افتتح رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبوكشك اجتماع هيئة مجالس جامعة القدس الثامن والعشرين في تركيا بعنوان “تمكين وتنمية المجتمع المقدسي” والذي يستمر ثلاثة أيام، بحضور ضيف الشرف الفريق جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والسيد فائد مصطفى سفير دولة فلسطين في جمهورية تركيا، ورئيس لجنة القدس في البرلمان الأردني سعادة النائب محمد الظهراوي، ورئيس لجنة أصدقاء جامعة القدس في ألمانيا المهندس جمال محمود، وبمشاركة نخبة مميزة من العلماء والباحثين الفلسطينيين من جامعة القدس ومن المدينة المقدسة، وشخصيات دينية واعتبارية من دول: تركيا، الأردن، الكويت، قطر، لبنان، البحرين، الامارات، وحشد من رجال الأعمال، عدد من أبناء الجالية الفلسطينية في تركيا.
وأردف أ.د. أبوكشك قائلاً: “نلتقي اليوم في هذه المدينة العامرة بإرثها الحضاري والتاريخي مدينة إسطنبول العريقة في الجمهورية التركية الصديقة المستضيفة للاجتماع والذي تنظمه جامعة القدس بالشراكة مع صندوق وقفية القدس بعنوان “تمكين وتنمية المجتمع المقدسي، مؤكداً على أهمية هذا الاجتماع لوضع الآليات التي من شأنها تعزيز صمود المقدسيين، مستفيدين من تجربة جامعة القدس وصندوق ووقفية القدس الناجحة والبناء عليها وتطويرها.
وأكد أن جامعة القدس هي المؤسسة الأكبر في القدس بعد المسجد الأقصى المبارك، موضحاً أن لها دوراً مجتمعياً هاماً إلى جانب البحث العلمي والتعليم وهو حماية القدس وأهلها ودعم صمودهم، والعمل مع كافة الشركاء وعلى رأسهم صندوق ووقفية القدس على توفير الدعم اللازم في كافة المجالات، شاكراً تركيا حكومةً وشعباً، على ما يقدمونه من دعم لفلسطين والجامعة.
وكان الاجتماع قد ابتدأ بكلمة الأمين العام لهيئة المجالس أ.د. عدنان اللحام ينطلق هذا الاجتماع الهام الذي تنفرد به جامعة القدس من المدينة العريقة إسطنبول، وسيطلق الاجتماع عدة مشاريع أعدها باحثو الجامعة لمعالجة احتياجات القطاعات الاقتصادية والخدماتية المختلفة في المدينة المقدسة، التي نتطلع إلى دعمها وتبينها من أجل تحقيق التنمية والتمكين للمجتمع المقدسي الذي يواجه تحديات كبيرة تستهدف وجوده، وهذه المشاريع قابلة للتطبيق.
وقال أ.د. اللحام: “إن جامعة القدس لديها الخبرة الكافية في البحث العلمي وإدارة المشاريع وتنفيذها، مضيفاً، “ولذلك فإننا نتطلع إلى تضافر جميع جهود المشاركين في هذا الجمع المبارك إلى تبني المشاريع ودعمها”.
وأعلن أ.د. االلحام عن تحويل هيئة مجالس الجامعة إلى مجلس شيوخ جامعة القدس، وذلك ايماناً من إدارة الجامعة بضرورة تعزيز قدراتها للقيام بمزيد من الجهود واستدامة دورها في تنمية وتطوير مؤسسات المجتمع المقدسي جنباً إلى جنب مع مجالس الجامعة المختلفة، مقدماً شكره للقائمين على إنجاح هذا الاجتماع ولرئيس جامعة القدس أ.د.عماد أبو كشك.
وأكد الفريق جبريل الرجوب أن للاجتماع دلالات هامة من حيث المكان والزمان والمحتوى، حيث يعقد في تركيا الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية، والمتميزة في علاقات متزنة مع مكونات النظام السياسي الفلسطيني، وفي ظروف صعبة تمر بها المدينة المقدسة، وبالتالي فإن موضوعات الاجتماع غاية في الأهمية لتقديم رؤية استراتيجية واضحة بآلياتها قابلة للتطبيق بما ينعكس على مدينة القدس وأهلها.
ودعا كافة الدول العربية والإسلامية إلى المحافظة على عروبة القدس وهويتها ودعم صمود المقدسيين وتمكين المؤسسات المقدسية في تأدية دورها في القدس، بما فيها جامعة القدس السباقة في خدمة المجتمع المقدسي، مباركاً للجامعة تحويل هيئة مجالسها إلى مجلس شيوخ جامعة القدس.
وفي كلمته، أكد السفير الفلسطيني في تركيا على أهمية الاجتماع الذي يحمل هدفاً واحداً لخدمة مدينة القدس وأهلها، في ظل الظروف الصعبة التي تحدق بها، والتي تستوجب من الجميع دعمها والوقوف إلى جانبها، مؤكداً على ضرورة تعميم مخرجات الاجتماع على المستويات التركية كافة وضمان انخراطها وتنفيذها لمساعدة المقدسيين.
ووجه شكره لجامعة القدس لتنظيم هذا الاجتماع في تركيا، قائلاً: “إنه بالعزيمة والإرادة والتصميم سنحقق ما نريد تجاه مدينة القدس، مؤكداً على استمرار دعم الحكومة التركية للقدس وللجامعة المقدسية الوحيدة في القدس”.
وأكد النائب الأردني محمد الظهراوي على أهمية المشاركة الأردنية في هذا الاجتماع، الداعم لمدينة القدس كون الأردن جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، مشيراً إلى أنه لا بد من القيام بخطوات ثابتة وعملية لتمكين المقدسيين وتعزيز صمودهم.
وأكد أن تمكين مدينة القدس هو تمكين للعالم العربي والإسلامي، مبيناً بذات الوقت على اهتمام القيادة الهاشمية بالقدس والمسجد الأقصى وتحمل هم القضية الفلسطينية، معبراً عن اعتزازه بجهود جامعة القدس تجاه المدينة المقدسة.
وفي كلمة مسجلة، أشاد خطيب المسجد الأقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبري بجامعة القدس لعقدها مؤتمر يتناول قضية هامة تتعلق بمدينة القدس وأهلها، قائلاً: “واكبت نشأة جامعة القدس وتطوراتها المتلاحقة ببرامجها ومراكزها المتميزة، حيث استطاعت أن تثبت نفسها رغم العقبات التي واجهتها لحملها اسم القدس، وتمسكت به، وهي اليوم تسير قدماً لتعزيز دورها الذي لا ينقطع”.
وأكد فضيلة الشيخ على الدور الأكاديمي والمجتمعي الذي تأديه جامعة القدس في المدينة المقدسة ولأهلها نظراً لبعدها العربي والدولي الواسع، معبراً عن أمله في الخروج بتوصيات علمية فعالة، ومقدماً بعض التوصيات التي من شأنها دعم المجتمع المقدسي وطلبة الجامعة.
وأكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس سيادة المطران عطا الله حنا في كلمته المسجلة، على أهمية هذا المؤتمر الذي تعقده جامعة القدس وصندوق ووقفية القدس، مشيراً إلى أن أي دعم لهذه الجامعة الوحيدة في مدينة القدس إنما هو دعماً للمدينة وأهلها ولصمودهم فيها، ولمساعدتها في إكمال مسيرتها التعليمية والوطنية في هذه الأرض المقدسة.
وبين سيادة المطران أن لجامعة القدس بصمات واضحة في هذا الدعم الذي يأتي لحماية القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية في ظل ما تتعرض له من انتهاكات وطمس لهويتها وتاريخها.
وتناول اليوم الأول ثلاث جلسات قدم خلالها عدة أوراق علمية وبحثية، حيث كان موضوع الجلسة الأولى “القطاع الحضري والحضاري والإسكان في مدينة القدس: الإسكان والثقافة في القدس، والتي ترأسها النائب التنفيذي لرئيس الجامعة أ.د.حسن دويك، وتحدثتا خلالها رئيسة دائرة الهندسة المعمارية د.يارا السيفي والأستاذة ومديرة المكتب الهندسي في الجامعة ومن دائرة الهندسة المعمارية آمال أبو غوش حول ” الحق في المدينة : تخطيط بديل في القدس الشرقية”. ومن قسم الهندسة المعمارية قدمت د.مها السمان ورقتها بعنوان ” السكن في القدس الشرقية بين المشاق والحقوق والفرص “، كما وتم التطرق إلى خطط التنمية الفلسطينية للقدس الشرقية القطاعية، والعنقودية، والمكانية، والطارئة بورقة من مدير تحرير مجلة المقدسية قدمها د.وليد سالم والتي كانت بعنوان “تنمية المجتمع المحلي المقدسي: الواقع والآفاق”.
وفي الجلسة الثانية التي كانت بعنوان ” القطاع الصحي في القدس الشرقية ” ترأسها عميد كلية طب الأسنان د.محمد أبو يونس، ألقى نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ.د. معتصم حمدان ومن كلية الصحة العامة د. اسما إمام الضوء على “قطاع الرعاية الصحية والوضع الصحي للفلسطينيين في القدس الشرقية”، متحدثاً عن الاحتياجات والتحديات التي تواجه المؤسسات والمستفيدين من الخدمات الصحية، وتطرق عميد كلية الطب البشري أ.د. هاني عابدين في ورقته العلمية إلى “التعليم الطبي في القدس، مستشفيات القدس وسبل تطويرها”.
وفي الجلسة الثالثة التي تناولت موضوع “قطاع التنمية والريادة” والتي ترأسها من كلية الأعمال والاقتصاد الأستاذ محمد شريعة، تحدث مدير مركز القدس للتكنولوجيا وريادة الأعمال د.رضوان القصراوي والأستاذة سحر شحادة من المركز عن دور حاضنة الأعمال التي أنشأتها جامعة القدس في التنمية الاقتصادية في المدينة، وتمحورت الورقة التي تليها حول مشاركة المرأة المقدسية في سوق العمل: تحديات اقتصادية وثقافية أوضحها نائب الرئيس المساعد للشؤون المالية والإدارية في كلية القدس بارد د.سامح حلاق، وألقى عميد كلية الآداب أ.د.صلاح الهودلية الضوء على دور التراث الحضاري بمدينة القدس في تعزيز الهوية المقدسية، وأوضح مدير عام مركز دراسات القدس د.يوسف النتشة مكانة القدس المرموقة من خلال المشاريع المعمارية للسلطان سليمان القانوني: إعادة فحص لها ولواجبنا اتجاهها.
كما وتخلل الجلسة الافتتاحية لليوم الأول عرض فيديو تعريفي عن جامعة القدس صندوق ووقفية القدس وانجازاتها وكلياتها وبرامجها ومراكزها وفروعها المتعددة، وضم الاجتماع أعضاء هيئة التدريس في المجالس المختلفة داخل الجامعة والأعضاء الإداريين الذين يجتمعون لمناقشة العديد من الأمور التي تهم مجتمع الجامعة. وتنعكس اقتراحاتها ونتائجها كوسيلة لتحسين سياسية الجامعة نحو خدمة مجتمع الجامعة والتعليم بشكل أفضل.