيفا، نجتمع من اجل رسالة نبيلة سامية لاطلاق الصندوق الذي يوفر التعليم الكريم لفئة من الطلبة المحتاجين من جامعة القدس ليكونوا اساس مشرق لذاتهم ولوطنهم.
وقال الأب بشار فواضلة المرشد الروحي للشبيبة الطالبة المسيحية في فلسطين: "صندوق الميلاد للطالب المحتاج الذي نطلقه اليوم هو رسالة للعالم بأن فلسطين بمسلميها ومسيحييها تولد من جديد عندما يقف الإنسان مع أخيه الإنسان، مضيفاً، كان الصندوق مبادرة قام بها رئيس الجامعة مع مجموعة من الطلبة المسيحيين، الذين ومن خلال مبادرة اضاءة شجرة الميلاد قبل أربع سنوات، وصلوا اليوم إلى شجرة حية حقيقية كبيرة تحمل على أغصانها روح التعاون والفرح، روح التضامن والعمل،” وأضاف: “إن كل مساعدة وتضامن هي ميلاد جديد في قلب الإنسان وطالب العلم".
وأكد بطريرك القدس للاتين البطريرك ميشيل صباح على أهمية مساعدة اخوتنا على اختلاف أديانهم، مشدداً على أننا يجب أن نكون يد واحدة في ظل ما يتعرض له شعبنا والعالم اجمع من جروب شتى.
وهنأ غبطة البطريرك صباح جامعة القدس ورئيسها أ.د.أبو كشك على هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي تعزز من مكانة ودور المؤسسة المقدسية في خدمة أبناء فلسطين.
وأشاد سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بمبادرة الجامعة السباقة من نوعها، والتي تضم بجناحيها أسمى القيم التي تحث على مساعدة المحتاجين ودعمهم، وشكر الداعمين من مؤسسات ورجال اعمال على وقوفهم ومساندتهم لطلبة العلم.
وقال وجدي العلم أحد طلبة الجامعة المبادرين للفكرة: "إن تجد جامعة فلسطينية لا وبل عربية تطلق مثل هكذا مبادرة هي بحد ذاتها علامة فارقة في عالم اليوم"، مشيراً إلى إن دعوة جميع أصحاب الأيدي الكريمة والمؤسسات الخيرية ورؤساء الأموال بأن يتكاتفوا معنا في تحقيق الهدف والغاية من هذا الصندوق.
وأكد على ضرورة دعم الصندوق من منطلق دعم الطالب المحتاج والوقوف للتغلب على الفقر والعوز، محبين وداعمين بعضنا بعضاً بإنسانية عالية، تعزيزاً لوجودنا وثباتنا في هذه الأرض المقدسة.
وقد كرمت جامعة القدس رجل الاعمال والاصلاح عضو المجلس البلدي في بيت لحم ومؤسسات الوطن نيكولا صالح ميخائيل قنواتي وذلك تقديراً لدعمه وتبرعه عدة مرات لجامعة القدس لصالح طلبتها.
والجدير بالذكر أن جامعة القدس توفر أوسع برنامج مساعدات مالية لطلبتها ليستفيد منه أكثر من 45% من طلبتها.