عقدت كلية الآداب وقسم الأرشفة والخدمات الإلكترونية في مكتبة جامعة القدس ندوة بعنوان “إرثنا المخطوط في زمن العولمة”، تحت رعاية رئيس الجامعة أ.د. أبو كشك، قدمها خبراء في الإرث والمخطوط العربي والإسلامي، بحضور عدد من الأكاديميين والإداريين والطلبة.
وفي كلمته الافتتاحية نيابة عن رئيس الجامعة، نوه عميد كلية الهندسة د. حنا عبد النور إلى ضرورة توظيف العولمة كفرصة للحديث عن إرثنا الثقافي، من خلال تناقله على شكل قصص تساهم في تقديمنا للعالم والتعريف بوجودنا في المكان والتاريخ، مع أهمية توحيد الجهود لنشرها من خلال أدوات العولمة المختلفة.
وقدم عميد كلية الآداب أ.د. صلاح الهودلية تعريفًا بيوم المخطوط العربي باعتباره من المناسبات الثقافية التي تجمع عليها الدول العربية، كما وذكر فضل المخطوطات العربية في تقدم العلوم والإنسانية، مشيرًا إلى أن جامعة القدس حرصت انطلاقًا من أهميته على الاحتفال به باعتباره وعاءً للتراث العربي المميز.
من جانبه، أشار مدير مكتبة العائلة الخالدية في القدس د. خضر سلامة إلى أن فلسطين تزخر بالمخطوطات، فهي تحوي ما يزيد عن 5 آلاف مخطوط في مناطق جغرافية مختلفة وتتوزع في مكتبات عديدة، متحدثًا عن مشاكل الحفظ والترميم والحاجة إلى متخصصين في المجال.
واقترح أستاذ الأدب في جامعة القدس أ.د. مشهور حجازي إقامة مركز فلسطيني موحد لضم المخطوطات لكي يتم أرشفتها ونشرها والإفادة منها، وذلك لدى حديثه عن منهج تحقيق المخطوطات الذي تناول فيه تاريخ ضياع عدد كبير من المخطوطات والاستيلاء على المجلدات، إضافة إلى تاريخها وأهميتها وتحديات الوصول إليها.
وتطرقت أ. سامية تعامرة إلى مفهوم المخطوط وتاريخه في مدينة القدس على وجه الخصوص، وما واجهته من صعوبات في النسخ والترميم، وصولًا إلى فقدان عدد كبير من المخطوطات والاستيلاء عليها لدى انهيار الدولة العثمانية وفي الحروب المختلفة التي تلتها، حيث فقدت فلسطين عام 1967 أكثر من 700 مخطوط من أصل 900 كانت تحفظ في الجامع العمري في غزة، بالإضافة إلى آلاف المخطوطات التي استولى عليها الغرب.
واستعرض مدير مكتبات جامعة القدس أ. خليل جاموس تطور عملية حفظ المخطوطات وترميمها في جامعة القدس بدءًا من عام 1986 إلى اليوم، وقد رممت الجامعة مؤخرًا جزءاً من المخطوطات القيمة التي تحفظها في مكتبتها، وتسعى بتوصية من رئيسها أ.د. أبو كشك إلى كتابة مشروع لترميم وصيانة المخطوطات وعولمتها من خلال تحويلها لنسخ إلكترونية للباحثين والدارسين.
من جهته، ذكر رئيس قسم الأرشفة والخدمات الإلكترونية في جامعة القدس أ. حمدالله مرعي عددًا من المشاريع التي اهتمت بحفظ المخطوطات على الشبكة العالمية، بعد تقديمه موجزًا في تاريخ مكتبات القدس وأهم العائلات التي ارتبطت بهذه المكتبات فيها، إلى جانب توضيحه دور المكتبات الإلكترونية في حفظ التراث والمخطوطات العربية والاسلامية، وذكر عدداً منها، وأشار إلى أهمية المكتبة الوطنية التي تلعب دوراً مهما في حفظ الإنتاج الفكري للدولة.
يشار إلى أن جامعة القدس قامت بترميم جزء من المخطوطات لديها من خلال تعاونها مع مؤسسة إحياء التراث، وهي بصدد إقامة مشروع إلكتروني لإتاحة هذه المخطوطات للدارسين والمهتمين بما يضمن سلامتها، للإفادة منها كإرث ثقافي وتاريخي.