القدس | استقبل رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك النائب عن القائمة العربية المشتركة في "الكنسيت الإسرائيلي" حنين الزعبي، وذلك خلال زيارتها للجامعة لبحث سبل التعاون المشترك، والقاء محاضرة أكاديمية سياسية في ندوة بعنوان" 100 عام لوعد بلفور واقع فلسطين والفلسطينيين"، نظمتها دائرة العلوم السياسية في الجامعة.
ووجه أ.د. أبو كشك شكره لها على هذه الزيارة، والتي تدل على العلاقة المتينة التي تربط القدس بباقي أراضي الوطن وخاصة الداخل الفلسطيني المحتل، مشيراً إلى أن الجامعة تواصل استضافة النواب العرب من الداخل لدورهم الهام في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
وقالت الزعبي: "نحن أصحاب الوطن الشرعيين، وأن حق العودة هو مطلب فلسطين لا تنازل عنه"، مضيفةً أن النكبة هي نتاج لوعد بلفور الذي طرد الفلسطينيين من أراضيهم.
وأوضحت الزعبي أن وعد بلفور هو التزام بريطانيا بإنشاء وطن لليهود، وأن حكومة الإنتداب عملت على تسهيل هجرة اليهود وسن قوانين تعمل على تيسير نقل ملكية الأراضي لهم، لافتةً إلى أن اعتذار بريطانيا عنه ينزع الشرعية عن الوعد ويعطيه صبغة لا أخلاقية، ويربط بين الوعد والجرائم الحالية.
وأضافت "نحن نرى في جامعة القدس التي نشأت وتطورت في ظل قهر الاحتلال، حالة من حالات الصمود والثبات، بخلقها لشباب واع لقضيته ولتاريخ فلسطين وبغرسها لمبادئ الانتماء وحب الوطن فيه."
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس في غزة د. إبراهيم أبراش أنه على الرغم مما ألحقه وعد بلفور من مخاطر على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية بكاملها، فقد كان من الممكن اعتبار الوعد جزءاً من الماضي، لكن إصرار الحكومات البريطانية المتعاقبة على الوعد يؤكد على أنها لم تخرج عن نهجها.
وقدم أبراش تحليلاً لنص وعد بلفور، مبيناً أن بريطانيا تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين لليهود، مما يعني أنه لم يكن لهم قبل ذلك وطن قومي، ولو كان غير ذلك فإن النص يكون بصيغة مختلفة، كما وأن النص يقول بإقامة هذا المقام القومي في فلسطين وليس في "أرض إسرائيل" وهذا اعتراف بوجود دولة أو كيان محدد يسمى فلسطين.
وأكدت رئيسة دائرة العلوم السياسية ومعهد الدراسات العالمية بجامعة القدس د. آمنة بدران أنه بالوحدة الداخلية والتخطيط العقلاني والاستراتيجي نستطيع تفعيل القوى الإقليمية والدولية الصديقة، مشددةً على ضرورة التكامل الفلسطيني والعمل الوطني مع كل الفلسطينيين في الداخل والشتات، مشيرة إلى "أننا نحتاج إلى إرادة سياسية ومرجعية واحدة لتحقيق مطالبنا الفلسطينية".
وتشكل دائرة العلوم السياسية في جامعة القدس والتي انشأت عام 2001 إضافة نوعية إلى ما تقدمه الجامعة من تخصصات أخرى، حيث تواكب التطورات السياسة على كافة الأصعدة وتساهم في توعية الطلبة لما يدور حولهم سواء الماضي أو الحاضر أو المستقبل، خاصة في ظل ما تمر به فلسطين من أحداث سياسية متصاعدة.