استضافت جامعة القدس المنتدى الحضري الفلسطيني الثالث على مدار يومين في حرمها الرئيس-أبو ديس، بالشراكة مع برنامج الموئل في الأمم المتحدة، ووزارة الحكم المحلي الفلسطينية، ودعم من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، وثلة من شركاء المجتمع المحلي والدولي.
وقال وزير الحكم المحلي معالي المهندس مجدي الصالح أن هذا المنتدى يشكل فرصة كبيرة لدراسة التحديات الكبيرة التي تواجهها فلسطين ومناقشتها، وإيجاد الحلول الابتكارية والإبداعية لها ، من خلال تعاون الخبراء والأكاديميين والعاملين في هذا المجال، مشيرًا إلى جهود الوزارة مؤخرًا في مجال التطور الحضري، والمتمثلة بإبرام اتفاقية للتغلب على تحدي النفايات من خلال مشروع حرق النفايات وتحويلها إلى طاقة، إضافة إلى الخطط الموضوعة من أجل ملاءمة فلسطين ومدنها مع تحديات التغير المناخي، وتعزيز الديمقراطية المحلية من خلال إجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية، فكل هذه العوامل ستكون رافعة لتحقيق التنمية المتعددة والمستدامة والقادرة على الصمود والتحدي.
ودعا الصالح كافة الشركاء الدوليين والمؤسسات الدولية إلى ربط الموقف التنموي بالموقف السياسي، وممارسة الضغط من أجل إنفاذ القانون الدولي والإنساني على الأراضي الفلسطينية، نظرًا لخطورة ممارسات الاحتلال وتضييقاته الهادفة إلى حرمان الفلسطينيين من حقوقهم السياسية والوطنية ووجودهم المادي والمعيشي والمستقبلي.
من جانبه، رحب رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك بإقامة هذا المؤتمر الهام على أرض جامعة العاصمة التي تقبع بجوار المدينة المقدسة، منوهًا إلى خصوصية وضع مدينة القدس ومكانتها الدينية والحضارية، وما تتعرض له من اعتداءات ومؤامرات تستهدفها وأهلها من خلال التضييق والتهجير واقتحام المقدسات، الأمر الذي جعل من جامعة القدس تحمل على عاتقها مسؤولية دعم صمود المدينة والقيام بالتزاماتها تجاهها وفاءً للقدس وأهلها.
وفي رسالة مسجلة لوكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لموئل الأمم المتحدة السيدة ميمونة شريف، أشارت إلى أن التحضر هو قوة إيجابية تحويلية للناس والمجتمعات، حيث يعزز الموئل هذه الجهود التي تبذلها الأطراف الشريكة القائمة على المنتدى لدعم التطور الحضري في فلسطين، الذي يعد خطوة تحضيرية للمؤتمر الحضري العالمي، مؤكدة أن الموئل يسعى لتحقيق التقدم فيما يتعلق بقضايا الأراضي والأمان، والإعمار في قطاع غزة والعديد من قضايا التنمية الحضرية الهامة.
وتطرق أ.د. أبو كشك في مداخلة له خلال المنتدى إلى دور الجامعة في دعم صمود المدينة المقدسة، فهي تؤدي دورًا متميزًا في حماية القدس ودعم مؤسساتها وتمكين الأهالي فيها بفضل وجود مراكزها في مختلف الأحياء في البلدة القديمة، إلى جانب برامجها وشراكاتها المتعددة، ذاكرًا تجارب العمل في المدينة من خلال صندوق وقفية القدس الذي تعد الجامعة شريكًا رئيسيًا فيه، ومركز الريادة والإبداع، وحملة الوفاء للقدس التي نظمت بغرض ترميم المنازل وتوزيع السلال الغذائية والمنح الدراسية ودعم مؤسسات التعليم المقدسية، إلى جانب العديد من الخدمات التي تؤديها ضمن مسؤوليتها الاجتماعية والوطنية.
وتحدث مدير مكتب برنامج المستوطنات البشرية في كلمة الموئل د. زياد الشقرة عن مساهمة برنامج الأمم المتحدة في دعم فلسطين وتطوير التنمية المستدامة فيها ضمن خطة تنموية تهدف إلى حل تحديات التوسع الحضري والتنمية لدى خصوصية الحالة الفلسطينية وظروف جائحة كورونا، وتشمل هذه الخطة سيادة الدعم لكافة مجالات إدارة الحكم، ودعم التوسع الحضري والجهود الوطنية للإصلاح والتنمية في مختلف الأراضي الفلسطينية، شاكرًا جهود مسؤولي المؤتمر.
بدورها، أكدت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية أ. لين استينجز أن هذا التعاون القائم يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظروف الصراع والتحديات التي تواجه فلسطين، والحاجة لتحقيق التطور والتنمية فيها على مختلف المستويات، حيث تعمل الأمم المتحدة على تطبيق خطة تنموية تضمن الوصول للموارد الطبيعية واستثمارها لتحسين الأوضاع وتحقيق التطور الحضري، باعتبار المواطن هو الأساس للتطور والتحضر وإيجاد مستقبل أفضل.
وأضاءت نائب مدير البعثة في كلمة الاتحاد الأوروبي أ. ماريا فيلاسكو على التحديات الحضرية في فلسطين والجهود المبذولة في دعم التطور الحضري في فلسطين، والتي يشارك بها الاتحاد من خلال وضعه أجندة لدعم التحضر في المناطق العربية، إلى جانب استراتيجية تطويرية في فلسطين تدعم حقوق المواطنين في سبيل تحقيق تقدم وضمان وجود مدن حضرية متكاملة.
من جانبها، تطرقت نائبة رئيس التعاون الألماني أ. هانا إيلجي في كلمة لمكتب الممثلية الألمانية إلى الشراكات التي تقيمها الحكومة الألمانية مع نظيرتها الفلسطينية وعدد من جامعات فلسطين، وعلى رأسها شراكتها مع جامعة القدس في برنامج الدراسات الثنائية الفريد على مستوى المنطقة، وهو يأتي ضمن جهود الدعم الأكاديمي التنموي.
وتتضمن فعاليات المنتدى المنعقد 6 جلسات في مجال التخطيط الحضري ومستقبله في فلسطين، وتتوزع على مدار يومين لتشمل في يومها الأول مواضيع التخطيط الحضري والحوكمة، الصمود والمنعة الحضرية (جلسة حوارية)، الابتكار والتكنولوجيا في مجال التخطيط الحضري.
ويعقد المنتدى الحضري الفلسطيني الثالث تحت شعار “نحو تنمية عمرانية مستدامة تعزز السيادة والصمود للمدن الفلسطينية، تحضيرًا للمؤتمر الحضري العالمي، وذلك بمشاركة مؤسسات المجتمع المحلي والدولي وعدد من الجامعات الفلسطينية، ومؤسسات أهلية والبرامج ذات العلاقة بتخطيط المدن، ونقابة المهندسين، ويسلط الضوء على أهم المعوقات التي تواجه التنمية العمرانية والتخطيط السليم، ورفع الوعي بشأن التنمية الحضرية المستدامة وسبل تحقيقها.